icon
التغطية الحية

رسوم المعاهد الصيفية بدمشق تعرقل تهيئة الأطفال للتحصيل العلمي

2023.06.02 | 09:15 دمشق

رسوم المعاهد الصيفية بدمشق تعرقل تهيئة الأطفال للتحصيل العلمي
ارتفاع أسعار المعاهد الخاصة في دمشق يحرم طلابا من دورات التقوية
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تتسع الهوة بين طبقات المجتمع كل عام أكثر عن الذي سبقه فيما يتعلق بالتحصيل العلمي، فالقضية بحسب الأسر التي التقاها موقع تلفزيون سوريا مرتبطة بشكل وثيق بتوفر المال، حيث بات التعليم الجيد مرتبطا بالقطاع الخاص.

تنتظر بعض الأسر السورية فترة الصيف، لتسجيل أطفالها في معاهد ونوادي صيفية تضع برامجاً للتقوية في اللغات الإنكليزية والفرنسية والعربية، إضافةً إلى بعض الأنشطة التي يحرمون منها في المدارس الحكومية مثل الحساب الذهني وتعلم السباحة أو الرسم تحت إشراف مختصين، أو التعلم على الآلات الموسيقية، لكن حتى هذا الخيار الذي من المفترض أن يرمم ضعف الأداء في المدارس الحكومية، بات بعيداً جداً عن أغلب طبقات المجتمع السوري.

سكان العشوائيات بدمشق محرومون من التعليم الصيفي

حاولت سهام وهي والدة طفلة نجحت للصف السادس، أن تجد معهداً جيداً لتقوية ابنتها باللغة الإنكليزية والفرنسية والكومبيوتر بسعر يتناسب وميزانيتها لكنها فشلت. تقول سهام "اعتقدت أنني سأجد معهداً ذو سوية جيدة بـ100 ألف ليرة شهرياً، لكن يبدو أن المبلغ الذي رصدته بات لا قيمة له".

وأضافت "أنا من سكان حي ركن الدين بدمشق، ولا أستطيع تقوية ابنتي باللغات التي لا تعنى بها المدارس الحكومية، ولا أجيدها أنا لأدرّسها، وأريدها أن تتعلم الكومبيوتر أيضاً، لكن يبدو أنني سأبقى أعاني وسأضع مستقبل ابنتي الدراسي على المحك لعدم قدرتي على دفع رسوم النوادي والمعاهد الصيفية التعليمية".

تعاني سهام وغيرها من مشكلتين، الأولى أن تجد معهد جيد برسوم قليلة، والأخرى هي تأمين رسوم التنقل، حيث أكدت أن سائقي السيارات المتعاقدين مع المعاهد يطلبون بين 100 – 200 ألف ليرة شهرياً.

ستضطر سهام كما غيرها إلى تسجيل ابنتها في معاهد غير مرخصة ضمن منطقتها العشوائية متنازلةً عن الجودة، حيث تقوم المعاهد في العشوائيات بالعمل دون ترخيص وتستعين ببعض المدرسين غير المتخصصين الذين يقومون بتدريس أكثر من مادة أو حتى جميع المواد لجميع الأعمال، أو يستعينون بطلاب ثانوية عامة أو طلاب في السنوات الأولى من الجامعة، وأغلب تلك المعاهد تركز على تعليم القرآن والسنة النبوية الشريفة أكثر من أي مادة أخرى كونها لا تحتاج إلى تخصص.

رسوم مرتفعة لـ3 أيام في الأسبوع

رغم أن جميع النوادي الصيفية والمعاهد الخاصة بالأطفال تضع دواماً بمعدل 3 أيام بالأسبوع فقط، إلا أن أرخص رسوم لمعهد أو نادي صيفي في دمشق كان 300 ألف ليرة للطفل، يضاف إليها 200 ألف ليرة شهرياً للمواصلات وسطياً، لتصل الرسوم إلى نصف مليون ليرة لـ12 يوم دوام في الشهر أي حوالي 42 ألف ليرة في اليوم، وهذا المبلغ قد لا يستطيع رب العائلة تأمينه حتى لأساسيات المنزل.

ولو أرادت الأسرة دفع الرسوم لـ3 أشهر ستحتاج نحو 1.5 مليون ليرة لفترة الصيف كأرخص سعر يمكن تأمينه لطفل واحد فقط.

وتدرجت رسوم التسجيل بدون مواصلات للنوادي والمعاهد الصيفية من 300 ألف إلى مليون ونصف ليرة، وقد ترتفع أكثر للمعاهد المعروفة، وتراوحت رسوم المواصلات تبعاً لمكان السكن بين 100 ألف وصولاً إلى 400 ألف.

 وحتى لو أراد رب الأسرة تسجيل أطفاله في معاهد شبيبة الثورة وأنشطتها ستكون الكلف مرتفعة نتيجة ارتفاع تكاليف التنقل في العاصمة دمشق بحسب الكثير من الأسر التي التقاها الموقع.

ارتفاع أسعار التسجيل في نوادي السباحة

وضع عماد وهو أب لطفلين أحدهم في الصف الثاني والآخر في الرابع، هدفاً هذا العام بأن يعلّم طفلاه السباحة، باحثاً عن دورات تتناسب ودخله الشهري الذي لا يتجاوز الـ1.5 مليون ليرة، وهو يعمل كمحاسب في مطعم وسط العاصمة، لكنه فشل.

يقول عماد "أرخص دورة سباحة بمعدل ساعة واحدة في اليوم لـ3 أيام بالأسبوع فقط، رسومها 150 ألف ليرة، أي أن الطفلان سيكلفاني 300 ألف ليرة، وتضاف إلى تلك الرسوم أجرة المواصلات بين 70 ألف ليرة لو استقلينا السرافيس ذهاباً وإياباً (يحتاج سرفيسان للتسجيل بأرخص دورة) أو أكثر من 400 ألف ليرة لو استقلينا التكاسي، وبذلك قد تصل التكلفة إلى ثلث الراتب ما سيجعل تعليمهم السباحة على حساب جودة طعامهم، وبالتأكيد سأبدي الطعام على السباحة".

وتتراوح رسوم التسجيل في نوادي السباحة بين 150 ألف ليرة و300 ألف ليرة تبعاً لعدد أيام الدورة في الأسبوع واسم المسبح والمدربين.