icon
التغطية الحية

دان ستونيسكو: التعليم في سوريا صعب للغاية والاتحاد الأوروبي مستمر في دعمه

2024.01.19 | 19:16 دمشق

آخر تحديث: 21.01.2024 | 11:55 دمشق

دان ستونيسكو: التعليم في سوريا صعب للغاية والاتحاد الأوروبي مستمر في دعمه
دان ستونيسكو: التعليم في سوريا صعب للغاية والاتحاد الأوروبي مستمر في دعمه
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تحدث دان ستونيسكو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا في مقابلة خاصة مع تلفزيون سوريا عن دعم الاتحاد الأوروبي لمختلف الأنشطة التعليمية في سوريا منذ بداية الثورة في سوريا عام 2011، مؤكداً حاجة أكثر من 6.9 ملايين شخص داخل سوريا إلى الدعم التعليمي، 97٪ تقريباً منهم من الأطفال.

وخلال المقابلة أجاب السيد ستونيسكو على الأسئلة التي تناولت مختلف أنواع الدعم وآليات تقديمه لقطاع التعليم للسوريين داخل سوريا وفي بلدان اللجوء.

دعم الاتحاد الأوروبي للتعليم في سوريا مستمر منذ سنوات، ما الذي أنجزه الاتحاد الأوروبي إلى الآن؟

منذ بداية الأزمة في عام 2011، وقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب السوري وقدم دعماً كبيراً لمختلف الأنشطة التعليمية للسوريين واللاجئين من خلال مقاربة سورية برمّتها. حرمت الأزمات المستمرة الكثير من الشباب السوريين من إمكانية الوصول إلى المدارس. ولهذا السبب يستثمر الاتحاد الأوروبي في فرص التعلّم البديلة لمساعدة الشباب الموهوبين في اكتساب المهارات التي يحتاجون إليها من أجل مستقبل أفضل.

هذا الدعم موجّه للأطفال السوريين وأطفال اللاجئين الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى التعليم الابتدائي والثانوي. ويتم ذلك بأشكال مختلفة كالدروس التعويضية والدروس الاستدراكية لمساعدة الأطفال المعرّضين لخطر التسرّب من المدرسة، أو لمساعدة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس من أجل إعادة الاندماج في نظام التعليم. كما يتمّ دعم الطلاب الذين يستعدون لتقديم الامتحانات الوطنية في الصفين التاسع والبكالوريا بدورات ما بعد المدرسة ودروس تعويضية.

من خلال شركائه في المجال، قدم الاتحاد الأوروبي الدعمَ لـ 12000 من فئة الطلاب المراهقين الأكثر ضعفاً، من خلال التدريب على المهارات الحياتية كحلّ المشكلات والتعامل مع المواقف العصيبة والصعبة والعمل الجماعي، وتعدّ أساسية لأي نشاط وتوظيف. بالإضافة إلى ذلك، تلقى أكثر من 20000 طفل وشاب الدعم النفسي الاجتماعي لتعزيز قدرتهم على الصمود وبناء رفاه اجتماعي أفضل.

وفي إطار مختلف المشاريع المموّلة من الاتحاد الأوروبي، ندعم أيضاً تدريب 3500 معلّم وموظف في قطاع التعليم لصقل مهاراتهم التعليمية وتقديم تعليم جيد يتكيّف مع احتياجات الطلاب. كما موّل الاتحاد الأوروبي إعادة تأهيل 11 مدرسة حيث يستفيد 6500 طالب الآن من مساحات تعليمية آمنة ومجهّزة. ويغطي دعمنا أيضاً تطوير المواد التعليمية المتعلقة بمختلف برامج التعليم البديل غير الرسمي. وفي إطار برامج التعليم الجارية الحالية، يتمّ دعم 80000 تقريباً من الأطفال من خلال أنشطة التعليم الابتدائي والثانوي.

بالإضافة إلى ذلك، تركز مداخلات الاتحاد الأوروبي أيضاً على التدريب التقني والمهني والتعليمي، ما يوفّر للشباب والطلاب داخل سوريا دورات تدريبية حول المهارات التي من شأنها مساعدتهم في التوظيف في أسواقهم المحلية. نبدأ بتقييم السوق لتحديد القطاعات ذات فرص العمل الجيدة، ونقدّم دورات مصمّمة لتسهيل تعلّم المهارات اللازمة التي ستساعد الناس في التوظيف أو فتح أعمالهم الخاصة. وهذا يشمل بناء المهارات للعمل في المستشفيات والمختبرات والنجارة والميكانيكا، إلخ..

أودّ أن أضيف نقطة تتعلق بأولوية الاتحاد الأوروبي المتمثلة في توفير فرص تعليمية متساوية للفتيات والنساء. على سبيل المثال، تمّ تصميم دوراتنا التدريبية لمعالجة فجوات الخدمة في سوق العمل في مجموعة متنوعة من القطاعات، كتصفيف الشعر وخدمات صالونات التجميل والتمريض وتجهيز الأغذية. 

كيف تقدّمون الدعم اللازم في ظلّ وجود مختلف سلطات الأمر الواقع في سوريا؟

يتبع الاتحاد الأوروبي مقاربة سورية برمّتها، ما يعني أن الاتحاد الأوروبي يحرص على تمويل مشاريع مختلفة من أجل تغطية جميع أنحاء القطر. من المهم أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على الوصول إلى المستضعفين في جميع مناطق القطر. ويشمل ذلك المناطق التي يسيطر عليها النظام، وشمال غربي سوريا، وشمال شرقي سوريا.

يتمّ الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للتعليم داخل سوريا من خلال شركاء منفّذين، عادة منظمات دولية لها منظماتٌ شريكة محلية داخل سوريا. ينبغي لجميع البرامج التقيّد بإرشادات الاتحاد الأوروبي، مع الحرص على عدم تجاوز أي من الخطوط الحمراء. يتمّ تسجيل المنظمات الدولية والشركاء المحليين لدى السلطات المحلية، ما يسمح لها بالقيام بأنشطة في شتى المناطق. بغضّ النظر عن المناطق التي تجري فيها الأنشطة، يقوم الاتحاد الأوروبي بمراقبتها عن كثب لضمان تقيّد البرامج بالإجراءات اللازمة لتقديم أفضل دعم ممكن مع الالتزام بقواعد الاتحاد الأوروبي ولوائحه. يخضع الشركاء أيضاً لعملية تدقيق مشدّدة للتأكد من احترام قيمهم وعملهم لقيم الاتحاد الأوروبي.

إلى أي مدى نجح الاتحاد الأوروبي في تحقيق أهدافه في سوريا؟ وما الأهداف ونسب نجاح تنفيذها؟

إن دعم التعليم في سوريا عملية مستمرة ومن المرجح أن تستمر في طلب الدعم الخارجي في المستقبل المنظور. وكلما تعمّقت الأزمة، زاد الخطر الذي يواجهه الأطفال فيما يتعلق بالتسرّب من المدارس للعمل وإعالة أسرهم، والانخراط في الزواج المبكر. في الوقت الراهن، لا تكفي القدرات المحلية لدعم تعليم الأطفال لتلبية الاحتياجات التعليمية في القطر.

يساعد دعم الاتحاد الأوروبي لقطاع التعليم في توفير خدمات التعليم لآلاف الأشخاص داخل سوريا، والاتحاد الأوروبي ملتزم بحقيقة كون التعليم أمراً حيوياً للناس لخلق مستقبل أفضل. نتلقى الكثير من قصص النجاح من شركائنا حول المشاركين في المشاريع المختلفة، والذين تمكنوا من تأمين فرص عمل وتأسيس أعمالهم الخاصة، وأصبحوا الآن قادرين على إعالة أنفسهم مالياً. ندعوكم إلى زيارة منصّات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا للاطلاع على بعض هذه القصص.

كيف تتم عملية التمويل؟ هل ثمة شراكات مع السلطات أو المنظمات غير الحكومية؟

يقدم الاتحاد الأوروبي الدعم التعليمي من خلال الشركاء المنفذين، عادة من خلال المنظمات غير الحكومية الدولية وشركائها المحليين. يؤمّن الاتحاد الأوروبي التمويل للشركاء المنفذين الذين يقومون بعد ذلك بتنفيذ المشروع. يتقدّم الشركاء المنفذون المحتملون بطلب للحصول على منح من خلال المقترحات التي يستعرضها الاتحاد الأوروبي. يجب أن تتبع هذه المقترحات وتتماشى مع ما ينشده الاتحاد الأوروبي في المشروع. يمكن العثور على ما ينشده الاتحاد الأوروبي في المشروع في وثيقة التدابير الخاصة. التدابير الخاصة هي وثائق عامة تصدر كل عام، وتشير إلى ما ينشده كل قطاع محدد في مشاريعه. تجدر الإشارة إلى أنه ليس للاتحاد الأوروبي أية شراكات مع السلطات المحلية في قطاع التعليم، ويقوم شركاء منفذون بتنفيذ المشاريع جميعها.

العمل في البيئة السورية معقد، كيف يتم في ظل العقوبات والمشمولين بها؟

تمّ تصميم المشاريع التي يموّلها الاتحاد الأوروبي بحيث تلتزم بقواعد ولوائح الاتحاد الأوروبي، وهذا يشمل الالتزام بقواعد العقوبات. للتذكير، فرض الاتحاد الأوروبي منذ عام 2011 عقوبات تستهدف بشكل أساسي أفراداً وكيانات محددة. تم تصميم هذه التدابير للتأثير في النظام مع تقليل الآثار السلبية المحتملة على السكان المدنيين. تتمحور مشاريع التعليم بشكل أساسي حول التعليم غير الرسمي وأنشطة التعليم والتدريب التقني والمهني التي لا تخالف أياً من خطوط الاتحاد الأوروبي الحمراء.

كما يستخدم الاتحاد الأوروبي عملية تدقيق مشددة للتأكد من أن جميع مكوّنات المشاريع التي يموّلها لا تخضع لأي عقوبات. علاوة على ذلك، يضمن التدقيق أنها ليست فاسدة وأنها تتوافق مع إرشادات الاتحاد الأوروبي. يتم التدقيق أيضا للتأكد من أن الاتحاد الأوروبي لا يموّل أي مشاريع لها صلات بأي كيانات خاضعة للعقوبات وكذلك للتأكد من أن الكيانات في إطار المشاريع المموّلة من الاتحاد الأوروبي ليس لها أية علاقات إشكالية مع الكيانات والأفراد الخاضعين للعقوبات أو الإشكاليين.

ما المعايير المتّبعة لتمويل قطاع تعليمي معيّن؟

يوفّر الاتحاد الأوروبي التمويل وينفّذ مشاريعه على الأرض من خلال شركائه. بالتعاون مع شركائنا، نقوم بتصميم مشاريع لتحقيق أهداف معينة، بغية دعم مستقبل سوريا وشبابها. تسعى المشاريع إلى إحداث تأثيرات إيجابية في المجتمعات المحلية، من خلال جمع الشباب السوري معاً ومساعدتهم على التواصل فيما بينهم لبناء مجتمع قائم على التسامح والانفتاح. كما نتمنى من خلال التعليم أن نسهم في استقرار الأسر اقتصادياً من خلال تأمين فرص العمل. نهدف إلى زيادة فرص الحصول على التعليم للجميع، بما في ذلك الفئات الأضعف. يركز الكثير من مشاريعنا على شمل ذوي الإعاقة.

التعليم بوابة معرفية أمّنت دعماً كبيراً في مختلف مناطق السيطرة، ما تقييمكم للتعليم في سوريا اليوم؟

قطاع التعليم في سوريا بحاجة دائمة إلى الدعم. يحتاج أكثر من 6.9 ملايين شخص داخل سوريا إلى الدعم التعليمي، 97٪ تقريباً منهم من الأطفال. الوضع الاقتصادي في سوريا متردٍّ ومن الواضح أن السلطات المحلية لا تملك الوسائل اللازمة لتلبية الاحتياجات التعليمية في القطر. الصفوف مكتظة حيث يبلغ الوسطي الوطني 54 طفلاً لكل صفّ. في الفترة 2013-2019، تضرّر 40٪ من المدارس في سوريا أو دُمّر. أطفال كثيرون إما معرّضون لخطر التسرّب أو تسرّبوا فعلياً من المدارس للمساعدة في إعالة أسرهم.

بالإضافة إلى التحدّيات التي تواجه الأطفال والشباب، خسر نظام التعليم قرابة 150000 معلّم على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب النزوح أو الإصابات أو الوفاة. يساعد الدعم الدولي في تزويد الأطفال والشباب بفرص تعليمية من خلال أنشطة التعليم غير الرسمي المختلفة. على الرغم من جهود الاتحاد الأوروبي المستمرة لدعم تعليم الأطفال والشباب المستضعفين داخل سوريا، ما زالت الاحتياجات كبيرة.

يساعد التعليم في تقليص عمالة الأطفال والزواج المبكر. كما يفتح الأبواب أمام مستقبل أكثر إشراقاً. إلى ذلك، يوفر التعليم المدرسي للأطفال والشباب مكاناً للانتماء، ما يقلّل من فرص انضمامهم إلى الجماعات المتطرّفة. ونتيجة لذلك، من الأهمية أن يستمر الاهتمام المتواصل بقطاع التعليم. 

كيف يتعامل الاتحاد الأوروبي مع السوريين في الخارج، في تركيا على سبيل المثال؟

بينما تقدّم بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا الدعم للسوريين داخل القطر، ثمة أدوات أخرى للاتحاد الأوروبي مخصصة للسوريين في الخارج. ومن أهمها الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية، المعروف أيضاً باسم صندوق (مدد). منذ عام 2014، حشد (مدد) 2.38 مليار يورو، بما في ذلك المساهمات الطوعية من 21 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي وتركيا والمملكة المتحدة، للتخفيف من الاحتياجات الأكثر إلحاحاً لأكثر من 9 ملايين شخص، ويشمل ذلك اللاجئين السوريين والمجتمعات المُضيفة لهم في البلدان المجاورة لسورية، ولا سيما لبنان والأردن والعراق وتركيا.

وسمح هذا الدعم بتنفيذ 120 مشروعاً بهدف تحسين فرص الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الحماية والتعليم والصحة والمياه والصرف الصحي والحماية الاجتماعية وسبل كسب الرزق. في تركيا، من أصل 25 مبادرة يدعمها (مدد)، ثمة 10 إجراءات قيد التنفيذ حالياً في التعليم الأساسي والتعليم العالي وسبل العيش والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.

لإبقاء سوريا على رأس جدول الأعمال الدولي، ينظم الاتحاد الأوروبي مؤتمر بروكسل السنوي حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" لضمان استمرار الدعم للشعب السوري، في سوريا وفي المنطقة الأوسع.

خلال مؤتمر بروكسل السابع حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 3.8 مليارات يورو من المنح لعام 2023 وما بعده، مع 2.1 مليار يورو من المفوضية الأوروبية و1.7 مليار يورو تعهّدت بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. بالتوازي مع المساعدة الإنسانية وترسيخ الاستقرار والقدرة على الصمود، يواصل الاتحاد الأوروبي الدفع من أجل التوصل إلى حلّ سياسي شامل وموثوق للصراع السوري يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 للتخفيف من معاناة الناس والمساعدة في إنهاء الأزمة.

هل تشمل عمليات دعم التعليم في سوريا المنح التعليمية في بلدان الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال؟

لا تتضمن مشاريع التعليم المحددة في سوريا إرسال الطلاب إلى أوروبا للدراسة. تجدر الإشارة إلى أنه بموجب برنامج إيراسموس وتماشياً مع ما خلص إليه المجلس بشأن سوريا في نيسان/أبريل 2018 فإن المؤسسات العامة السورية (وبالتالي الجامعات) غير مؤهلة للحصول على تمويل بموجب Erasmus +.

ومع ذلك، ما زال ثمة مجال للمشاركة السورية فيما يتعلق بالمؤسسات الخاصة أو المنظمات غير الحكومية (المؤهلة بموجب بناء القدرات في مجال الشباب CBY)، التبادلات الافتراضية في مجالي التعليم العالي والشباب، التنقل في مجال الشباب، بناء القدرات في مجال الرياضة). ينطوي برنامج Erasmus + على الكثير من الفروع، بما في ذلك دعم الطلاب كأفراد للحصول على منح Erasmus Mundus للماجستير في أوروبا، وحيث ما زال الطلاب السوريون مؤهلين.