icon
التغطية الحية

اعتقالات تطول متابعي كأس العالم في دمشق وريفها

2022.11.27 | 12:17 دمشق

جماهير تتابع المباراة الأولى للمنتخب الإسباني على شاشة عرض في دمشق (دمشق العاصمة/فيس بوك)
جماهير تتابع المباراة الأولى للمنتخب الإسباني على شاشة عرض في دمشق (دمشق العاصمة/فيس بوك)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

اعتقلت قوات النظام السوري عشرات الشبان من المطاعم والكافتريات خلال متابعتهم لمباريات كأس العالم "قطر 2022" بالعاصمة دمشق وريفها.

وقال موقع "صوت العاصمة" المحلي إن استخبارات النظام السوري استهدفت منذ انطلاق مونديال كأس العالم في 20 تشرين الثاني الجاري، التجمعات الشبابية في المقاهي الشعبية والمطاعم والساحات التي خُصصت لعرض مباريات كأس العالم.

وذكر الموقع أن دوريات مشتركة للشرطة العسكرية والفروع الأمنية التابعة للنظام بدأت بتسيير دوريات راجلة أمام المقاهي الكبيرة في مدينة دمشق والتي يقصدها الشبّان لمتابعة مباريات المونديال، مشيرة إلى دخول عناصر مدججين بالسلاح إلى بعض المقاهي وإجراء الفيش الأمني لكافة الشباب الموجودين، في حين اعتمد آخرون على إيقاف الشبّان بعد انتهاء المباريات وخروجهم من المقاهي بشكل عشوائي.

وشهدت أحياء الصالحية والشعلان والحمرا في اليوم الأول للمونديال أكثر من 30 حالة اعتقال وتجنيد إجباري إثر دهم استخبارات النظام لعدد من المقاهي والمطاعم، مع وجود أمني لعناصر الشرطة العسكرية والاستخبارات في المناطق التي خُصصت لعرض مباريات كأس العاصم ضمن شوارع مدينة دمشق.

"استهداف الشبان"

أحد سكان حي الميدان قال لـ "صوت العاصمة" إن المقاهي الواقعة في سوق الجزماتية شهدت خلال الأسبوع الفائت عدة مداهمات استهدفت فئة الشبّان خلال فترة عرض مباريات كأس العالم، مشيراً إلى تراجع عدد رواد المقاهي ممن هم في سن التجنيد الاحتياطي خلال الأيام الأخيرة.

وتابع: "لست مطلوباً حتى الآن إلى التجنيد ولكني أتخوف من صدور قوائم جديدة وأتجنب المرور على الحواجز الأمنية في طريقي اليومي بين المنزل والعمل، نجلس اليوم لنتابع مباريات المونديال عين على الشاشة والعين الثانية على باب المقهى خوفاً من دخول عناصر الأجهزة الأمنية".

حملات اعتقال في الغوطة الشرقية وببيلا

ولفت الموقع إلى أن استخبارات النظام وجدت في مونديال كأس العالم فرصة مناسبة لملاحقة مطلوبي التجنيد المتوارين عن الأنظار، لأن هذا الحدث الرياضي سيدفعهم للخروج نحو المقاهي حيث يتم عرض المباريات.

وفي بلدة ببيلا بريف دمشق سجلت 35 حالة اعتقال في يوم واحد خلال مباراة الأرجنتين والسعودية في 22 تشرين الثاني الجاري عبر استهداف المتنزهات الشعبية والمقاهي وإقامة حواجز مؤقتة في الشوارع المؤدية إليها.

وأقامت مجموعات "الأمن العسكري" حواجز مؤقتة في محيط مسجد البراء بن مالك على الطريق الواصل بين ببيلا وبيت سحم حيث توجد معظم مقاهي المنطقة في حين استهدفت دوريات تتبع للفرع المذكور تلك المقاهي بحثاً عن مطلوبين، إضافة إلى دوريات راجلة وحواجز مؤقتة أوقفت ما يزيد على 200 شاب خلال وجودها في المنطقة للتحقق من الأوراق الثبوتية والتأجيل من الخدمة الإلزامية.

وقال موقع "صوت العاصمة" إن الحملة الأمنية في المنطقة خلفت 23 معتقلاً من بلدتي ببيلا وبيت سحم و 12 من بلدة يلدا المجاورة معظمهم متخلفون عن الخدمة الإلزامية.

الاعتقالات في سوريا في شهر تشرين الأول

وخلال شهر تشرين الأول الماضي وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حالات الاعتقال التعسفي في سوريا مؤكدة توثيق ما لا يقل عن 208 حالات اعتقال تعسفي، بينهم 7 أطفال و5 سيدات، تم توثيقها في تشرين الأول 2022 "على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.

وأضافت الشبكة في تقرير أن 124 حالة اعتقال مسجّلة تحولت إلى حالات اختفاء قسري، كانت 86 منها على يد قوات النظام السوري، و46 بينهم 7 أطفال على يد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

كذلك سجّل التقرير 27 حالة اعتقال تعسفي، بينهم سيدة، على يد "الجيش الوطني السوري"، و49 حالة اعتقال على يد "هيئة تحرير الشام".

واستعرض التقرير توزّع حالات الاعتقال بحسب المحافظات، وأظهر تحليل البيانات أنَّ الحصيلة الأعلى منها كانت من نصيب محافظة حلب تليها دير الزور ثم ريف دمشق ثم الرقة ثم دمشق ثم حماة، تلتها إدلب ثم حمص والحسكة.

وجاء في التقرير أنَّ قوات النظام السوري "لم تتوقف عن ملاحقة واستهداف المدنيين في مناطق سيطرتها على خلفية معارضتهم السياسية وآرائهم المكفولة بالدستور السوري والقانون الدولي؛ الأمر الذي يُثبت مجدداً حقيقة أنه لا يمكن لأي مواطن سوري أن يشعر بالأمان من الاعتقالات؛ لأنها تتم دون أي ارتكاز للقانون أو قضاء مستقل، وتقوم بها الأجهزة الأمنية بعيداً عن القضاء".