icon
التغطية الحية

على الموبايل وبالمقاهي.. مونديال قطر فسحة فرح وسط المآسي في اللاذقية

2022.12.09 | 06:08 دمشق

المونديال في مقهى باللاذقية
متابعة المونديال في مقهى باللاذقية
اللاذقية ـ حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

أنعشت فعاليات كأس العالم المقامة حاليا في قطر أجواء الفرح في اللاذقية وسط متاعب الحياة المعيشية، وتزينت شرفات بعض المنازل بالأعلام كما هو الحال في الأعوام السابقة بينما زادت مشكلة انقطاع الكهرباء من التوجه إلى المقاهي لحضور المباريات.

وعلى أبواب المقاهي وواجهات المحال انتشرت أعلام بعض الدول المشاركة في المونديال، كما سجلت المقاهي في اللاذقية منذ بداية المونديال ازدحاما ملحوظا في حين بإمكان المتجول في اللاذقية أن يرى بوضوح على شرفات المنازل أعلام الدول المشاركة بالمونديال، بينما لم تخل حارات المدينة من سماع أصوات المشجعين تعلو عندما يسجل المنتخب الذي يشجعونه هدفا في شباك الخصم.

وبقيت الظاهرة الوحيدة السلبية في الساحل السوري هي إطلاق الرصاص خلال الاحتفالات وهو ما سجل عقب مباريات الفرق الكبيرة مثل البرازيل والأرجنتين.

على باب مقهى حارتنا في مدينة جبلة اجتمع عشرات الشبان قبل مباراة المكسيك والأرجنتين الأخيرة كان بعضهم يرتدي وشاحا بينما ضج المقهى بأصوات المشجعين وسط ظلام الحي، وانتهت المباراة بحالة فرح عارمة لمشجعي منتخب التانجو لينتهي المشهد بجولة فرح على الدراجات النارية في شوارع المدينة مع إطلاق زمامير الفرح بينما عكر إطلاق الرصاص فرح بعضهم.

وعبّر سعيد وهو طالب جامعي في حديث لموقع تلفزيون سوريا عن فرحته بأجواء كأس العالم وقال: "المونديال يشكل  فسحة أمل وفرح نخرج من خلال متابعة المباريات من ضغط الحياة اليومية وأزمة الكهرباء التي لم نعد نراها، ونعيش أجواء خارجة عن وضعنا هي ساعات وأيام أتمنى ألا تنتهي حقا".

من جانبه قال صاحب مقهى في مدينة جبلة (فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) إن كأس العالم يشكل فرصة للخروج قليلا من الوضع المأساوي الذي نعيشه" مضيفا: "أعلم حب الجميع للمباريات لذلك جهزت المقهى قبل انطلاق المونديال بشاشة عرض كبيرة كما أخذت احتياطاتي لتأمين الكهرباء خلال المباريات ووضعت رسوما رمزية حتى لا أحرم أحدا من المشاهدة وأعتبر أن الأمر لا يشكل فرصة لجمع المال كما يفعل بعضهم بل هي مناسبة للفرح وجعل الناس تنسى همومها".

استثمار مالي في المونديال

وفي مدينة اللاذقية التي امتلأت بعض أحيائها مثل الصليبة بأعلام المنتخبات شكلت حالة الزحام على المقاهي لا سيما الشعبية حالة من المشهد اليومي منذ انطلاق فعاليات المونديال وفي بعض المباريات امتدت الكراسي والطاولات حتى الرصيف في حين شكا بعضهم من فرض بعض المقاهي رسوما مرتفعة للحضور.

اقرأ أيضا: اعتقالات تطول متابعي كأس العالم في دمشق وريفها

 

وقال الناشط الإعلامي في المدينة أحمد اللاذقاني في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" إن بعض المقاهي استثمرت الحدث بشكل مبالغ حيث فرض بعض منها رسوما للحضور تجاوز في بعض الأحيان 2500 ليرة على الشخص الواحد فضلاً عن المشروبات.

وانتقد اللاذقاني عدم تفاعل المحافظة مع مثل هذا الحدث وتخصيص شاشة عرض مجانية في إحدى ساحات المدينة كما يتم في معظم الدول وعلّق بالقول: "يبدو أن فرحة السوريين آخر ما يفكر به المسؤولون في بلدنا".

كأس العالم على الموبايل

وفي حين تحرم الأوضاع الاقتصادية عددا من المشجعين من متابعة المنتخبات التي يشجعونها في المقاهي لجأ بعضهم إلى متابعة المونديال من خلال شاشات الموبايل مع انقطاع الكهرباء الطويل.

أنس أحد هؤلاء الشبان يعمل يوميا في صيانة السيارات لمدة 10 ساعات ويتجه مسرعا إلى منزله لمتابعة فعاليات المونديال. يقول الشاب العشريني في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أتقاضى يوميا مبلغ 3000 ليرة رغم عشقي للكرة لكن لا أجد أنه من المناسب أن أذهب لأصرف كل تعبي اليومي وأدفع رسوم دخول للمقهى وأستعيض عن ذلك بمتابعة المباراة الأهم عبر جوالي رغم سوء جودة الإنترنت وحالة التقطيع المستمرة.

وأضاف: "حالي مثل كثير من الشبان الذين يكابدون ظروف هذه الحياة ولا يجدون فرصة لالتقاط أنفاسهم أعشق كرة القدم فعلا والمونديال يشكل حالة خاصة لي لذلك أشعر بالألم كثيرا مع كل مباراة تفوتني أو هدف لا أستطيع أن أشاهده".

متابعة نسوية للمونديال

وكان لافتا هذا العام حضور العنصر النسوي بشكل لافت في بعض المقاهي لمتابعة الحدث الكروي مع توسع شعبية الكرة لدى الشابات.

عبير شابة في منتصف العشرينيات تصف نفسها بأنها "عاشقة لكرة القدم" وتشجع منتخبها المفضل البرازيل. تقول في حديث لموقع تلفزيون سوريا إنها نقلت لصديقاتها هذا الاهتمام وأصبح المونديال حديثهم اليومي.

وتؤكد عبير أن  كرة القدم ليس حكرا للرجال فقط مضيفة: "لدي ثلاثة أشقاء أنا أكثر اهتماما منهم بالمونديال وأتابع عبر مدار الساعة آخر الأخبار المتعلقة به".

يشار إلى أن فعاليات كأس العالم تترافق هذا العام مع أزمة غير مسبوقة في الكهرباء حيث بات التيار لا يصل إلا كل 6 إلى 7 ساعات فقط ولمدة لا تزيد على نصف ساعة.