icon
التغطية الحية

زيارة أوروبا ليست حقاً إنسانياً.. دعوات غربية لحظر تأشيرة شنغن على الروس

2022.08.14 | 20:12 دمشق

احتفالات عيد "يوم روسيا" في قبرص (رويترز)
احتفالات عيد "يوم روسيا" في قبرص (رويترز)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

طالبت عدة دول غربية من بينها إستوانيا ولاتفيا وفنلندا والتشيك، بتقييد أو منع المواطنين الروس من الحصول على تأشيرات "شنغن" قصيرة الأمد، احتجاجاً على الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومنذ بداية الغزو في شباط الماضي، توافد آلاف الروس إلى أوروبا باستخدام هذه التأشيرات، إما هرباً من القمع أو لمجرد السياحة، وبعد عدة حوادث أبرزها مضايقة امرأة روسية للاجئين أوكرانيين في أوروبا، تفاقمت دعوات إيقاف منح التأشيرات للروس، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان"، اليوم الأحد.

ومن بين الاقتراحات غير الرسمية، الهادفة إلى الحد من السياحة الروسية خلال الحرب، مطالبة الروس بالتوقيع على بيان يدين الغزو عند دخولهم أوروبا، كما اقترح السفير الأميركي السابق لدى روسيا مايكل ماكفول، فرض ضريبة تبلغ 100 يورو، لإعادة إعمار أوكرانيا، على الزوار الروس.

امتياز وليست حقاً من حقوق الإنسان

رئيسة وزراء إستوانيا كايا كالاس غرّدت عبر تويتر، الأسبوع الماضي، قائلةً: "توقفوا عن إصدار تأشيرات سياحية للروس.. فزيارة أوروبا هي امتياز وليست حقًا من حقوق الإنسان".

وبعض الساسة الغربيين مثل المستشار الألماني أولاف شولتز، رفض هذه الدعوات، ووصف فكرة فرض حظر شامل على تأشيرات دخول الروس بالأمر الذي "يصعب تخيله".

ورغم ذلك، من المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإجراء في اجتماع غير رسمي،هذا الشهر، علماً أن قرار كهذا بحاجة إلى موافقة شاملة من أعضاء الاتحاد البالغ عددهم 27 عضواً.

تحذير من تكرار التجربة السوفييتية

أثارت هذه الاقتراحات استياء بعض المعارضين الروس الذين يعيشون في المنفى في أوروبا، محذرين من تكرار تجربة الاتحاد السوفييتي.

وقال إيليا كراسيلشيك، وهو ناشر روسي على الإنترنت تم تهديده بالملاحقة القضائية لمعارضته الغزو، يعيش في أوروبا، "لا أرى شيئاً جيداً في منع الروس من القدوم إلى أوروبا لأنهم بحاجة إلى رؤية عالم حر". وعوضاً عن ذلك، طالب كراسيلشيك، بإجراء تدقيق شديد لاستبعاد الروس المؤيدين للحرب.

ونبه الناشر الروسي، إلى أن الفكرة القائلة بأن الروس إذا لم يتمكنوا من مغادرة بلادهم، سينتفضون ويسقطون النظام، هي كذبة كاملة، فتجربة الاتحاد السوفييتي السابقة تظهر أن إغلاق الحدود لا يؤدي إلى الإطاحة بالنظام.

وأشار "كراسيلشيك" إلى أن المشكلات المتعلقة بفتح حسابات مصرفية في أوروبا جعلت من الصعب على المعارضين الروس العمل في المنفى.

"لا يمكن إسقاط دولة نووية من الداخل"

إيرا لوبانوفسكايا، التي تقدم نصائح عبر تطبيق تليغرام لمن يود مغادرة روسيا، أيّدت هذا الطرح، محذرةً من أن إبقاء الناس في روسيا سيؤدي إلى نتائج عكسية.

وكشفت أن نحو نصف الأشخاص الذين يزيد عددهم على 40 ألف شخص، ممن نصحتهم منظمتها يريدون التحدث علانية أو حضور المسيرات المناهضة للحكومة.

وقالت لوبانوفسكايا للأشخاص الذين يحاولون الخروج من روسيا، "أعتقد أنك إذا كنت ترغب بمغادرة روسيا، يجب أن تكون نشطاً ضد الحرب، لا يمكنك النأي بنفسك عن السياسة بعد الآن"، مردفةً: "نحن نشدد على هذا عند مساعدة الناس على الانتقال.. وأتفهم أن الغرب لا يريد أن يحتفل الروس في شوارع أوروبا".

ولفتت لوبانوفسكايا في حديثها عن الروس الذين يرغبون في الخروج من روسيا، "إنهم بحاجة إلى الاتحاد في الخارج وتشكيل تحالفات مناهضة للحرب والتحدث بصراحة. لا يمكنك الآن إسقاط قوة نووية مثل روسيا من الداخل. هذا غير واقعي".

لتكسب هذا الامتياز.. قم بخطوة جريئة

لكن معارضاً روسياً آخر، هو النائب السابق لمجلس الدوما إيليا بونوماريف، والذي يعيش في المنفى بأوكرانيا، منذ عام 2016، أيّد دعوات الحظر، ودعا أبناء شعبه القادرين على السفر، للبقاء في البلاد ومواجهة النظام.

ولفت النائب السابق في مقابلة له في أوكرانيا، أن الشخص الذي يريد الامتناع عن معارضة الحرب، لا يمكنه الشكوى أن أوروبا تطرده. مشيراً في الوقت نفسه إلى أن مغادرة روسيا يجب أن تكون الملاذ الأخير.

وأيّد بونوماريف تصريح رئيسة وزراء إستوانيا، عندما قالت إن الوجود في أوروبا ليس حقاً من حقوق الإنسان، بل امتياز. ودعا أبناء بلده الراغبين في السفر إلى أوروبا، لفعل شيء ما في روسيا أولاً، والقيام بخطوة جريئة، من أجل كسب هذا الامتياز.

وبحسب المعارض الروسي، فإنّ 98% من الأشخاص الذين غادروا روسيا، لم يكونوا في خطر، إنما غادروا البلاد لمجرد أن وجودهم فيها غير مريح.