icon
التغطية الحية

روسيا تضع "اللمسات الأخيرة" على خارطة التطبيع بين تركيا والنظام السوري

2023.09.20 | 19:09 دمشق

آخر تحديث: 21.09.2023 | 10:40 دمشق

الاجتماع الرباعي في موسكو حول سورية - العربي
الاجتماع الرباعي في موسكو حول سوريا - العربي
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

دعت موسكو إلى عقد اجتماع رباعي لتطبيع العلاقات السورية التركية في أسرع وقت ممكن، دون تحديد موعد معين لذلك، في ظل الجهود التي تمارسها روسيا لوضع "اللمسات الأخيرة" لها في الجهود المبذولة حول ملف التطبيع.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تؤيد عقد اجتماع رباعي بشأن سوريا في أقرب وقت ممكن وفق مانقلته وكالة تاس الروسية.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، اليوم الأربعاء، بأنه "لا يوجد موعد محدد للاجتماع بعد"، مؤكداً أنه من الممكن التحرك في هذا الاتجاه، لأن هذا هو "الاتجاه الصحيح"، بحسب تعبيره.

وأضاف "موقفنا، ونحن نتحدث عن هذا الأمر مع أصدقائنا في دمشق، وفي أنقرة، وبالطبع في طهران، هو أننا لسنا بحاجة إلى إضاعة الوقت، وعلينا أن نتحرك بأسرع ما يمكن".

وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن الجانب الروسي يضع الآن "اللمسات النهائية" على خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وقال: "قدمنا ​​للتو هذا المشروع الذي أعددناه، لكن هذه الوثيقة يجب أن تكون عامة، ويجب أن تقوم على نهج توافقي، يجب أن تناسب خريطة الطريق الجميع".

وتابع بوغدانوف "عندما قدمنا ​​مشروعنا في أستانا، نشأت المناقشات بشكل طبيعي، مع مقاربات مختلفة وتفسيرات مختلفة".

وأكد أنه وبسبب ذلك "أخذت روسيا على عاتقها مرة أخرى مسألة وضع اللمسات النهائية على خارطة الطريق هذه، مع الأخذ بعين الاعتبار التعليقات التي تم الإدلاء بها خلال اجتماع أستانا، ونحن نفعل ذلك الآن".

وأوضح أنه "إذا ظهرت أي أفكار إضافية فإننا بالطبع، نتوقع منهم أن يشاركوها معنا حتى تصبح خارطة الطريق من إنتاج مشترك".

محاولات التطبيع بين تركيا والنظام السوري

وفي العاشر من أيار الماضي في إطار جهود تطبيع العلاقات بين البلدين، احتضنت العاصمة الروسية موسكو اللقاء الأول من نوعه منذ عام 2011 بين وزير الخارجية التركي ووزير خارجية النظام السوري، ضمن لقاء رباعي ضم معهما وزيري خارجية روسيا وإيران.

وبحسب البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الروسية حينها، فإن وزراء خارجية الدول الأربع، اتفقوا على تكليف نوابهم بإعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين دمشق وأنقرة، إلا أن ذلك لم يترجم إلى أي خطوة نحو تطور العلاقات، حيث يشدد الأسد على شروط انسحاب تركيا من سوريا وتوقفها عن دعم المعارضة.

وفي تصريح لألكسندر لافرنتييف، الممثل الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية، قال إن الأطراف ناقشت خلال الاجتماع بشأن سوريا، والذي عقد يومي 20 و21 من حزيران، مسودة خارطة الطريق، لافتاً إلى أن الوثيقة تحتاج إلى مزيد من المعالجة. 

وفي 17 من أيلول الجاري، تحدث وزير الخارجية الإيراني بشكل مقتضب عن عرض قدمته بلاده لكل من تركيا والنظام السوري، يتضمن الاتفاق بين الطرفين على آلية لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية التي اشترطها النظام السوري من أجل التطبيع بين دمشق وأنقرة، وبضمانة طهران وموسكو.

وأفادت مصادر مطلعة في المعارضة السورية لموقع "تلفزيون سوريا"، عن وجود تباين في الرؤى بين إيران والجانب التركي، حيث سعت طهران بشكل حثيث طوال الفترة الماضية إلى استبدال "مسار أستانا" الذي أسس لانتشار النقاط العسكرية التركية على الأراضي السورية، والاستعاضة عنه باللقاءات الرباعية التي تشمل النظام السوري، لكن أنقرة بقيت متمسكة بالحفاظ على أستانا والعمل على عدم تضاربه أيضاً مع المسار السياسي المتعلق باللجنة الدستورية وإنما التكامل بينهما.

وفي مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري برعاية روسية، استطاعت إيران فرض نفسها وتحويل اللقاءات إلى مسار رباعي بحكم نفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي في سوريا، الأمر الذي شكل فيما يبدو أحد أهم العوامل التي خفضت حماس أنقرة وخفض سقف توقعاتها تجاه التطبيع مع النظام السوري، خاصة مع تشبت الأخير بمطلب تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وهو المطلب الذي يشدد عليه المسؤولون الإيرانيون باستمرار، على عكس روسيا التي تتجنب الخوض في مسألة مستقبل وجود القوات التركية في سوريا.