icon
التغطية الحية

حواجز الجمارك و"المالبورو" في استقبال زائري "حضن" الوطن

2023.11.06 | 13:02 دمشق

حواجز الجمارك و"المالبورو" في استقبال زائري "حضن" الوطن
حاجز لقوات النظام السوري ـ AFP
تلفزيون سوريا ـ سامي جمعة
+A
حجم الخط
-A

بعد حرمانه من رؤية عائلته وأقاربه لنحو عشر سنوات، قرر حامد أنطاكي المغامرة بالعودة إلى مدينته حلب، بعد التأكد من أن اسمه غير موجود في لوائح المطلوبين التي تضم مئات آلاف السوريين المهجرين والنازحين.

تسعيرة حواجز النظام

ولعل أول دلالات انهيار العملة كما يقول "أنطاكي" هو فرق "تسعيرة" حواجز النظام، ففي طريق عودته من مطار بيروت إلى دمشق، توجب عليه المرور على نحو سبعة حواجز منها للجمارك وأخرى للفرقة الرابعة وغيرها.

يقول حامد لـموقع تلفزيون سوريا، "عندما سافرت نهاية 2013 كان آخر ما أذكره من فساد في سوريا هو حاجز الـ"200" ليرة، لكن اليوم باتت التسعيرة 15 ألف ليرة من كل سيارة ذاهبة أو عائدة من بيروت".

ويضيف حامد بأنه اضطر لدفع نحو 250 دولارا للحواجز عدا أجور المواصلات التي يتم احتسابها بالدولار أيضا، وكذلك الأمر تم مصادرة بعض ملابسه رغم أنها مستعملة وليست جديدة.

وأشار إلى أنه تجنب شراء الهدايا من الخارج كما نبهه أقاربه، وحمل معه "باكيتين" مارلبورو لحاجز الفرقة الرابعة التي أبقت هذه الإتاوة ثابتة طيلة سنوات الحرب ولا تزال قائمة حتى اليوم.

"حاجز المالبورو" خط أحمر

أثار منشور للسيناريست والكاتب السوري رامي كوسا، حفيظة مؤيدي النظام إذ أنه ومن منظورهم قد تجاوز الخط الأحمر بانتقاد "مؤسسة الجيش"، والتي يجب أن تبقى فوق النقد.

ووجه كوسا بمنشور على صفحته في "فيس بوك" النقد لحاجز يتبع للفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد والذي يسمى "حاجز المالبورو"، وكتب: "من مطار إسطنبول، لمطار بيروت، لنقطة المصنع اللبنانية، عوملت بكل احترام، على حاجز أمن الرابعة، قال البروتين ممنوع، وأخدو من الشوفير 3 باكيتات مارلبورو زيادة حتى خلونا نفوتهن".

وبدأت التعليقات بمطالبته بالتفريق بين "الجيش" و"الفرقة الرابعة" حيث أن الجيش ينتشر لمواجهة العصابات "الإرهابية" في حين أن من يسيطر على حاجز "المالبورو" هم مجموعة فارين من وجه العدالة استأجرتهم الفرقة الرابعة برواتب يومية.

في حين طالبت إحداهن كوسا التمييز بين الفرقة الرابعة و"أمن" الفرقة الرابعة، وكأن أمن الفرقة الرابعة يتبع "للمسلحين المخربين" والفرقة الرابعة" تتبع لـ"جيش الوطن".

المالبورو قبل "البطاقات الشخصية"

يقول محمد لموقع تلفزيون سوريا وهو سائق تكسي على خط بيروت - دمشق: "في سوريا باتت الحواجز الأمنية بمثابة حصالة مالية تقتطع من المسافرين بضائع وعملة بالقطع الأجنبي يورو ودولار، ولا يخفى على أحد أسماء تلك الحواجز التي اشتهرت بها مثل حواجز المليون التي تتقاضى مبلغ مليون ليرة على كل سيارة خضار وفواكه تعبر الحاجز وكذلك حاجز المالبورو الذي يطلب من كل تكسي قادمة من لبنان أن يقدم علبتين أو ثلاث علب مالبورو للحاجز، قبل أن يدقق على المعلومات الشخصية للمسافرين، عدا عن المواد التي تتم مصادرتها وخصوصا من الوافدين من الدول الأوروبية مثل العطور والشوكولا وبعض الهدايا".

ويضيف محمد  أن حاجز المالبورو صادر إحدى المرات لعبة طفل وهي عبارة عن طائرة صغيرة بجهاز تحكم ربما ترتفع بضع أمتار ليس أكثر، وكانت الحجة أن الإرهابيين يستخدمون قطع من هذه الطائرة لتصنيع الدرونز".

ولفت محمد إلى أن "المالبورو شيء لا بد منه للمرور مع تفتيش شكلي، ولأحد زملائه تجربة سيئة مع الحاجز حيث أنه تجاهل عن قصد تقديم الدخان للحاجز، ليتم بعدها تفتيش كل أجزاء السيارة وفك أضواء الإنارة الخلفية ونبش كل أمتعة المسافرين وذلك عقوبة لعدم تقديم دخان المالبورو".

الإتاوات ضمن أجرة الطريق إلى دمشق

أبو ناصر مواطن سوري يقيم في برلين، وفي زيارته الأولى لسوريا بعد أن تأكد عبر "فيش رباعي" بأن وضعه الأمني "سالك" لدى النظام، قرر زيارة والدته في بلدة جسرين بريف دمشق، يقول لـموقع تلفزيون سوريا: "أجرة الطريق من بيروت لدمشق تتضمن الإتاوات التي تفرضها حواجز النظام وعلى رأسها حاجز الفرقة الرابعة، تدخل ضمن الأجرة التي يتقاضاها أصحاب السيارات العاملة على خط بيروت، فإلى جانب أجرة النقل التي تحسب بالدولار يُضاف ثمن علبتين دخان من نوع مارلبورو حصراً، لعناصر حاجز الرابعة، ورغم ذلك صادر عنصر من الحاجز دواء مقطوعا في سوريا، أحضرته معي لأحد أقاربي، فطلب مني السائق دفع 150 يورو حتى يتم استرداد الدواء الذي لا يتجاوز ثمنه 17 يورو، وهنا يجب الانتباه لعدم عرض الرشوة بشكل مباشر على العناصر وإنما عبر السائق".

ومن الحوادث التي يرويها أبو ناصر أن راكبا من مواليد قرية عتيل في السويداء، وكان قادما معه من بيروت لزيارة أهله في جرمانا، تعرض لتهكم وسخرية من أحد عناصر الحاجز وقال له بلهجته "شو يا أهل السويداء بدكن تسقطوا النظام.. اطمن الرابعة باقية لو تسقطوا مية نظام".