icon
التغطية الحية

عبر بحر قزوين.. إيران ترسل الذخيرة لتدعم روسيا في حربها على أوكرانيا

2023.04.25 | 17:04 دمشق

ميناء أستراخان الروسي
ميناء أستراخان الروسي
Wall Street Journal - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تقوم سفن روسية بنقل كميات كبيرة من ذخائر المدفعية الإيرانية وغيرها من أنواع الذخيرة عبر بحر قزوين وذلك لتمد بالسلاح جنودها في أوكرانيا، بحسب ما أورده مسؤولون في الشرق الأوسط، وهذا ما يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في الوقت الذي يحاولون فيه قطع التعاون بين موسكو وطهران.

خلال الأشهر الستة الماضية، قامت سفن شحن بنقل أكثر من 300 ألف قنبلة للمدفعية ومليون طلقة أرسلتها إيران إلى روسيا بحسب ما أعلنه مسؤولون قضلاً عما ورد في وثائق اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال، كما تم إبلاغ الولايات المتحدة بالمعلومات الاستخباراتية حول تلك الشحنات، بحسب ما ذكره أشخاص اطلعوا على هذا الموضوع.

بيد أن الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة ووزارة الدفاع الروسية لم يردا عندما طلب منهما التعليق على الموضوع، كما رفض مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض التعليق على الأمر.

تدخل مستحيل

لطالما سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها للبحث عن طرق يمكنها من خلالها قطع تلك الشحنات من الأسلحة القادمة من إيران، والتي تحولت أيضاً إلى جهة مهمة لتصدير المسيرات إلى الجيش الروسي بحسب ما ذكره مسؤولون أميركيون.

استعانت إيران بصورة أساسية بطائرات شحن لنقل الأسلحة إلى روسيا وفقاً لما أورده مسؤولون أميركيون، مما جعل من مسألة التدخل أمراً مستحيلاً، كما أن اتخاذ إجراء في بحر قزوين يتطلب مساعدة من قبل الجمهوريات التي كانت في السابق تابعة للاتحاد السوفييتي، لأن العملية ستتم على شريطها الساحلي.

في مطلع هذا الشهر، قام نائب الأدميرال براد كوبر وهو قائد الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية في البحرين والذي ترأس الجهود الدولية الساعية لوقف نقل الأسلحة والمخدرات بطريقة غير مشروعة من إيران، بزيارة لم يتم الإعلان عنها لتركمانستان الواقعة على بحر قزوين، بحسب ما ذكره القائد تيم هوكينز، الناطق الرسمي باسم البحرية الأميركية، والذي أعلن أن الأدميرال قام بمناقشة العديد من القضايا التي شملت طرق تعميق التعاون بين البلدين وتوسيع الانتشار الأمني في البحار، لكنه رفض التعليق على أي نقاش محدد يتصل بمصادرة شحنات للأسلحة في بحر قزوين.

سفينة رسول حمزاتوف

في حين ذكر مسؤولون في الشرق الأوسط بأن آخر شحنة معروفة للأسلحة عبرت بحر قزوين باتجاه روسيا كانت قد انطلقت من إيران في مطلع شهر آذار على متن سفينة رسول حمزاتوف، وهي سفينة شحن روسية يبلغ طولها 140 متراً وتحمل اسم الشاعر الشهير الذي كتب قصيدة رثى بها الجنود السوفييت الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية، وقد حملت تلك السفينة ألف حاوية وألفي قذيفة مدفعية، بحسب ما ذكره المسؤولون، وذلك ضمن شحنة أرسلت في السابق دون أن يعلم أحد شيئاً عنها، في حين قامت قناة سكاي نيوز ببث أخبار حول شحنات أخرى أرسلتها إيران لروسيا سابقاً.

تظهر بيانات الشحن المتاحة للعموم بأن سفينة رسول حمزاتوف غادرت ميناء بندر أميرآباد في إيران يوم 8 آذار لتصل إلى أستراخان بروسيا بعد مرور ستة أيام، ثم عادت السفينة إلى إيران في أواخر شهر آذار لتبحر مجدداً إلى روسيا بعد مكوثها في الميناء ليوم واحد فقط بحسب ما ورد في تلك البيانات.

تعود ملكية هذه السفينة لشركة MG-FLOT الروسية التي كانت تعرف سابقاً بشركة TransMorFlot ذات المسؤولية المحدودة، إلا أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على هذه الشركة خلال العام الماضي، وذلك لأن 16 سفينة من سفنها، ومن بينها سفينة رسول حمزاتوف، تقوم بنقل الأسلحة لروسيا.

بيد أن الشركة لم ترد عندما طلب منها التعليق على الموضوع.

نكسات روسيا ألقت بها في الحضن الإيراني

توجهت روسيا لإيران طلباً للمساعدة خلال الصيف الماضي بعد تعرضها لنكسة بعد نكسة على يد القوات الأوكرانية التي تمدها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي بالسلاح والذخيرة.

بادئ ذي بدء، زودت إيران روسيا بمئات المسيرات المحملة بمواد متفجرة والتي استخدمتها موسكو لاستهداف مواقع مدنية وعسكرية في أوكرانيا، وقد نجح الدفاع الجوي الأوكراني  في إسقاط عدد كبير من تلك المسيرات، ولهذا تراجع استخدام روسيا لها خلال الأشهر الماضية.

وإلى جانب المسيرات، وافقت إيران على تزويد روسيا بأكثر من 300 ألف قذيفة مدفعية كان لها دور كبير في الحرب الطاحنة التي وقعت شرقي أوكرانيا حسبما ذكره مسؤولون في الشرق الأوسط.

يظهر أحد العقود المبرمة بين روسيا وإيران والموقعة في أيلول من عام 2022 صفقة بين وزارة الدفاع الإيرانية ووكالة JSC Rosoboronexport الروسية والتي تم بموجبها بيع 74 ألف قذيفة مدفعية لروسيا بمبلغ وقدره 1.7 مليون دولار.

غير أن وكالة JSC Rosoboronexport التابعة للدولة الروسية لم ترد عندما طلب منها التعليق على الموضوع.

التهديد الروسي يطول كامل القارة الأوروبية

يذكر أن إدارة بايدن حذرت من تعميق العلاقات بين البلدين لأن ذلك يشكل تهديداً يتجاوز أوكرانيا وحدودها، إذ تنظر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لحرب روسيا على أوكرانيا كتهديد للأمن العالمي، خاصة على الدول التابعة للناتو والتي تشترك بحدود مع روسيا من جهة الجنوب. كما أن استعانة روسيا بالمسيرات الإيرانية لضرب العاصمة الأوكرانية كييف زاد من قلق بقية العواصم الأوروبية وخوفها من روسيا.

وحول ذلك تعلق آنا بورشيفسكايا وهي عضو بارز لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بالقول بأن علاقة إيران بروسيا تتحول تدريجياً من علاقة تجارية إلى استراتيجية، وتضيف: "أصبحت روسيا تعتمد اليوم على إيران لأول مرة ضمن النطاق الواسع للعلاقة بين روسيا وإيران، وفي ذلك تحول تاريخي".

بيد أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الحليفة لأوكرانيا حذرت قبل أشهر من احتمال قيام إيران بإرسال صواريخ باليستية لروسيا، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى اللحظة بحسب تقديرات أميركية وأجنبية.

كما أن روسيا لم ترسل حتى الآن لإيران طائرات سوخوي-35 المتطورة التي تسعى طهران للحصول عليها ضمن إطار عملية تعميق العلاقات بحسب ما أورده مسؤولون في الشرق الأوسط، إذ في مطلع هذا العام، أعلن مسؤولون إيرانيون عن توقعاتهم بتسليم أول دفعة من تلك الطائرات الحربية الروسية في منتصف شهر آذار.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، زار فريق إيراني أحد مصانع تلك الطائرات المتطورة في شرقي روسيا، وفقاً لما ذكره مسؤولون في الشرق الأوسط فيما اعتبروه بادرة لعقد صفقة قريبة.

المصدر: Wall Street Journal