icon
التغطية الحية

خطوط كهرباء "ذهبية" معفاة من التقنين في سوريا مقابل رشاوى بملايين الليرات

2022.03.23 | 06:13 دمشق

20220202010212-61fa210c32ade189c7d79124jpeg.jpg
بلغت الرشاوي المدفوعة للحصول على خط كهرباء متواصلة 24 ساعة نحو نصف مليون ليرة شهرياً (AP)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال موقع "هاشتاغ سيريا" المقرب من النظام السوري إن بعض المنازل في دمشق تحصل على خطوط كهرباء "ذهبية" معفاة من التقنين مقابل دفع رشاوى لموظفين في مؤسسة الكهرباء بملايين الليرات السورية.

وأشار الموقع في تقرير إلى أن "ساعات التقنين القاسية والطويلة لا يشعر بها صاحب مكتب عقاري في إحدى مناطق المخالفات بدمشق يدعى أبو محمد حيث يعيش خارج التقنين وينعم بالكهرباء لساعات متواصلة لم تكن متاحة أصلا في أيام عز الكهرباء".

ويقول أبو محمد للموقع: "هذا النعيم الكهربائي كلف الكثير، ولكن بالدفع كلشي بصير"، ويضيف: "بلا لدة وبلا بطارية وبلا وجع راس.. خط كهرباء معفي من التقنين بنصف مليون ليرة وتبقى الطاقة متاحة في المكتب بالإضافة للتلفزيون والراوتر".

"مصدر الخط الكهربائي"

وحول مصدر الكهرباء التي يحصل عليها أبو محمد صاحب المكتب العقاري، ذكر أنه علم بوجود من يؤمن هذه الخطوط الكهربائية التي لا تخضع لتقنين من قبل أحد موظفي طوارئ الكهرباء بكلفة بلغت نصف مليون ليرة سورية شهريا وتواصل معه وتم الأمر.

"تكاليف إضافية"

وأضاف أن للخط المعفي من التقنين تكاليف إضافية حيث يحتاج إلى إصلاحات بين الوقت والآخر تصل تكاليفها إلى أكثر من 10 آلاف ليرة، بحجة القيام بإصلاحات كما يخبره من يتابعون مشروعه.

من جانب آخر، ذكر أحد الجيران من المنطقة ذاتها أنه عند قيام طوارئ الكهرباء بحملة لقمع المخالفات، يصل لأبو محمد وغيره من المستفيدين خبر الحملة قبل حصولها من أجل إطفاء الإنارة، أو إخفاء الكبل. ومن ثم يعاد تركيب الخط من جديد من قبل الأشخاص ذاتهم الذين أشرفوا على العملية برمتها.

ويؤكد موقع "هاشتاغ سيريا" أن أبو محمد ليس الوحيد الذي ينير منزله بهذه الطريقة، بل هنالك العشرات من أصحاب المحال والمنازل التي تستفيد من هذه الخطوط المعفاة من التقنين الكهربائي، سواء حول الأفران أو المستشفيات وغيرها من المراكز الحيوية. وفي كثير من الأحيان يكون ذلك بالتعاون مع موظفي الكهرباء الذين يرتشون للسكوت والمساعدة في مد هذه الخطوط، وفي أحيان كثيرة تتم سرقة خطوط كهربائية من منشآت عامة تشغل مولداتها في أثناء فترة انقطاع الكهرباء بالتعاون مع موظفي هذه المنشآت أيضاً.

"غرامة زهيدة"

من جهته، قال أحد المعنيين في مؤسسة الكهرباء للموقع: "إن الضابطة العدلية تقوم بحملات يومية دائمة ومستمرة لقمع التعديات على الشبكة الكهربائية عبر الخطوط التبادلية من قبل ضعاف النفوس ويتم تنظيم ضبوط بحق المخالفين".

وبيّن أن عقوبة التعدي على الشبكة الكهربائية "أمر خطير"، وإن ثبت تعاون أي موظف بالكهرباء مع المتعدين على الشبكة فإن عقوبته ستكون الفصل النهائي من العمل، في حين تكون عقوبة الشخص الذي يتعدى على الشبكة الكهربائية غرامة مالية تقدر بنحو 3500 ليرة سورية ومصادرة أكبال الكهرباء المخالفة، وإن أعاد المخالف اعتداءه على الشبكة تكون عقوبته أشد من ذلك، بحسب تصريحاته للموقع.

تيار من دون انقطاع للمنشآت الحيوية

وكانت وزارة الكهرباء التابعة لحكومة النظام السوري أعلنت في تشرين الثاني الماضي، عن تأمين التيار الكهربائي لبعض المشتركين 24 ساعة من دون انقطاع، بشرط اقتطاع مبلغ 300 ليرة سورية عن كل كيلوواط ساعي بدلاً عن 42 ليرة، وفقاً لتصريحات المدير العام لمؤسسة نقل الكهرباء فواز الظاهر لصحيفة الوطن المقربة من النظام.
وأكد الظاهر أنّ هذه الخدمة "مخصصة فقط لتأمين بعض الخدمات الحيوية مثل المشافي والجامعات وأن هذه الخدمة (الخطوط المعفاة من التقنين) غير متاحة للاشتراكات المنزلية أو المكاتب، لأنها غالباً ما تكون عبر الشبكة المتوسطة ولا يمكن للعدادات الأحادية التعامل معها".

وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم، ووصلت ساعات القطع في بعض المحافظات لأكثر من 15 ساعة متواصلة.