icon
التغطية الحية

شكايات من غياب الرقابة.. أطباء في القامشلي يرفعون ثمن المعاينة الطبية للضعف

2022.12.22 | 13:15 دمشق

أحد شوارع مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، كانون الأول/ديسمبر 2022 (تلفزيون سوريا)
أحد شوارع مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، كانون الأول/ديسمبر 2022 (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا: الحسكة – خاص
+A
حجم الخط
-A

رفع أطباء في مدينة القامشلي أجرة المعاينة الطبية إلى أكثر من الضعف وسط ظروف معيشية واقتصادية صعبة تشهدها المنطقة من جراء الانهيار المستمر لقيمة الليرة السورية.

وقال سليمان اليوسف من مدينة القامشلي لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "أطباء رفعوا أسعار المعاينة الطبية إلى 25 و30 ألف ليرة سورية بعد أن كانت لا تتجاوز الـ 10 آلاف ليرة سورية منتصف العام الجاري".

وأضاف اليوسف إن "ثمن المعاينة الطبية وأسعار الأدوية تختلف من طبيب لآخر ومن صيدلية لأخرى جراء غياب الرقابة عن القطاع الطبي في عموم محافظة الحسكة".

وقالت سيدة من مدينة القامشلي فضلت عدم الكشف عن اسمها إنه قبل أيام زارت طبيب العيون لتفاجَأ بطلب الممرضة "مبلغ 50 ألف ليرة سورية ثمن المعاينة وإجراء فحص لعينيها لم يتجاوز بضع دقائق".

وعبرت السيدة عن تذمرها من الارتفاع الكبير في أسعار المعاينات الطبية والأدوية والعمليات في المشافي الخاصة في القامشلي.

وأوضحت أن كلفة "إجراء عملية الولادة القيصرية في أحد المشافي الخاصة في القامشلي أكثر من مليوني ليرة سورية".

في المقابل، يحدد اتحاد الأطباء التابعة لـ "الإدارة الذاتية" أسعار المعاينات الطبية بمبلغ لا يتراوح بين 6-10 آلاف ليرة سورية بحسب الاختصاص، إلا أن هذا القرار بقي من دون تطبيق جراء عدم التزام الأطباء بهذه الأسعار وغياب الرقابة عن القطاع الصحي عموما.

موجة ارتفاع الأسعار

قال طبيب مختص بالأمراض الداخلية من الحسكة لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "الأطباء جزء من هذا المجتمع وليسوا استثناء ويتأثرون كغيرهم بما تشهده المنطقة من ارتفاع في أسعار كل المواد والبضائع".

وأوضح الطبيب الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن "كل الأطباء يدفعون إيجار العيادات بالدولار ويوفرون الكهرباء بأسعار مرتفعة وكذلك يتم شراء الأجهزة الطبية بالدولار واحتياجات عوائلهم من غذاء ولباس وغيره، فبكل تأكيد سوف يضطر الطبيب لرفع سعر المعاينة ليتمكن من الاستمرار في عمله".

ويضيف الطبيب إنه "قبل الثورية السورية كانت معاينة الطبيب لا تقل عن 500 ل.س إي (10 دولارات) فيما اليوم لا يتجاوز ثمن معاينة الطبيب 4 دولارات في أفضل الأحوال".

وافتتحت الإدارة الذاتية "عيادات الشعب" في معظم مناطق وبلدات محافظة الحسكة والتي توفر أدوية بأسعار جيدة مقارنة بالصيدليات وتجري فحوصات ومعاينات طبية بأسعار رمزية لا تتجاوز قيمتها ستة آلاف ليرة سورية.

وعلقت سيدة من القامشلي على آلية عمل هذه العيادات بالقول إن "العديد من الاختصاصات الطبية لا تتوفر في هذه العيادات وهناك أوقات محددة لوجود الأطباء وعددهم قليل وكذلك لا تتوفر معظم الأجهزة الطبية ما يجبر المرضى للتوجه للقطاع الخاص مجدداً".

الصيدلاني بدل الطبيب

في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المعاينات الطبية والعمليات يلجأ غالبية المرضى لاستشارة الصيدلانيين وشراء الأدوية بشكل مباشر دون العودة للأطباء واستشارتهم.

وقال يوسف مجدل (اسم مستعار) وهو صيدلاني في أحد أحياء مدينة القامشلي إن "غالبية سكان الحي يترددون إلى صيدليتي لأخذ استشارات طبية وشراء الدواء مباشرة، جراء ارتفاع أسعار المعاينة الطبية وبشكل رئيسي في المشافي الخاصة".

ويوضح يوسف أن " المرضى يبدون تذمراً كبيراً من تعرضهم للاستغلال من قبل الأطباء والمشافي وعدم حصولهم على العلاج والاهتمام الأمر الذي يدفعهم لشراء الأدوية بشكل مباشر بالرغم مما قد يترتب على ذلك من مخاطر على صحتهم".

ويرى الصيدلاني أن "اختلاف أسعار الأدوية من صيدلية لأخرى يأتي جراء غياب الرقابة عن مستودعات الأدوية وتجارها وكذلك تغيير الأسعار من المصدر وتحكم واحتكار بعض المتنفذين بأصناف معينة من الأدوية وحليب الأطفال".

وتعاني مناطق شمال شرقي سوريا عموماً من تردي الخدمات الصحية العامة ما يضطر سكان المنطقة للجوء للقطاع الخاص من مشافٍ وعيادات بالرغم من ارتفاع أسعار الخدمات الطبية فيه وسط غياب الرقابة عن القطاع الطبي في المنطقة.