icon
التغطية الحية

دار التسول بريف دمشق.. الأمراض النفسية تفتك بالأطفال والجوع ينهش بأجسادهم

2024.01.18 | 14:11 دمشق

أطفال يلعبون في أحد دور الرعاية بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا - 7 نيسان 2021 (سبوتنيك)
أطفال يلعبون في إحدى دور الرعاية بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا - 7 نيسان 2021 (سبوتنيك)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تراجعت الحالة الصحية والنفسية للأطفال الموجودين في "دار التسول" بمنطقة الكسوة في ريف دمشق، بعد انسحاب النقطة الطبية التابعة لمنظمة "الهلال الأحمر السوري"، من دون أن يكون هناك سبب معلن، في وقت تعاني فيه الدار من غياب الدعم المالي.

مصدر مطلع على شؤون دار التسول، قال لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، إن انسحاب نقطة الهلال الأحمر الطبية من الدار شكل عائقاً كبيراً للحصول على العلاج المناسب للأطفال الموجودين، وازدادت حالات الأمراض النفسية والذهنية والجسدية.

وأضاف أن معظم الأطفال يعانون من مشكلات صحية، نظراً لعدم وجود غذاء متكامل، وزاد من معاناتهم اشتداد البرد مع غياب الألبسة الشتوية التي سُرقت من مستودع الدار.

وأوضح أن الأطفال الموجودين في الدار هم من المشردين في الحدائق والشوارع، وبعضٌ منهم أسرهم تخلّت عنهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة وعدم قدرتهم على تحمل نفقاتهم المادية.

من جانبها، قالت اختصاصية نفسية مشرفة على الدار، إن الأطفال الموجودين في الدار بحاجة إلى دعم كبير من جهات عدة، بسبب صعوبة حالاتهم النفسية والجسدية، لافتةً إلى أن العديد منهم مرضى نفسيون بسبب الظروفِ التي يعيشونها في الدار المتمثلة بغياب التدفئة ونقص الغذاء.

الخبز الحاف بديلاً عن الطعام

مديرة دار التسول، ميساء عدرا، قالت إن عدد الأطفال الموجودين في الدار هو 43 طفلاً، وحالتهم الصحية غير جيدة نظراً لعدم توفر الطعام الكافي لهم.

وأشارت إلى أن الدار تحصل على الدعم من قبل جمعية الكسوة الخيرية وجمعيات أخرى في المنطقة ومحيطها، وبإشراف "مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل" بريف دمشق.

وأكدت أن الدعم الذي تحصل عليه الدار قليل جداً، فعلى سبيل المثال يوزّع على الدار 30 وجبة طعام فقط، والعدد الموجود أكثر من ذلك، لهذا نعمل على تأمين القليل من البرغل والخبز لإطعام من لم يحصل على وجبة.

وأوضحت أنها تسلّمت إدارة الدار من جديد وليس لديها معلومات عن أسباب انسحاب النقطة الطبية للهلال إلى الآن.

انعدام وسائل التدفئة والإنارة

مصدر من داخل المركز، قال إن هناك صعوبة كبيرة في تأمين الطعام للأطفال، وبالتالي هم معرضون للمرض بشكل كبير لعدم توفر الغذاء الصحي لهم.

وأضاف أن الدار تفتقر إلى وسائل التدفئة المناسبة، بسبب عدم توفر المازوت أو شوفاجات، إذ توجد مدافئ كهربائية تحوي (شمعة واحدة) معلقة على جدار الغرف.

ولفت إلى أن الدار تعتمد على خط كهربائي صناعي أي أن التيار الكهربائي يتوفر من الأحد إلى الخميس صباحاً، ومن الخميس ظهراً إلى يوم الأحد التالي تكون الدار من دون تيار كهربائي ويبقى الأطفال على العتم وبلا تدفئة.

وبالنسبة للملابس الشتوية، أوضح أن الملابس المقدمة من قبل الجمعيات والمؤسسات الخيرية لا تتناسب مع الأعمار الموجودة في الدار، وأغلبيتها من البالة ومستعملة وغير جيدة للأطفال.