icon
التغطية الحية

عودة الحلف القديم وتفعيل قرارات اجتماع تركيا.. فهيم عيسى قائداً للفيلق الثاني

2022.11.13 | 12:40 دمشق

فهيم عيسى يتسلم قيادة الفيلق الثاني
أبو عمشة - فهيم عيسى - سيف بولاد
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

أكدت مصادر عسكرية متقاطعة لموقع تلفزيون سوريا، تعيين فهيم عيسى (قائد فرقة السلطان مراد وقائد هيئة ثائرون للتحرير) قائداً للفيلق الثاني في الجيش الوطني.

ونشر فهيم عيسى يوم أمس السبت صورة إلى جانب محمد الجاسم الملقب "أبو عمشة" قائد فرقة السلطان سليمان شاه، وسيف بولاد قائد فرقة الحمزة، كإعلان عن عودة التحالف القديم الذي تفكك في شهر تموز الفائت، في غمرة التحالفات وتشكيل الكيانات الجديدة التي كادت تنهي حالة الفيالق الثلاثة في الجيش الوطني، إلا أن المخابرات التركية وبعد هجوم هيئة تحرير الشام على عفرين مؤخراً، قررت العودة إلى نمط الفيالق وإنهاء الخلافات وتعزيز دور الحكومة السورية المؤقتة.

ئ\ءؤ
أبو عمشة - فهيم عيسى - سيف بولاد

مرحلة إنهاء نمط الفيالق الثلاثة

في منتصف تموز من العام 2021 أفضت مبادرات ونقاشات إلى تشكيل "غرفة القيادة الموحدة - عزم" في الجيش الوطني بمشاركة عدد من الفصائل أكبرها الجبهة الشامية وفرقة السلطان مراد، وشهدت الغرفة انضمام فصائل وانسحاب أُخرى، كما تعرّضت للعديد من الهزات عقب إعلانها حملةً ضد مَن وصفتهم بـ"الشبكات والخلايا التي تهدد أمن المجتمع واستقراره"، وكان ملف "أبو عمشة" من أبرز ملفات الفساد التي لاحقتها "عزم".

وبعد استنفار من غرفة "عزم" ضد فرقة أبو عمشة منتصف شباط الفائت، تدخل فهيم عيسى الذي كان يشغل حينئذ نائب قائد الغرفة، ثم اعتقال "أبو عمشة" وانتهت القضية باتفاق أنقذ الأخير.

والعلاقة المتينة بين عيسى وأبو عمشة قديمة، وهما من أكثر فصائل الجيش الوطني اعتماداً من الأتراك، وساهما بأكبر الأعداد للقتال في ليبيا وأذربيجان، وتجمعهما صورة نشرها أبو عمشة في آب 2020، ضمن تغريدة كتب فيها "مِن على خطوط الجبهات ولا يـفصلنا عن العدو إلا أمتار حققنا انتصارات من الخنادق وليس من الفنادق.. برفقة بطل الاقتحامات الذئب التركماني العم فهيم أبو أحمد".

وهذه العلاقة لا تقتصر على عيسى وأبو عمشة، إنما تنطبق على سيف بولاد قائد فرقة الحمزة، وهذه الفرق الثلاث كانت قبل تشكيل "عزم"، القوام الرئيسي للفيلق الثاني في الجيش الوطني.

لم يكتب النجاح الكامل لمشروع "عزم"، وبعد سلسلة من الخلافات، أعلن فهيم عيسى تشكيل "هيئة ثائرون للتحرير"، أواخر شهر كانون الثاني 2022، باندماج كتلتي "حركة ثائرون، والجبهة السورية للتحرير".

  • "حركة ثائرون" تضم: "فرقة السلطان مراد، وفيلق الشام/قطاع الشمال، وثوّار الشام، وفرقة المنتصر بالله، والفرقة الأولى بمكوناتها (لواء الشمال والفرقة التاسعة واللواء 112)".
  • "الجبهة السورية للتحرير" تضم: "فرقة الحمزة، وفرقة السلطان سليمان شاه، والفرقة 20، وصقور الشمال (انشقوا عن "غرفة عزم" التي كان يقودها الفيلق الثالث)، وفرقة المعتصم، وفرقة الحمزة".

وعند تشكيلها قالت "هيئة ثائرون" إنها تتبع للقيادة العامة في "غرفة القيادة الموحدة - عزم"، إلا أن مراقبين اعتبروها خطوة نحو الانسلاخ الكامل عن عزم وانتهاء مشروع الغرفة الموحدة، وهو ما حدث فعلاً لاحقاً.

وبعد ستة أشهر من الإعلان عن تشكيل "هيئة ثائرون للتحرير"، خرجت فرقة الحمزة بقيادة سيف بولاد، وفرقة السلطان سليمان شاه بقيادة محمد الجاسم أبو عمشة، وأعلنتا عودتهما للعمل ضمن المسميات القديمة، ضمن الفيلق الثاني في الجيش الوطني، وغيّر سيف بولاد النبذة التعريفية على حسابه الشخصي في تويتر، من "نائب قائد هيئة ثائرون للتحرير"، إلى "القائد العام لفرقة الحمزة - الفيلق الثاني".

وبعد هذه الجملة من الاندماجات والانشقاقات والخلافات والاصطفافات بين فصائل ومكونات الجيش الوطني، أصبح في المنطقة 3 كتل عسكرية، هي:

الفيلق الثالث

هيئة ثائرون للتحرير

حركة التحرير والبناء

فرقة الحمزة

فرقة السلطان سليمان شاه

هجوم هيئة تحرير الشام وحلفائها على الفيلق الثالث

بدأت مرحلة جديدة في تشكيل خريطة الفصائل العسكرية وتحالفاتها في الجيش الوطني عندما شنت هيئة تحرير الشام بتحالف مع فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه، وسيطرة الحلف على منطقة عفرين وانسحاب الفيلق الثالث إلى مناطق نفوذه المتينة في مدينة اعزاز ومحيطها.

وجاء الهجوم عقب تدخل الفيلق الثالث لطرد فرقة الحمزة من مدينة الباب بعد تحقيقات أفضت إلى كشف الخلية التي اغتالت الناشط محمد أبو غنوم وزوجته الحامل.

وبعد أسبوع من الاشتباكات بين الفيلق الثالث وحلف هيئة تحرير الشام في منطقة عفرين وغربي مدينة اعزاز، تدخل الجيش التركي لإيقاف تمدد الهيئة وأجبرها على الانسحاب من منطقة كفرجنة، ومن ثم كامل منطقة عفرين، إلا أن هيئة تحرير الشام ما زالت متخفية في عفرين تحت رايات حركة أحرار الشام الإسامية التي يقودها عامر الشيخ "أبو عبيدة".

وفي الثاني من الشهر الجاري، عقد مسؤولون أتراك اجتماعاً مع قادة في الجيش الوطني السوري، واستمر الاجتماع نحو 45 دقيقة فقط، طرح فيه الجانب التركي متمثلاً بمسؤول المتابعة للملف السوري الملقب بـ"أبو سعيد"، خطوطاً عريضة لضبط الأوضاع العسكرية والأمنية والإدارية في مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري، إضافة إلى قواعد عمل جديدة من شأنها تغيير ملامح المنطقة وطريقة إدارتها، فيما لو وجِدت الجدية اللازمة للتنفيذ.

تقاطع ما أكدته مصادر خاصة مطلعة على تفاصيل الاجتماع لموقع تلفزيون سوريا، أنه لم يسبق أن حصل مثل هذا اللقاء مع قادة الجيش الوطني والمسؤولين الأتراك، حيث كان مقتضباً واستغرق 45 دقيقة فقط، كما لم يكن هناك ترحابٌ بين الطرفين كما جرت العادة خلال اللقاءات السابقة.

وأشار المصدر إلى أن مسؤول متابعة الملف السوري لدى تركيا "أبو سعيد"، وبعض المسؤولين الأتراك، دخلوا إلى اللقاء بعد تجمع قادة الفصائل، وكانت ملامح عدم الرضا واضحة لدى الجانب التركي.

وبدأت الجلسة بتشديد المسؤولين الأتراك على عدم قبول تركيا لدخول "هيئة تحرير الشام" إلى ريف حلب الشمالي، وأنهم فوجئوا بالأمر، في حين توقع المصدر أن يكون سبب هذا الموقف، بعض الضغوط التي مورست من عدة دول لمنع توغل الهيئة بريف حلب.

وجاءت البنود المختصرة التي تلاها مسؤول الملف السوري في المخابرات التركية على الشكل الآتي:

  • تشكيل مجلس عسكري تحت سقف وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة
  • تسليم الحواجز للشرطة العسكرية
  • تسليم جميع المعابر الداخلية إلى جهة يتم تحديدها لاحقاً
  • إعادة هيكلة الشرطة العسكرية
  • حل كل أمنيات الفصائل وإفراغ سجونها
  • عدم التنسيق مع جهات أجنبية إلا من خلال الحكومة المؤقتة
  • كف يد المجلس الإسلامي السوري ولجان الصلح عن الفصائل
  • إخلاء المدن والمناطق السكنية من القطع العسكرية
  • تشكيل مجموعة استشارية من الضباط في وزارة الدفاع