icon
التغطية الحية

رمضان في سورية لم يعد كما كان ، فما الذي تغير ؟

2018.05.26 | 19:54 دمشق

عامل سوري يحضر نوعاً من الحلويات التقليدية في مدينة درعا خلال شهر مضان(رويترز)
تلفزيون سوريا - رامي الخطيب - درعا
+A
حجم الخط
-A

لم يعد شهر رمضان في سورية كما كان قبل الحرب فقد تغير كل شيء وأصبح لرمضان نكهة مرة مثل مرارة الأيام التي يعيشها السوريون.

كانت الولائم فيما مضى هي أفضل ما يلم شمل العائلات السورية على مائدة الإفطار في شهر الصيام، إلا أن معظم العائلات السورية تشتتت وذهب أفرادها ما بين مهاجر وقتيل ومصاب و سجين ونازح، وأصبح جمعهم على مائدة واحدة مستحيلاً، لتكون مائدة الإفطار عامرة بالذكريات و الأحزان بعد أن كانت عامرة بالبهجة.

كما أن موائد السوريين  لم تعد عامرة بما لذَّ وطاب فقد افتقدت للكثير من الوجبات الدسمة بسبب ارتفاع الأسعار واجتياح العوز والفاقة للكثير من منازل السوريين، فصنف واحد من الطعام أو صنفان أصبح يكفي الأسر المترفة بعد أن كانت تعج بعدة أنواع.

 

تغيّرات في الأجواء الدينية

صلاة التراويح تغيرت من حيث عدد المصلين، فالمساجد في الأماكن الخاضعة لسيطرة المعارضة تقصف أحيانا وقت الصلاة وتحدث فيها مجازر أحيانا أخر.

 وحتى الدروس الدينية الرمضانية التي كانت تعطى ما بين صلاتي العصر والمغرب خف زخمها بسبب نفور الناس من بعض رجال الدين المتهمين بالغلو وخوف الأهالي من هذه الدروس التي قد تقود أولادهم إلى أحضان تنظيمات متطرفة مثل تنظيم الدولة أو القاعدة.

شاشة التلفاز التي كانت تجمع السوريين في معظم أنحاء البلاد، أصبحت عامل تفرقة بينهم فحتى الأعمال الدرامية الرمضانية أصبحت مسيسة وحاولت شيطنة الثورة فابتعد الكثير من السوريين عن مشاهدة أغلبها.

بائعا مشروب"عرقسوس" في درعا(تلفزيون سوريا)

كيف غيرت الحرب في سوريا شهر رمضان؟ سؤال يحاول صافي أبو زريق وهو موظف في منظمة أورانتيس الإغاثية أن يجيب عنه ويقول لموقع تلفزيون سوريا، من أحياء درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة، " بدأ شهر رمضان يفقد لونه الخاص الذي اعتدنا عليه مع بداية الثورة بسبب ضعف مقومات الحياة مثل الكهرباء والمياه ووسائل التدفئة والتبريد إضافة لموجات النزوح التي حدثت أكثر من مرة في شهر رمضان من الأعوام الماضية وكذلك مواصلة قوات النظام استهدافها الأحياء المحررة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة "

وأضاف "أهم سبب لتقليل بهجة الشهر الفضيل قلة الدخل المادي لدى غالبية الأسر وندرة فرص العمل وهو ما يعاني منه ما يزيد عن ٧٥% من العائلات في منطقتنا - أي درعا -  ومقارنة بالسابق فإن شخصاً يأخذ راتباً بمعدل يتراوح بين ١٠-١٥ ألف ليرة سورية قادر على إكفاء أسرته بغالبية مستلزمات الشهر أما الآن أعتقد أن الأسرة المتوسطة بحاجة إلى ١٠٠ ألف ليرة سورية بالحد الأدنى لسد احتياجات هذه الأسرة ، وهناك أيضاً ضعف المعروض في الأسواق وعدم توفر جميع المواد المطلوبة بالجودة والسعر الذي كان يتوفر قبل الثورة أما بالنسبة لبعض المواد مثل الملابس والمفروشات وما شابه ذلك فقد انحسرت أسواقها في عدة قرى ومناطق بعضها بعيدة والأخرى تباع السلعة فيها بأسعار مضاعفة "

 

طقس اجتماعي

أما محمد الحسن وهو موظف في منظمة طبية ومقيم في بلدة تل شهاب بريف درعا فقد افتقد كثيرا جمعة الأهل والأحباب الذين انتقلوا مع بداية الحرب إلى الأردن وبقي الانترنت سفيراً بينهم مع إغلاق الحدود السورية-الأردنية.

ويقول " قبل الحرب كان لرمضان نكهة خاصة لا يمكن نسيانها ، قبل كانت سفرة الإفطار مزدحمة بالأهل والأحباب مع تنوع الطعام والمقبلات والعصائر واليوم خلال الحرب أصبحت وجبتا الإفطار والسحور موحشتين لقلة الأيدي الممتدة للطعام والرغبة للطعام تراجعت كثيرا حيث لا يوجد على الإفطار سوى صنف واحد من الطعام وهناك أمور افتقدناها في رمضان خلال الحرب كبهجة الأسواق قبل الغروب وكان الناس يرسلون لبعضهم من طبق الفطور والتي يسميها أهل حوران بـ " الطعمة " والآن قلت بسبب الفقر"

وهناك سوريون كان كل همهم الأمان والطمأنينة التي سلبتهم إياها الحرب كمعلم اللغة العربية محمد خليفة والمقيم في درعا والذي يتمركز مع الجيش الحر على مشارف المدينة.

ويقول خليفة لموقع تلفزيون سوريا، "رمضان قبل الثورة أكيد كان أفضل يكفي أننا كنا نعرف أنفسنا سنمضي رمضان في بيوتنا و ليس كما هو الآن يمكن أن أفطر في بيتي وأتسحر في قرية ما بسبب القصف وأضف الى ذلك أجواء رمضان قبل كانت أحسن فلها طعمتها الهنيئة والمتميزة أما حاليا فرمضان كئيب ولا تنس رمضان السنة أصعب رمضان يمر على الناس فلا رواتب و لا شغل و الناس أصابها العوز ".