icon
التغطية الحية

روسيا: نرفض "مبدئياً" عملية تركيا العسكرية شمالي سوريا

2022.07.18 | 20:28 دمشق

الجيش التركي على الحدود السورية (الأناضول)
الجيش التركي على الحدود السورية (الأناضول)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، اليوم الإثنين، أن روسيا لا توافق مبدئياً على التهديدات التركية بشن عمليات عسكرية شمالي سوريا.

وقال أوشاكوف في مؤتمر صحفي نقلته وكالة سبوتنيك: "بالنسبة لخطط تركيا للقيام بعملية جديدة ضد التشكيلات الكردية في شمال سوريا، فمن الطبيعي أن تناقش هذه المسألة. موقفنا الروسي المبدئي هو أننا نعارض أي أعمال تنتهك المبدأ الأساسي للتسوية السورية، المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي قرارات صيغة أستانا. وهذا احترام لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها".

وحول إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية أضاف أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظراءه من إيران وتركيا إبراهيم رئيسي ورجب طيب أردوغان سيناقشون قضايا المساعدات الإنسانية لسوريا خلال اجتماع في طهران".

وأشار إلى أنه "من المتوقع أيضا أن يدرس رؤساء الدول بالتفصيل الخطوات على المسار الإنساني للتسوية، فالوضع الاجتماعي الاقتصادي في سوريا صعب جداً. كما أنه معروف للجميع، العقوبات الأحادية غير الشرعية من جانب الغرب ضد دمشق كان له أثر سلبي خطير".

وتابع: "تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها تسييس مسألة المساعدة الإنسانية لسوريا. وعلى مدار العام الماضي، لم يفوا بالتزاماتهم لدعم الاستعادة المبكرة للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية الأساسية في سوريا، وكذلك لتخفيف العقوبات، رغم كل هذه التفاهمات ذات الصلة تم التوصل إليها قبل عام".

العملية العسكرية التركية شمالي سوريا

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن قرب تحرك عسكري على الحدود الجنوبية لبلاده مع سوريا، مشيراً إلى أن "المناطق التي تعد بؤرة الهجمات والمضايقات ضد بلدنا ومناطقنا الآمنة هي على رأس أولوياتنا".

وقال أردوغان إن "أنقرة تخطط لتطهير تل رفعت ومنبج في سوريا من الإرهابيين"، في إشارة إلى "قوات سوريا الديمقراطية" المتهمة بصلاتها مع حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لوائح تركيا للإرهاب.

ووفق تقارير إعلامية، فإن العمليات ستجري في أربع مناطق شمالي سوريا، بما فيها تل رفعت ومنبج، من أجل توسيع المنطقة الأمنية، التي أنشئت عبر عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام".

القمة الثلاثية في طهران

وتستضيف طهران الثلاثاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في أول لقاء يجمعهم منذ ثلاث سنوات، ويأتي اللقاء في إطار "عملية أستانا" بشأن التسوية السياسية في سوريا.

ويتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين إلى طهران لإجراء زيارة رسمية تمتد ليومين، تلبية لدعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية.

وبحسب البيان فإن القمة الثلاثية ستناقش مسألة مكافحة "التنظيمات الإرهابية"، والجهود المتعلقة بالحل السياسي في سوريا، بالإضافة إلى بحث الوضع الإنساني والعودة الطوعية للاجئين السوريين. وعلى هامش القمة الثلاثية، من المقرر أن يجري أردوغان مباحثات ثنائية مع نظيره الروسي بوتين.

الكرملين: الاجتماع مهم جداً

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف أن القمة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية التي ستعقد في طهران يوم غد الثلاثاء حول سوريا مهمة جداً.

وقال بيسكوف للصحفيين اليوم الإثنين إن "اجتماع الرؤساء الروسي والإيراني والتركي في طهران بشأن سوريا مهم جداً، بالإضافة إلى أنه ستكون هناك فرصة لمناقشة المشكلات الإقليمية والدولية". وفق ما نقلت وكالة (تاس) الروسية.

المقداد في طهران

وتتزامن القمة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية بالعاصمة طهران، مع توجه وزير الخارجية في حكومة النظام السوري فيصل المقداد إلى إيران.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" إن المقداد يصل إلى إيران يوم غد الثلاثاء، حيث يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لبحث نتائج قمة أستانا.

وأضافت نقلاً عن وكالة سبوتنيك الروسية، أن المقداد سيبحث مع أمير عبد اللهيان العلاقات الثنائية ونتائج قمة أستانا، التي تنعقد غداً في طهران بمشاركة رؤساء إيران وتركيا وروسيا.

 

إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمالي سوريا

يوم الثلاثاء الماضي وافق مجلس الأمن الدولي على تمديد آلية إيصال المساعدات الأممية إلى سوريا عبر تركيا لمدة 6 أشهر إضافية.

وحظي قرار تمديد الآلية على إجماع الدول الأعضاء ما عدا فرنسا التي امتنعت عن التصويت، إذ قال السفير الفرنسي في المجلس نيكولا دو ريفيير إن بلاده ليست راضية عن هذا التجديد "الهش".

وأضاف السفير أن التمديد ستنتهي صلاحيته في "قلب الشتاء حين تعد المساعدات الإنسانية حيوية، ومن دون أي ضمانات بالتجديد".

وتابع: "نداء الأمين العام للأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني لتجديد الآلية كان صريحاً وقوبل بالتجاهل من قبل المجلس. المجلس لم يكن في مستوى مسؤولياته ولهذا امتنعنا عن التصويت".

وبيّن أن فرنسا "ستظل على أهبة الاستعداد وسنظل ندعم العمليات الإنسانية في إطار معايير الأمين العام بشأن ما يُقدم من مساعدات في سوريا، وسنتحلى بأقصى درجات اليقظة عندما يحين موعد تجديد الآلية".

المساعدات عبر الحدود

وفي أوائل تموز 2020 استخدمت الصين وروسيا حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة كان من شأنه الإبقاء على نقطتي عبور حدوديتين من تركيا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب. بعد أيام، سمح المجلس بإيصال المساعدات عبر معبر باب الهوى فقط، لمدة عام، انتهى الأحد.

ويعد تصويت مجلس الأمن على عملية الإغاثة قضية مثيرة للخلاف منذ فترة طويلة، ولكنها تأتي هذا العام أيضاً وسط توترات متزايدة بين روسيا والدول الغربية بسبب غزو موسكو لأوكرانيا في 24 من شباط.

والآلية الأممية سارية منذ عام 2014 وتسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية لأكثر من 2.4 مليون نسمة في منطقة إدلب. وعبرت الحدود خلال العام الحالي وحده أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حملت غالبيّتها مواد غذائية، وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وتعدّ عملية إيصال المساعدات ملحّة مع بلوغ الاحتياجات الإنسانية في سوريا أعلى مستوياتها منذ عام 2011، بحسب الأمم المتحدة.