icon
التغطية الحية

خبراء دوليون: التغير المناخي مسؤول عن الجفاف الحاد في سوريا والعراق وإيران

2023.11.08 | 16:36 دمشق

الجفاف في العراق
درجات الحرارة العالية زادت من احتمالية الجفاف 25 مرة في سوريا والعراق و16 مرة في إيران - AP
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • الجفاف الحاد في سوريا والعراق وإيران ناتج عن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
  • درجات الحرارة العالية زادت من احتمالية الجفاف 25 مرة في سوريا والعراق و16 مرة في إيران.
  • الجفاف أثر على ملايين الأشخاص في المنطقة، مما أدى إلى أزمة إنسانية تتسم بالعطش والجوع والنزوح.
  • الصراعات في المنطقة تجعلها أكثر عرضة للجفاف بسبب البنية التحتية المتدهورة وضعف إدارة المياه.

وجدت دراسة أحدها خبراء مناخ دوليون أن الجفاف الحاد الذي دام ثلاث سنوات، وترك ملايين الأشخاص في سوريا والعراق وإيران يعيشون مع أزمة مياه، لم يكن ليحدث لولا تغيير المناخ الذي يسببه الإنسان.

وقالت الدراسة التي أعدتها شبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن"، المتخصصة بتحليل الرابط بين العوامل الجوية والتغيير المناخي، إن "سبب الجفاف غربي آسيا، الذي بدأ في تموز 2020، يعود في الغالب إلى أن درجات الحرارة العالية تؤدي إلى تبخر الأمطار، وزادت من احتمالية حدوث الجفاف أكثر بـ 25 مرة في سوريا والعراق و16 مرة في إيران.

ودرس فريق الخبراء الدوليين درجات الحرارة وهطول الأمطار ومستويات الرطوبة، وقارنوا ما حدث في السنوات الثلاث الماضية بعمليات محاكاة حاسوبية متعددة للظروف في عالم خالٍ من تغيير المناخ الذي يسببه الإنسان.

الصراع يجعل المنطقة أكثر عرضة للجفاف

وذكر مؤلف الدراسة، العالم في الكلية الملكية البريطانية، فريدريك أوتو، أنه من دون ارتفاع درجات حرارة العالم بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر "لن يكون هناك جفاف على الإطلاق"، مضيفاً أن "حالة تغير المناخ الذي يؤدي إلى تكثيف الظروف الجافة بشكل غير طبيعي إلى أزمة إنسانية تركت الناس عطشى وجائعين ونازحين".

وذكر أوتو إلى أن "عمليات المحاكاة الحاسوبية لم تجد بصمات ملحوظة لتغير المناخ في انخفاض هطول الأمطار، والذي كان منخفضاً ولكنه ليس نادراً جداً"، موضحاً أن "تبخر الماء في البحيرات والأنهار والأراضي الرطبة والتربة كان أعلى بكثير مما كان يمكن أن يكون عليه لولا ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ".

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، أستاذ علم المناخ في جامعة سمنان الإيرانية، محمد رحيمي إن "تغيير المناخ العالمي الذي يسببه الإنسان يجعل الحياة أكثر صعوبة إلى حد كبير بالنسبة لعشرات الملايين من الناس غربي آسيا"، مضيفاً أنه "مع كل درجة من درجات الحرارة في سوريا، سيصبح العراق وإيران مكانين أكثر صعوبة للعيش فيهما".

من جهتها، قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة من مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، رنا الحاج، إن الجفاف "ليس أمراً غير عادي في منطقة الشرق الأوسط"، لافتة إلى أن "الصراع، بما في ذلك الحرب الأهلية في سوريا، تجعل المنطقة أكثر عرضة للجفاف بسبب البنية التحتية المتدهورة، وضعف إدارة المياه".

وأشار الباحث في الكلية الملكية البريطانية إلى أن ذلك "يمس حدود ما يستطيع بعض الناس التكيف معه"، موضحاً أنه "طالما نواصل حرق الوقود الأحفوري، أو حتى منح تراخيص جديدة لاستكشاف حقول النفط والغاز الجديدة، فإن هذه الأحداث ستزداد سوءاً، وستستمر في تدمير سبل العيش والحفاظ على أسعار المواد الغذائية مرتفعة، وتلك مشكلة في جميع أنحاء العالم".