icon
التغطية الحية

دبلوماسيون غربيون: الأولويات تجاه سوريا لم تتغير ولا تطبيع من دون شروط

2024.03.21 | 11:04 دمشق

آخر تحديث: 21.03.2024 | 11:48 دمشق

المجلس الأطلسي
الأولويات الأميركية بشأن سوريا تتمحور حول تقديم المساعدات الإنسانية ودعم وقف إطلاق النار وتعزيز المساءلة عن الفظائع التي يرتكبها النظام
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • مؤسسة "المجلس الأطلسي" عقدت ندوة ضمت دبلوماسيين غربيين ومبعوثين إلى سوريا.
  • الوضع في سوريا ما زال كارثياً والوضع السياسي وصل إلى طريق مسدودة.
  • الأولويات الأميركية تتمحور حول تقديم المساعدات الإنسانية ودعم وقف إطلاق النار وتعزيز المساءلة عن الفظائع التي يرتكبها النظام.
  • عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية تحتاج إلى ضمانات للإصلاحات السياسية.
  • العقوبات تستهدف نظام الأسد ولا تستهدف السوريين الفقراء.
  • التطبيع من دون شروط مع النظام السوري لن يكون خياراً مجدياً، ويجب تجديد المشاركة الدولية على أساس القرار 2254.
  • النظام السوري يستخدم التطبيع لتعزيز قبضته على السلطة من دون تغيير في الوضع على الأرض.
  • الجيران يرغبون في عودة الدور العربي إلى سوريا، لكن التطبيع من دون شروط لن يؤدي إلى نتائج.

عقدت مؤسسة "المجلس الأطلسي" الأميركية ندوة ضمت دبلوماسيين غربيين، ومبعوثي دول غربية إلى سوريا، أكدوا خلالها على أن الأولويات تجاه سوريا لم تتغير، وأن التطبيع مع النظام السوري لن يتم من دون شروط.

وشارك في الندوة، التي عُقدت بالشراكة مع معهد الشرق الأوسط والمعهد الأوروبي للسلام، وشبكة المجتمع المدني "المدنية"، لإطلاق "استراتيجية سوريا"، بمناسبة الذكرى الـ13 لانطلاق الأزمة السورية، كل من مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، ومساعد وزير الخارجية الأميركي والمبعوث الخاص إلى سوريا، إيثان غولدريتش، والمبعوثة الفرنسية الخاصة إلى سوريا، بريجيت كورمي.

وضع كارثي وطريق مسدودة

وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى أنه "منذ العام 2022، أولويات سياستنا في سوريا على حالها إلى حد كبير، لأن الصراعات الأولية الجادة لم يتم حلها بعد"، مضيفة أن "الوضع في سوريا كارثي بلا شك، والوضع السياسي وصل إلى طريق مسدودة، والوضع الإنساني مستمر في التدهور بشكل كبير، حيث تستمر حملات القصف القاتلة في شمال غربي وشمال شرقي سوريا".

وفي مشاركة مسجلة عبر الفيديو، قالت ليف إنه "مع الحرب في غزة، نحن ملتزمون بضمان عدم انجرار سوريا نفسها إلى صراع إقليمي لا يؤدي إلا إلى زيادة المعاناة الإنسانية"، مشددة على التزام الإدارة الأميركية "بتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش، ودعم وقف إطلاق النار المحلي، وتعزيز المساءلة عن الفظائع التي يرتكبها النظام".

وذكرت أنه "لا نزال منخرطين في عملية سياسية تتفق مع قرار مجلس الأمن 2254"، موضحة أنه "على الرغم من المماطلة المستمرة من قِبل النظام السوري وروسيا، فإننا ندعم جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، الذي عمل على تسهيل عمل اللجنة الدستورية".

العقوبات تستهدف نظام الأسد ونشجع الاستثمار شمالي سوريا

وعن عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، قالت ليف إن الولايات المتحدة "حذرت من هذه الخطوة، لأنها أتت من دون أي ضمانات للإصلاحات السياسية"، مؤكدة أن موقف الولايات المتحدة "واضح، لن يتم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد في غياب تقدم حقيقي نحو حل سياسي دائم للصراع".

وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على النظام السوري، ذكرت ليف أن وزارتي الخارجية والخزانة، "عملتا بلا كلل للتأكد من أن عقوباتنا تستهدف نظام الأسد وغيره من الجهات الفاعلة السيئة، وليس السوريين الفقراء".

وأشارت الدبلوماسية الأميركية إلى أن الإدارة الأميركية تعمل بشكل وثيق مع الوكالة الأميركية للتنمية، لتشجيع الاستثمار في جميع أرجاء شمالي سوريا بموجب الترخيص العام رقم 22، لافتة إلى أن لك "خطوة نعتقد أنها ستساعد المنطقة حقاً وتطورها، ولا يزال زملاؤنا في المجال الإنساني مستمرين بلا هوادة في عملهم لتوصيل المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين".

لا حل سياسياً من دون مساءلة

من جانبه، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا إن الولايات المتحدة "كانت حذرة للغاية بشأن محاولات إعادة تأهيل صورة النظام السوري والتطبيع مع جيرانه ومع الآخرين، وهو يحاول القيام بذلك في غياب أي مشاركة أو إصلاح ذي معنى".

وشدد على أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي دائم من دون المساءلة والعدالة عن الفظائع والانتهاكات والتجاوزات المرتكبة ضد السوريين"، مضيفاً أنه "حتى الآن يبدو أنهم لم يحرزوا تقدماً كبيراً على الإطلاق، وواجهوا كثيراً من الإحباط، حتى قبل أن تجذب أزمة الحرب على غزة انتباه المنطقة".

وأعرب إيثان غولدريتش عن اعتقاده أن النظام السوري "يلعب فقط لكسب الوقت، بدلاً من الانخراط فعلياً ومحاولة حل المشكلات".

التطبيع من دون شروط ليس خياراً

من جهتها، قالت المبعوثة الفرنسية الخاصة إلى سوريا إنه "بعد مرور 13 عاماً على الحرب، يمكن للمرء أن يقول بشكل مشروع إن هذا هو الوقت المناسب لتغيير السياسة: الأسد لا يزال في السلطة، العملية السياسية وصلت إلى طريق مسدودة، ويدفع كثير من الأشخاص أو الدول اليوم، نحو تحول واقعي للتطبيع".

وأضافت كورمي أنه "بدلاً من التطبيع، ندعو إلى تجديد المشاركة الدولية بشأن سوريا على أساس القرار 2254"، مشيرة إلى أن "التطبيع من دون شروط لا يمكن أن يكون خياراً، ولن نكسب من التطبيع من دون تنازلات".

وأوضحت أن النظام السوري "سيوظف الاعتراف الدولي ورفع العقوبات وأموال إعادة الإعمار لتشديد قبضته على السلطة بشكل أكبر، ولن يتغير الوضع على الأرض على الإطلاق، ولن نحصل على شيء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب واللاجئين والكبتاغون وما إلى ذلك".

ولفتت المبعوث الفرنسية إلى سوريا إلى أنه "لم نطلب من أصدقائنا عدم التطبيع، ولسنا في وضع نملي عليهم ما يجب عليهم فعله، لكننا قلنا لهم نعتقد أنها لن تأتي بنتائج، لأن التحرك نحو دمشق من دون شرط لا يأتي بنتائج، ويمكننا أن نفهم أنه كان هناك بعض الإحباط وأنهم يريدون تجربة شيء آخر"، مضيفة "هم الجيران ويريدون للدور العربي أن يعود إلى سوريا، لكننا قلنا لهم نعتقد أن هذه ليست خطوة ستؤدي إلى نتائج".