icon
التغطية الحية

سياسي مشاكس تعتبره الصين "خطراً جسيماً".. من هو رئيس تايوان الجديد؟

2024.01.14 | 14:39 دمشق

لاي تشينغ تي الرئيس التايواني الجديد - AFP
لاي تشينغ تي الرئيس التايواني الجديد - AFP
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أصبح لاي تشينغ تي، السياسي المخضرم، والمشاكس والعنيد، والذي يعد "العامل البراغماتي من أجل استقلال تايوان"، في دائرة الضوء بعد فوزه، السبت الماضي، بالانتخابات الرئاسية في الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ونظام ديمقراطي، وتنتظره تحديات إدارة العلاقة المعقدة والمضطربة بشكل متزايد مع الصين.

وحصل لاي (64 عاماً)، نائب الرئيس المنتهية ولايته وخريج جامعة هارفرد الأميركية الذي اعتبرته الصين "خطراً جسيماً" بسبب تأييده للاستقلال، على 40,2 في المئة من الأصوات بعد فرز الغالبية العظمى من مراكز الاقتراع.

بهذا الفوز، حقق الحزب الديمقراطي التقدمي الذي ينتمي إليه لاي نتيجة غير مسبوقة تتمثّل بولاية رئاسية ثالثة على التوالي. وهو شكر أمام مناصريه التايوانيين "على كتابة فصل جديد في ديمقراطيتنا، لأننا نقول للمجتمع الدولي أنه بين الديمقراطية والاستبداد، سنكون إلى جانب الديمقراطية".

تصريحات لاي تغضب الصين

وتعهّد لاي مواصلة سياسة الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ وين في تعزيز القدرات العسكرية لتايوان كوسيلة دفاعية ردعية حيال أي غزو صيني محتمل لأراضيها.

إلا أن صراحته المعهودة في الموقف السياسي، والتي عمل على التخفيف من حدتها خلال الأشهر الماضية في طريقه إلى منصب الرئاسة، أثارت غضب الصين التي وجهت إليه انتقادات لاذعة. ورأت بكين فيه "عاملاً عنيداً" من أجل استقلال تايوان، و"مخربا للسلام"، وحذّرت من أن السياسي المعروف بكلامه اللبق واللطيف سيكون سبب "الحرب وانحدار" الجزيرة.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعهدت إعادتها إلى كنفها، بالقوة إن لزم الأمر.

واعتبر ماثيو دوشاتيل، مدير برنامج آسيا في معهد مونتانيي بباريس، أن "ثمة شكوكا قوية لدى الجانب الصيني حيال قناعاته"، مشيراً إلى أن لاي يريد في الوقت الراهن "أن يطمئِن".

من هو لاي تشينغ تي؟

على عكس غالبية النخب السياسية في تايوان، ينحدر لاي من بيئة متواضعة.

من مواليد العام 1959، نشأ لاي وإخوته الخمسة في قرية ريفية تابعة لمدينة تايبيه الجديدة. وتولت والدتهم تربيتهم بعد وفاة والده الذي كان عاملاً في منجم للفحم، وهو طفل صغير.

وفق سيرته الذاتية الرسمية، درس لاي الطب الطبيعي وإعادة التأهيل، إضافة إلى العلوم الطبية في تايوان، قبل أن ينال شهادة الماجستير في الصحة العامة من جامعة هارفرد المرموقة.

عاد إلى بلاده حيث عمل في مستشفى بجنوب تايوان، قبل أن يبدأ الاهتمام بالسياسة اعتباراً من العام 1996 خلال أزمة مضيق تايوان الثالثة.

تولى عدداً من المناصب العامة، اذ كان نائباً في البرلمان ورئيسا لبلدية مدينة تاينان جنوبي البلاد، قبل أن يجري اختياره نائباً للرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ وين.

كما تولى لاي رئاسة الوزراء بين العامين 2017 و2019، وكان خلال تلك الفترة أكثر صراحة من تساي بشأن الاستقلال، وهو موقف يرى محللون أنه قد يثير قلق الولايات المتحدة، أبرز مزودي تايوان بالأسلحة، حيال الطريقة التي يعتزم من خلالها إدارة العلاقات مع الصين.

وتدهورت العلاقات بين الصين وتايوان خلال ولايتَي تساي، وصولاً إلى قطع كل الاتصالات العالية المستوى. واتخذت الرئيسة المنتهية ولايتها موقفاً صارماً بالدفاع عن سيادة الجزيرة ورفضت الاعتراف بمطالبة الصين بها.

وخلال حملته الانتخابية، بقي لاي على الخط ذاته، وكرر موقف تساي بأن تايوان "مستقلة بالفعل" عن الصين ولا تحتاج إلى إعلان رسمي بذلك.