icon
التغطية الحية

دبلوماسية الكوارث تنشط مسارات التطبيع التركية.. ماذا عن النظام السوري؟

2023.02.27 | 18:05 دمشق

وزير الخارجية التركي يستقبل نظيره الأرمينية في أنقرة (الأناضول)
وزير الخارجية التركي يستقبل نظيره الأرميني في أنقرة (الأناضول)
إسطنبول - حمزة خضر
+A
حجم الخط
-A

ساعد الزلزال المدمر الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش بقوة 7.7 على مقياس ريختر في تنشيط الدبلوماسية التركية مع العديد من الدول التي لديها عداوات سابقة مع أنقرة، مثل مصر واليونان في حين ظلت العلاقات مع النظام السوري ضمن المسار الذي بدأته تركيا قبل الزلزال. في المقابل فتحت الكارثة الباب على مصراعيه أمام دول عربية أرسلت وزراءها وأجرى قادتها اتصالا مع بشار الأسد.

وأرسلت العديد من الدول العربية والغربية مساعدات إلى الحكومة التركية إثر الزلزال المدمر الذي ضرب 11 ولاية في الجنوب التركي، ومدناً شمال غربي سوريا، من ضمنها مصر التي تسير في عملية تطبيع علاقات بطيئة نسبياً مع أنقرة، إلا أنها بدأت تأخذ منحنىً عامودياً بعد الزلزال.

العلاقات التركية المصرية

زار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الإثنين، العاصمة السورية دمشق في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو 12 عاماً، حيث قابل رئيس النظام السوري بشار الأسد وسلمه رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأجرى لقاء مع وزير خارجيته فيصل المقداد ليتوجه بعدها إلى تركيا كأول زيارة من هذا النوع أيضا.

وتستمر جولة شكري التي وصفها بـ"الإنسانية" بعزمه زيارة الأراضي التركية بعد 10 سنوات من القطيعة، للقاء نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، إذ من المقرر أن يزور ميناء مرسين لاستقبال السفينة المصرية المحملة بالمساعدات لدعم ضحايا الزلزال في تركيا.

العلاقات التركية اليونانية

اليونان التي أرسلت مئات الأطنان من المساعدات وفرق الإنقاذ إلى تركيا عقب الزلزال، أكدت عبر وزير خارجيتها نيكوس ديندياس على ضرورة تحسين العلاقات بين البلدين، وذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة أثينا بعد زيارته إلى منطقة الزلزال غربي تركيا.

وفي الوقت الذي أشار فيه الوزير اليوناني ديندياس إلى أن أثينا لم تربط المساعدات التي قدّمتها لضحايا الزلزال في تركيا بالسياسة الخارجية، أوضح أنَّ تحسين الأجواء في العلاقات الثنائية قد يكون له تأثيرٌ إيجابيٌّ على المسار السياسي أيضاً.

وأكد وزير الخارجية اليوناني ديندياس الذي كان أول الواصلين من بين نظرائه في الاتحاد الأوروبي إلى منطقة الزلزال في تركيا، في لقائه بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو على ضرورة عدم انتظار كارثة أخرى لتحسين علاقات البلدين.

العلاقات التركية الأرمينية

قدمت 88 دولة أجنبية مساعدة مباشرة إلى ضحايا الزلزال في تركيا، وشارك 11 ألفاً و302 من العمال في إنقاذ أجانب من جنسيات مختلفة في عمليات البحث عن ناجين في الجنوب التركي، من بين هذه الدول كانت أرمينيا التي تمتلك علاقات تاريخية مضطربة مع الجانب التركي، خاصة بعد دعم الأخيرة أذربيجان في حرب ناغورني كاراباخ.

وأرسلت أرمينيا فريقاً مكوناً من 27 شخصاً حاملين أجهزة حرارية وصوتية للمساعدة في عمليات الإنقاذ، بالإضافة إلى شحنات مساعدة عاجلة دخلت الأراضي التركية من معبر (أليجان) البري الحدودي، والذي كان مغلقاً لمدة 30 عاماً منذ العام 1993.

وأبلغ وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في زيارته إلى أنقرة عقب الزلزال عن رغبته في بناء السلام مرة أخرى مع تركيا، مستغلاً فرصة وجوده على الأراضي التركية.

العلاقات بين تركيا والنظام السوري

لم تحرك دبلوماسية الكوارث الركود الحاصل في عملية المناقشات الجارية بين تركيا والنظام السوري، وغابت التصريحات بين كلا الطرفين عن ضحايا الزلزال الذي ضرب البلدين على الرغم من تزامن الكارثة مع الحديث عن تحضيرات لاجتماع يجمع وزراء خارجية النظام وروسيا وتركيا وإيران التي ضغطت لإيجاد مقعد لها على طاولة المناقشات.

وفي حين أرسل زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو رسالة تعزية إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، تقدم فيها بـ"أحر التعازي" إلى الدولة الجارة متمنياً الرحمة لأرواح الضحايا، إلا أنه لم يصدر من النظام السوري أي رد على الرسالة، وبالمقابل لم يصدر أي بيان من الحكومة التركية يخاطب فيه النظام السوري بعد الزلزال.

ونقلت وكالة "رويترز" عقب الزلزال عن مسؤول تركي أن حكومته تدرس إعادة فتح معبر يايلاداغي - كسب على الحدود مع سوريا والذي يخضع لسيطرة النظام السوري، وذلك بهدف نقل المساعدات إلى المناطق المتضررة من الزلزال، وذلك في غياب تأكيد من الحكومة التركية، وصمت النظام حول هذه التصريحات.

على الرغم من أن الزلزال أدى إلى تراجع العديد من العداوات الدبلوماسية المحيطة بتركيا وسوريا، فإن هذا لم ينتج "تعاطفاً دبلوماسياً" بين أنقرة والنظام، وربما الشروط التي يفرضها الأخير مثل انسحاب الجيش التركي وفق جدول زمني محدد ووقف دعم "الجماعات الإرهابية" يحول دون دفع هذه العملية التي يشوبها كثير من الحذر والغموض.