icon
التغطية الحية

صدمة ما بعد التخرج.. الخريجات السوريات في مصر وصعوبات سوق العمل

2023.11.23 | 06:57 دمشق

آخر تحديث: 27.11.2023 | 13:39 دمشق

صدمة ما بعد التخرج.. الخريجات السوريات في مصر وصعوبات سوق العمل
طلاب وطالبات سوريون ومصريون في حفل تخرجهم بجامعة حلوان المصرية، 2019 (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

تواجه الخريجات السوريات في مصر صعوبات كثيرة بعد انتهاء المرحلة الجامعية، ويزداد شعورهن بالقلق حيال تأمين مستقبلهن فيما يخص فرص العمل أو استكمال الدراسات العليا.

وتتمثل أهم الصعوبات بعدم إيجاد فرص عمل في مجال تخصصهن أو مجالات أخرى في القطاعات العامة والخاصة في مصر إلا على ما ندر، وسط ظروف اقتصادية صعبة تعيشها البلاد، ونسبة عالية من البطالة يعيشها المتعلمون وأصحاب الشهادات فيها.

كما يعد استكمال الدراسات العليا بعد التخرج، حلماً للطلاب السوريين، حتى أولئك الذين درسوا وتخرجوا في الجامعات المصرية، وكانوا يتلقون معاملة الطالب المصري، نظراً لارتفاع كلفة مصروفات الدراسات العليا التي تصل إلى نحو 4500 - 6000 دولار أميركي في السنة الأولى للدراسات.

علاوة على أن سوق العمل يفتح أبوابه أمام الذكور أكثر من الإناث، مما يزيد من صعوبات الخريجات السوريات في إيجاد عمل مناسب سواء في مجال تخصصهن أو غيره.

انقطاع الأمل بعد التخرج

يتخرج المئات من الطلاب السوريين في الجامعات المصرية كل عام من كل التخصصات، وتبدأ رحلتهم في بناء مستقبلهم، وسط آمال كثيرة تتبدد فور محاولتهم الحصول على عمل.

كما يواجه الخريجون في مصر من جنسيات أخرى، من بينها السورية، صعوبات كبيرة في الانتساب للنقابات، فلا يحق للسوري أن يكون عضواً إلا في شروط تكاد تكون مستحيلة التحقيق لأصحاب الدخل المحدود، سواء مبالغ مادية، أو أوراق رسمية يصعب الحصول عليها.

بعد دراسة أربع سنوات في كلية الحقوق وتحديات كثيرة، تخرجت الشابة السورية سما الزين في جامعة القاهرة، وفوجئت بعدم استطاعتها أن تنتسب إلى نقابة المحامين وانتابها إحباط شديد.

تقول سما، لم أستسلم للإحباط، وتدربت عند أحد المحامين المصريين لمدة سنة، وكنت أطور نفسي وأحاول إيجاد مخرج قانوني من أجل أن أصبح عضواً في النقابة.

تضيف سما، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، كنت أرافع في المحاكم المصرية تحت اسم المكتب الذي أتدرب فيه، وأقبض أجراً زهيداً لا يتجاوز الألف جنيه (25 دولاراً) ولكن بعد سنة من المحاولات، وزيادة الصعوبات المعيشية، تركت العمل لأن مصروفات مواصلاتي تتجاوز الأجر الذي أتقاضاه من المرافعات، وما زلت أحاول البحث عن عمل بعيداً عن مجالي لكي أساعد عائلتي.

تعد حالة سما واحدة من مئات الحالات التي تعيشها الخريجات السوريات في مصر، فهن متعلمات ومثقفات، تحدين أنفسهن من أجل التخرج، ولكن تراكمات الظروف متعددة لإحباطهن.

نادين محمد، سورية تخرجت في قسم علم النفس بجامعة حلوان، تقول لموقع"تلفزيون سوريا" كنت الأولى على دفعتي في عام 2019، وفي القانون المصري يسمح للذي يكون في المركز الأول أن يعمل معيداً في القسم الذي تخرج فيه ويمارس مهنة التدريس في الجامعة، ولكن فرصتي ضاعت لأنني لست مصرية، ولم يسمح لي بمزاولة العمل.

تضيف نادين، اتجهت إلى مجال آخر وحاولت أن أعمل اختصاصية نفسية في إحدى المدارس المصرية، كما بحثت عن عمل في مراكز التخاطب أيضاً ولكن باءت جميع محاولاتي بالفشل.

صعوبة العمل في القطاع الخاص "إن وجد"

كذلك الأمر في القطاع الخاص، تواجه السوريات صعوبات كبيرة للحصول على عمل، وعند إيجاد فرصة تكون ظروف العمل غير ملائمة، بدءاً من ساعات العمل الطويلة (9 ساعات تقريباً) والأجور الزهيدة التي لا تتجاوز 4 آلاف جنيه مصري (أقل من 150 دولاراً أميركياً).

تقول ميرنا علوان، سورية وخريجة كلية العلوم، لم أستطع أن أجد عملاً في مجال دراستي، وكنت مضطرة للعمل لكي أؤمن مصاريفي، وبالفعل بدأت بالعمل كسكرتيرة في عيادة أسنان.

تضيف ميرنا، كنت أعمل من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السابعة مساء، براتب 3 آلاف جنيه، ولكن معظم يومي يضيع بين العمل والمواصلات، وبالكاد يكفيني الراتب إلى منتصف الشهر.

كما يغلب على معظم مشاريع اللاجئين السوريين في مصر أن يكون مالكوها ومن يديرها هم من الذكور، مما يعني سيطرة الرجال على معظم فرص العمل مثل المطاعم ومحال العطور والمصانع والورشات السورية.

تشعر مها أحمد، سورية وهي خريجة آداب قسم اللغة العربية، بالتفرقة حيث إن فرص العمل للنساء قليلة جداً، ويتم استغلال حاجتهن للعمل فتكون الأجور ظالمة وتقول، لا توجد فرص عمل لنا في المطاعم السورية أو المحال الكبيرة، باستثناء المحال الصغيرة البسيطة ذات الأجور المنخفضة، ولكني أحاول أن أعمل عملاً آخر من أجل تطوير نفسي.

السعي لفرص جديدة

تسعى الخريجات السوريات خاصة، والنساء السوريات عامة في مصر، إلى خلق فرص عمل جديدة، حتى لو كانت بعيدة عن مجال دراستهن، وقامت العديد منهن ببدء مشاريع صغيرة خاصة من أجل الوصول إلى الاستقلال المادي في ظل ظروف اقتصادية شديدة السوء.

وتلجأ العديد من النساء السوريات إلى إعداد الطعام في المنزل ويقمن ببيعه، في حين تقوم أخريات بصنع المشغولات اليدوية (الصوف، كروشيه)، وقسم آخر منهن يعمل عن بعد عبر الإنترنت مثل الترويج للملابس والعطورات، وأدوات المنزل عبر صفحات أسسنها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ليلى حسن، خريجة كلية الاقتصاد المنزلي تقول، فتحت مشروعاً صغيراً أعد من خلاله الحلويات في المنزل، ثم أبيعها عبر الإنترنت، ويقدم هذا المشروع لي الراحة، لأن العمل من المنزل فلا أضطر إلى دفع مواصلات ولا التغيب عن أهلي لوقت طويل، وأيضاً مردوده المادي أفضل من أي عمل سوف أعمل به سواء كسكرتيرة أو بائعة في المحال.

بدورها راما ياسر، خريجة كلية الإعلام تقول، تعلمت فنون التصوير عبر دورات تدريبية، ثم بدأت أعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي، ففتحت صفحة على الإنستغرام تساعدني في الترويج لعملي، وعرض الصور التي ألتقطها، فأصور أحياناً الأعراس، وحفلات أعياد الميلاد، والمناسبات الخاصة، مما يؤمن لي دخلاً جيداً.