icon
التغطية الحية

رقص وغناء ونوم.. زهير عبد الكريم يكشف عن كواليس صورته مع الحذاء العسكري

2023.01.29 | 13:02 دمشق

زهير عبد الكريم مع الحذاء العسكري (مواقع التواصل الاجتماعي)
زهير عبد الكريم مع الحذاء العسكري (مواقع التواصل الاجتماعي)
إسطنبول - ريان أبو ليلى
+A
حجم الخط
-A

كشف الممثل السوري المقرب من النظام زهير عبد الكريم، عن كواليس الصورة التي التقطت له في أثناء انحنائه على حذاء جندي في جيش النظام السوري عام 2015، وقال إن القصد منها كان "رفع معنويات العساكر"، لكنها تسببت بسقوطه في دوّامات من الخسائر المادية والمهنية، ربما لا يعوضه عنها سوى "محبة السيد الرئيس" (التي لا ينافسها في "سوء" الصرف سوى الليرة السورية).

وتحدث عبد الكريم في برنامج "ِشو القصة" مع الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، يوم الجمعة، عن رحلته من دمشق إلى إدلب حيث التُقِطَتْ الصورة، وعن الركض بكعبٍ عالٍ في القاهرة وتعرضه للرجم، وإنجازاته في الدراما السورية وشتائم أحمد زكي له، وعن حلاقة شعره ووجه الشبه بينه وبين المتنبي، وقدرته الخارقة على احتضان الممثلين وزعله من تنظيم "داعش"، وغيرها من الأحداث والمواقف، الجديرة بأن تتحول إلى مسلسل أسبوعي من بطولته وحده.

زهير في خندق العساكر

وزعم عبد الكريم أنه سلك طريقاً بطول سبعة كيلومترات يتعرض للقصف من كل جانب بعد وصوله إلى إدلب، حتى وصل إلى منطقة تدعى "معمل القرميد" يتمركز فيها جنود النظام، الذين كانوا محاصرين من "هدوك الجماعة" بحسب تعبيره. (لكلمة معارضة في سوريا فأل سيئ مثل السرطان، فنستبدلها بـ"هدوك الجماعة" على وزن "هداك المرض").

وقال الممثل، إنه وجد جنود النظام نائمين في الخندق حين وصل، فبدأ بـ"نكوشتهم" حتى استيقظ اثنان منهم، وقالوا له "زهير عبد الكريم؟! شو جابك؟!"، فردّ عليهم "أي!.. زهير عبد الكريم، جاي آخد معنويات منكن".

وأوضح عبد الكريم أنهم بدؤوا بالرقص والغناء والتقاط الصور، حين خطرت في باله الفكرة "إني إنزل لتحت وأتصور مع رجليهن مع البوط"، وحين أخبر العساكر بفكرته استغربوا، وصاروا يقولون "لأ استاذ، لأ أستاذ!"، أما هو فاستمر بالرد عليهم "مبلا".

وبعد انتشار الصورة جرى استبعاد عبد الكريم من الأعمال الرئيسية، بحسب زعمه، واقتصر ظهوره في الدراما على المشاركات الثانوية من دون إسناد أي دور بطولة له، لكن عبد الكريم أكد أنه غير نادم، وأنه كان ليكرر نفس فعلته لو عاد الزمن به مرة أخرى، لأن للحذاء العسكري قيمة رمزية كبيرة ترتبط بالشرف والكرامة، بحسب تعبيره.

وحين سألته رابعة "ما كان فيك توصّل نفس الرسالة أنت وواقف؟"، قال "أنا عندي شي عفوي من رب العالمين"، ثم سرعان ما لحق بالجنود النائمين حين أضاف، "يعني متل ما قال المتنبي: أنام ملء عيوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم".

"ضربوني بحجارة أكبر من يلي منرجم فيها إبليس"

وعن تعرضه للضرب في القاهرة عام 2011 في بداية الثورة السورية، حين كان في زيارة مع وفد للدفاع عن النظام السوري أمام جامعة الدول العربية، قال عبد الكريم "ضربوني بحجارة قاتلة بالقاهرة، يعني حتى إبليس منرجمه بسبع حصوات صغيرة".

وحين سألته المذيعة "ليش أنت الوحيد يلي انضربت؟"، قال إنه كان برفقة ممثلتين على يمينه ويساره "فنانة من هون وفنانة من هون (...)، وكانوا لابسين كعب عالي فما قدرنا نركض".

وعرف الممثل أن الشخص الذي ضربه سوري الجنسية من اللهجة، إذ كان يصرخ به هو الآخر "زهير عبد الكريم! زهير عبد الكريم!"، بينما يضربه بالعصا على يده ورأسه، حتى نفر دمه الخفيف من رأسه "شي مترين تلاتة" بحسب تقديرات الفنان.

براد بيت باللاشعور 

وعن إنجازاته الفنية بعيداً عن السياسية، قال عبد الكريم إنه كان أول ممثل سوري يحلق شعره بـ"الموس" خلال تصوير مسلسل "العوسج"، وأنه بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية وتصوير بضعة أعمال سينمائية ودرامية، لم يعد قادراً على المشي في الشارع نهائياً "أبداً أبداً أبداً" (يقصد من عزم النجاح)، وأضاف ممازحاً رابعة، "لو في وسائل تواصل اجتماعي بهداك الوقت لشفتي زهير عبد الكريم، بلا صغرة من الناس، متل براد بيت".

وزعم عبد الكريم أن الفنان المصري الراحل أحمد زكي، حضر عرض فيلمه الأول "نجوم النهار" في مهرجان دمشق السينمائي، وحين اشتغلت الإضاءة وجد زكي ينظر نحوه (وقلّه: زهير عبد الكريم! زهير عبد الكريم!) بالتأكيد لا، قال له شيء أكثر غرابة: شتمه.

وارتبك عبد الكريم بدايةً، لأن الفنان الذي يعتبر الحذاء العسكري قدوةً له لم يفهم ما إذا كانت هذه الشتائم مديحا أم ذما، لكن اتضح أن أحمد زكي كان يقصد من ورائها الإشادة بعمله وأدائه، وفق زعم براد بيت، الذي أضاف في مكان آخر من المقابلة "في ناس موظفين حتى يشتموني على مواقع التواصل الاجتماعي"، من دون أن يؤكد لنا إن كان ذلك من إنجازاته أيضاً أم رزقة من رب العالمين.

أما الإنجاز الأكبر لعبد الكريم، الذي لم يوفر فرصة للحديث عن "الظلاميين" الذين غزوا سوريا، فكان تنميته لقدراته "اللاشعورية"، والتي سمحت له ليس فقط بعدم الاكتراث سوى بمحبة "السيد الرئيس"، بل وبدفع زوجته الممثلة سوزان الصالح لاعتزال الفن، إذ اعترف تحت ضغط المذيعة بعد إنكار شديد "أنا قلتلك أنا من ضيعة كتير قريبة من دمشق، ريف، متعصب، متحجر، أحياناً لحد التطرف، أنا بثقافتي ممنوع المرا تشتغل (...)، بجوز كون دفعتها للاعتزال، باللاشعور".

20 سنة في أحضان عبد الكريم

وكشف عبد الكريم، الذي يلبس ساعة عليها صورة "السيد الرئيس" أهداه إياها مقربون من بشار الأسد، عن قدرة خارقة تتعلق بالسفر عبر الزمن اختبرها حين التقى بقصي خولي الخميس الماضي، إذ قال "أنا لما شفته رجعت بالزمن عشرين سنة لورا"... لحظة صمت... "وهو رجع عشرين سنة"، ثم أضاف "وكنت عم ضمه عم ضمه، متل ما كنت بالزير سالم ضمه".

وتصادف أن يكون الممثل جمال شقير في نفس المكان، وحين انتبه إلى أن الشخص الذي يضم قصي خولي ليس الزير سالم، بل أول ممثل سوري يحلق شعره بالموس شخصياً، رجع عشرين سنة إلى الوراء أولاً، ثم صرخ "زهير عبد الكريم!"، واحتضن الثلاثة بعضهم البعض "أكتر من خمس دقائق تقريباً"، بحسب تقديرات عبد الكريم الذي لم يُبلِغ أحد عنه موسوعة "غينيس" حتى الآن.

وحين سألته المذيعة ماذا لو التقى بجمال سليمان الذي يأخذ موقفاً سياسياً مخالفاً له تماماً مع "هدوك الجماعة"، قال عبد الكريم "كنت بوّسته كتير متل ما بوّست قصي". (نسخة من المحرر إلى جمال سليمان: نصيحة من هالحضن، لا ترجع على سوريا قبل عشرين سنة، أو دبّر زيارة ثانية لعبد الكريم إلى القاهرة، واحرص أن يرتدي كعبا عاليا).

لكن عبد الكريم أوضح أن الوسط الفني خذله، فحين مرّ ابنه بأزمة صحيّة، لم يسأل أحد عنه على الإطلاق، باستثناء شخص وحيد مع أنه ليس فنانا وهو "هداك الرئيس"، وعن هذا الخذلان من الفنانين قال عبد الكريم "أنا هي زعلتني أكثر من داعش بمليون مرة". وهذه المرة الأولى على الإطلاق التي يكشف فيها أي إنسان في العالم سواء كان فنانا أو رئيسا أو بان كيمون  "أنو آخد على خاطره من تنظيم داعش". (للتواصل مع موسوعة "غينيس" يمكن الضغط على الرابط هنا).

ويبدو أن المذيعة فاجأته حين لفتت إلى أن فنانين موالين ومعارضين للنظام السوري وقفوا إلى جانب جورج وسوف بعد وفاة ابنه، متسائلة عن السبب الذي يدفع الجميع للتخلي عنه "هل المشكلة بالفنانين أم بزهير عبد الكريم؟"، ليجيبها مستنتجاً باستغراب "يبدو المشكلة بالتنين!".

يضحك عبد الكريم، يضحك كثيراً في المقابلة، يقول إنه يحفظ المعروف لعشرين عاما أيضاً، لكنه لا يُبدي ارتباكاً حين يقول إن الشوارع ضاقت عليه من محبة الناس، بينما رحبت عليه عنق الحذاء العسكري، ولا يخالجه الشك في أنه ارتكب أمرا جللا، حين أنكر الوجوه التي صفقت له في المسارح وصالات السينما وخلف شاشات التلفزيون، بينما احتفظ بصورة قاتلهم زينة على عداد العمر، صدق من قال، ما من ابتلاء أشد من غِلّظْةِ القلب.