icon
التغطية الحية

سموه بالمرتزق واتهموه بالإرهاب.. ما علاقة روسيا بمقتل ميسورييه؟

2019.11.12 | 11:48 دمشق

230b4c8007.jpg
جيمس لو ميسورييه، مدير منظمة Mayday Rescue، أحد أبرز المنظمات الداعمة للدفاع المدني السوري (إنترنت)
تلفزيون سوريا - عمر الخطيب
+A
حجم الخط
-A

مع انتشار خبر العثور على جثة "جيمس لو ميسورييه"، مدير مجموعة "ماي داي" التي ساهمت في تأسيس منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أمام بيته في إسطنبول، بدأ توجيه أصابع الاتهام لموسكو من قبل بعض الصحفيين والباحثين نظراً للموقف الروسي المعادي للخوذ البيضاء والتاريخ الروسي في الاغتيالات بأساليب مباشرة سواء في روسيا أو خارجها، وبالمقابل شن وكلاء روسيا على تويتر لا سيما "فانيسا بيلي" هجمة مضادة عمدوا فيها إلى الإساءة لميسورييه واتهامه بالارتباط بالقاعدة، كما دفع أسلوب "التشبيح" لبيلي وقناة "روسيا اليوم" المحرر السياسي "مارك أوربان" في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى حذف تغريداته التي لمح فيها لاتهام موسكو بالمسؤولية عن الجريمة.

وكانت تغريدة لوزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة، على حسابها الرسمي في تويتر عززت من الاتهامات لموسكو، وقالت الخارجية في تغريدتها نقلاً عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة "المؤسس المشارك للخوذات البيضاء جيمس لو ميسورييه هو عميل سابق للمخابرات البريطانية "MI6"، وتم رصده في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلقان والشرق الأوسط. وتم الإبلاغ عن صلات له بالجماعات الإرهابية خلال مهمته في كوسوفو".

 كلام زاخاروفا جاء خلال مؤتمر صحفي اعتيادي، هاجمت فيه ميسورييه بشكل شخصي ومباشر فادعت أنه كان يعمل كجاسوس بريطاني وأن له علاقات مع تنظيم القاعدة، والمثير في كلام زاخاروفا أنه جاء في حدث دوري بلا أي مناسبة للحديث عن الخوذ البيضاء وأما ما قالته عن ميسورييه فهي مقولات ليست جديدة حيث إن الدعاية الروسية استهدفته في عدة مناسبات وبنفس الادعاءات كما في مقال بعنوان "جيمس لو ميسورييه: المرتزق البريطاني السابق الذي أسس الخوذ البيض" منشور بتاريخ 31 تموز 2017، في موقع "mintpressnews"، المعادي للسوريين وأحد أذرع الدعاية الروسية، ويهاجم الموقع ميسورييه حيث يصفه بـ"المرتزق" وبأنه عميل سابق للمخابرات البريطانية وأنه عمل في كوسوفو وله ارتباطات بالقاعدة بالإضافة طبعاً لمهاجمة الخوذ البيضاء، أي أن ما قالته زاخاروفا ليس كشفاً لمعلومات جديدة وهذا ما أثار الريبة أكثر في توقيت تصريحاتها التي سبقت قتل ميسورييه بيومين.

صورة فانيسا

أما "روسيا اليوم" التي شاركت بحماس في مهاجمة متهمي موسكو ولم تخف شماتتها في مقتل ميسورييه ووصفته بـ"المرتزق"، أوردت في موقعها تقريراً لتقديم رواية مضادة عن الجريمة تقول بأن قتل ميسورييه تم إما على يد القوى التي تشرف عليه أو على "الجماعات الإسلامية المتطرفة" بسبب اشتباه هذه الجماعات بصلاته مع الغرب، ويتعارض كلام روسيا اليوم مع كل ما دأبت الدعاية الروسية، المعادية للشعب السوري، ترويجه عن الخوذ البيضاء، حيث إن هذه الدعاية روجت وتروج دائماً لعلاقة الخوذ بـ"القاعدة" والغرب في آن واحد.

لا يمكن حالياً الجزم بأسباب وفاة ميسورييه حتى انتهاء التحقيقات، ولكن أن تحوم الشبهات حول روسيا يبدو معقولاً ومنطقياً نظراً لطرقها الوحشية في التخلص من معارضيها، وتضيف حملاتها العنيفة، المستمرة بلا توقف، التي تستهدف الخوذ البيضاء، وتجنيد عدة عملاء ومواقع للنيل من هذه المنظمة التي ساهمت في إنقاذ حياة عشرات آلاف السوريين، أكثر من سبب وجيه لطرح التساؤل حول مسؤوليتها عن مقتل ميسورييه.