icon
التغطية الحية

رغيد الططري.. أقدم معتقل سياسي لدى النظام لأكثر من أربعين عاماً من دون محاكمة

2022.11.22 | 15:59 دمشق

أقدم معتقل سياسي في سجون النظام السوري رغيد الططري (thesyriacampaign)
أقدم معتقل سياسي في سجون النظام السوري رغيد الططري (thesyriacampaign)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أطلق وائل الططري، ابن أقدم معتقل سياسي في سجون النظام السوري رغيد الططري، حملة عالمية للتضامن مع والده الذي يدخل في هذا الأسبوع عامه الـ41 في أقبية النظام السوري، من دون محاكمة حقيقية.

واعتقل رغيد الططري، الطيار في سلاح الجو السوري، لأول مرة عام 1980 بسبب رفضه الانصياع لأوامر عسكرية بقصف مواقع في مدينة حماة، خلال اقتحام النظام للمدينة عقب احتجاجات اندلعت فيها.

أفرج النظام السوري عن الططري بعد فترة وجيزة، ثم أعاد اعتقاله في عام 1981، حين كان ابنه وائل جنيناً لم يرَ النور بعد، وقابل رغيد ابنه لأول مرة وهو بعمر المراهقة، ليبقى بعدها مصيره مجهولاً تماماً للعائلة على مدار 14 عاماً تالية.

رسالة وائل إلى العالم: أريد لأبي أن يعلم أنه ليس منسياً

يقول وائل في رسالة وجهها إلى العالم للتضامن مع والده، "كنت أجهز نفسي لمقابلته، وأحاول تخيل مدى سوء حالته، ولكن ما إن قابلته وبالرغم من أنه بدا متعباً، إلا أن عينيه كانتا مفعمتين بالقوة وصوته كان واضحاً وحنوناً".

ويوضح وائل أنه منذ ذلك الحين لم يتمكن من زيارة والده إلا لمرات معدودة بسبب نقله بين العديد من السجون ومراكز الاعتقال عبر السنين بما فيها سجن صيدنايا سيء السمعة، ليفقد التواصل معه تماماً بعد اندلاع الثورة السورية، واضطرار وائل وزوجته للفرار خارج سوريا.

ولفت وائل إلى أن قضية والده مثال حي عن الظلم الذي يعاني منه آلاف المعتقلين المختفين قسراً في سجون النظام، الذي  يستخدم الاعتقال سلاحاً للقمع وسحق أي شكل من أشكال المعارضة.

وقال وائل في رسالته: "أريد لأبي أن يقضي ما تبقى من عمره حراً. أريده أن يعلم بأنه ليس منسياً وبأن هناك أشخاص حول العالم يطالبون بحريته وحرية كل المعتقلين والمعتقلات في سوريا".

كيف يمكنني التضامن مع رغيد الططري؟

وبحسب المبادرة التي أطلقها وائل، تحت عنوان "نمشي من أجل رغيد"، فإنه سيمشي مع أصدقاء والده ورابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا ممن قضوا معه سنوات في السجن، ودعا عموم الناس إلى المشي معهم من أجل حريّة رغيد الططري.

ويمكن المشاركة في الحملة من أي مكان في العالم، من خلال التعهد بالمشي عبر موقع (The Syria Campaign)، لعدد من الخطوات يختارها المتضامن، ثم اختيار يوم خلال الأسبوع للخروج للمشي في الشارع أو في الطبيعة، مع التقاط صورة في أثناء النشاط ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع هاشتاغ " #نمشي_من_أجل_رغيد".

ويمكن للمتضامنين الذين لا يستطيعون المشي لأي سببٍ كان، المشاركة في الحملة عبر إرسال رسالة دعم إلى البريد الإلكتروني (info@thesyriacampaign.org)، كما يستطيع الفنانون الذين شعروا بالإلهام من هذه الحالة مشاركة أعمالهم على البريد نفسه.

سوريا أكبر سجن للمعتقلين والمختفين في العالم

وفي شهر آب الماضي، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، إن سوريا "هي أحد السياقات التي تضم أكبر عدد من المحتجزين والمختطفين والمفقودين في العالم".

وقال بيان صادر عن المبعوث الأممي إن الأمين العام للأمم المتحدة أطلق دراسة حول "كيفية تعزيز الجهود، بما في ذلك من خلال التدابير والآليات القائمة، لكشف مصير وتوضيح أماكن وجود الأشخاص المفقودين في سوريا، وتحديد هوية أصحاب الرفات وتقديم الدعم للعائلات".

ودعا المبعوث الأممي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى أن "تدرك قيمة هذه الدراسة في خلق مسار للمضي قدماً في ملف المعتقلين والمفقودين السوريين، يرتكز على حق العائلات في المعرفة، ويتجاوز الانقسامات السياسية والجغرافية والمجتمعية".