icon
التغطية الحية

رئاسة وبرلمان.. هدف مزدوج لـ أردوغان في شباك الطاولة السداسية

2023.05.28 | 23:54 دمشق

آخر تحديث: 29.05.2023 | 10:11 دمشق

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان - الأناضول
إسطنبول - عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

في لحظة غير اعتيادية بتاريخ تركيا، نجح الشعب في اختيار رئيسه عبر صناديق الاقتراع في عملية نزيهة سلمت بها المعارضة قبل الموالاة.

وسجل الرئيس رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات هدفه المزدوج حاصلاً على الرئاسة إلى جانب البرلمان وحقق نسبة 52.14% من مجمل الأصوات التي فرز منها نحو 99.3% في مقابل خسارة منافسه كمال كليتشدار أوغلو بنسبة 47.68% من الأصوات.

ورغم أن النتائج كانت متوقعة إلى حد بعيد من خلال لغة الأرقام وطريقة تعاطي المعارضة التركية مع خسارتها بالجولة الأولى، حيث تحول الخطاب من إشارات القلوب والسلام إلى خطابات الغضب، وشن مرشحها حرباً إعلامية ضد اللاجئين السوريين في محاولة لاستقطاب ناخبي حزب الظفر اليميني المتطرف.

التجهيز للمرحلة المقبلة

وفي أول كلمة بعد إعلان النتائج، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام أنصاره المجتمعين أمام بيته بإسطنبول: إن "أبواب رؤية قرن تركيا فُتحت تماماً مع تقدمه على منافسه في الانتخابات الرئاسية".

وأردف أردوغان أن نتائج الانتخابات أظهرت مرة أخرى أنه ليس باستطاعة أحد أن يطعن في مكاسب تركيا، مضيفاً أن الفائز في هذه الانتخابات هو 85 مليون مواطن تركي.

وأكمل: "قلنا سابقاً إننا سنفوز فوزاً لن يخسر فيه أحد لذا فإن الفائز الوحيد اليوم هو تركيا".

وأردف: "أتممنا الجولة الثانية من الانتخابات بالفوز بفضل دعم شعبنا، أشكر شعبنا الذي جعلنا نعيش فرحة عيد الديمقراطية بين عيدين دينيين، كما أشكر كلَّ من أوكل إلينا مهمة قيادة البلاد لخمس سنوات إضافية".

وخلال كلمته أكّد أردوغان: "قلناها كثيراً. من يخدم شعبه لا يُهزم أبداً. إن المسيرة المقدسة لن تتعثر ولن نخيب آمال كل من يعول علينا".

وشدد بالقول: "أشكر شعبنا من منكوبي الزلزال ممن شاركوا في عملية التصويت في المخيمات والمدن مسبقة الصنع، وأعدهم أننا سنشيّد منازلهم خلال عام واحد إن شاء الله".

وأشار "لقد أتممنا هذه الانتخابات بالفوز، فهل نحن مستعدون للفوز بانتخابات البلدية التي ستُجرى العام المقبل أيضاً؟".

وحمل خطاب الرئيس التركي الذي بدأه بالغناء وختمه بالغناء مع أنصاره، العديد من الرسائل الداخلية عن أهمية المرحلة المقبلة، وفشل المعارضة في نيل ثقة الشعب، خصوصاً مع الفارق الكبير بينه وبين منافسه.

زعيم المعارضة لم يعترف بالخسارة

في المقابل، قال مرشح المعارضة الخاسر كمال كليتشدار أوغلو، "لم أكن أستطيع تجاهل التعدي على حقوقكم وقدوم ملايين المهاجرين إلى بلدكم".

وأضاف في مؤتمر صحفي من مقر حزبه: "لم أكن أستطيع تجاهل ما يتعرّض له شعبي من غلاء اقتصادي. كافحت وسأكافح من أجل رخاء ورفاه شعبي".

وأشار إلى أنه "كانت هناك حملة انتخابية غير عادلة بيننا وبين المرشح الآخر الذي استفاد من كل إمكانات الدولة".

ولفت إلى أنه "أدعوكم (مخاطباً الشعب) لدعم الكفاح من أجل الديمقراطية، حزني الأكبر على ما ينتظر شعبي مستقبلاً مؤكداً لكم أني سأواصل المسير معكم".

ولم تتضمن كلمة كليتشدار أوغلو اعترافاً صريحاً بخسارته الانتخابات أو تهنئته للرئيس أردوغان الذي فاز بالانتخابات، ويبدو أنه مستمر في قيادة حزبه حيث حملت الكثير من الإشارات والتلميحات إلى إمكانية تقديم استقالته من الحزب خصوصاً أنه لم يفز بأي استحقاق انتخابي في البلاد منذ تسلمه رئاسة حزب الشعب عام 2010.

من جانبهم كان قادة الطاولة السداسية أكثر قابلية للترحيب بنتائج الانتخابات الديمقراطية واحترام نتائجها، حتى أن ميرال أكشنر هنأت أردوغان على فوزه، مؤكدة على استمرارها في معارضة الحزب الحاكم.

فوز محقق

لم يكن فوز الرئيس التركي انتصاراً عادياً، خصوصاً أنه جاء بعد عشرين عاماً في السلطة، وتحالف معظم قوى المعارضة ضده، وفي خضم أزمات كارثية ضربت البلاد بينها فيضانات وحرائق وزلزال مدمر ضرب 10 مدن قبل الانتخابات بـ 3 أشهر تقريباً. 

ولعل الزلزال كان الفرصة الأكبر أمام المعارضة لتحقيق انتصار ممكن في معركة الرئاسة والبرلمان فيما لو كانت على خطاب أكثر دراماتيكية وبمرشح أفضل حظوظاً من كليتشدار أوغلو.

لم تكن المعارضة على حجم المسؤولية، وجازفت بتقديم مرشح ضعيف الشخصية، ينتقل من توزيع القلوب إلى التهديد الغاضب والضرب على الطاولات، واستخدمت ملف اللاجئين السوريين بشكل رديء وسيء جداً ما أساء لسمعتها، والإساءات الكثيرة التي تعرض لها أبناء مناطق الزلزال لأنهم صوتوا لأردوغان.

وكان التناقض الظاهر في كتلة الطاولة السداسية المعارضة بين يمين ويسار وقوميين وإسلاميين، إلى جانب اتفاق غير معلن مع حزب الشعوب الديمقراطي الذي يُحصل جزءاً كبيراً من أصوات المكون الكردي في البلاد.

وكانت تصريحات قادة الطاولة السداسية التي تنتقد وعود كمال كليتشدار أوغلو لأوميت أوزداغ الذي يمثل اليمين المتطرف العنصري تعبيراً جلياً على حجم المشكلة التي تعاني منها المعارضة، أنها ليست على قلب رجل واحد.

في المقابل كان تحالف الشعب الذي يقوده أردوغان على كلمة رجل واحد في الجولة الأولى من الانتخابات وفي الثانية بعد انضمام سنان أوغان اليميني المتطرف أيضاً، والذي عدّل من خطابه ولم يعد يذكر أعداداً مهولة للسوريين في تركيا.

لقد حقق الرئيس أردوغان جميع أهدافه في مرمى الطاولة السداسية فضمن أغلبية البرلمان، وانتزع الرئاسة في جولة ثانية حاسمة بأصوات متقدمة وفارق كبير جداً.