icon
التغطية الحية

"حنين للمة العائلة".. كيف يقضي السوريون شهر رمضان بأوروبا؟

2023.04.18 | 16:26 دمشق

إفطار جماعي في شهر رمضان بمدينة روتردام، هولندا، نيسان/أبريل 2023 (تلفزيون سوريا)
إفطار جماعي في شهر رمضان بمدينة روتردام، هولندا، نيسان/أبريل 2023 (تلفزيون سوريا)
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

يمر شهر رمضان المبارك على معظم اللاجئين السوريين في هولندا وسط مشاعر من الغربة والحنين إلى "لمة العائلة" التي يفتقدونها منذ أن غادروا وطنهم الأم لا سيما الشباب العُزاب الذين تزداد مشاعر الألم لديهم في هذا الشهر في ظل "الوحدة" التي يعيشونها.

ويقول يوسف، لاجئ سوري يقيم قرب بلدية بايناكر جنوب هولندا: "رغم خروجنا من سوريا منذ ما يقارب الثمانية أعوام لكننا نفتقد لأجواء شهر رمضان التي كنا نعيشها في دمشق"، مضيفاً "لذلك نحاول أن نصنع ظروفا مشابهة لتلك الأجواء".

احتفالاً بشهر رمضان زيّن يوسف منزله لكي يُسعد أطفاله، ويقول في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، "نريدهم أن يبقوا مرتبطين بثقافتنا الإسلامية والعربية".

وللتغلب على شعور الغربة يقوم يوسف الذي لا يملك أقارب له في هولندا بإقامة وليمة إفطار كل نهاية أسبوع لأحد من أصدقائه وعوائلهم ويقول "أشعر بالسعادة عندما نلتم أنا وأصدقائي وعوائلهم على مائدة الإفطار".

أما قرب مدينة دنهاخ، ينظّم بعض اللاجئين السوريين بالتعاون مع مكتبة المنطقة ومنظمة "مساعدة اللاجئين" إفطاراً جماعياً في المكتبة.

ويعد الإفطار الجماعي متنفساً يخفف من العزلة الاجتماعية، وخاصة برمضان الذي يرتبط بذاكرة السوريين بأنه شهر الأجواء العائلية والموائد العامرة.

في الإفطار الجماعي، تشترك العائلات والأفراد في تجهيز وإعداد المائدة، حيث تحضّر كل عائلة نوعا معينا من الطعام أو الحلويات أو المشروبات لتقديمه على مائدة الإفطار، بحسب ما يقوله اللاجئ السوري "محمد. ع" لموقع "تلفزيون سوريا".

ويشارك بعض المتطوعين الهولنديين السوريين في إفطارهم الجماعي للتعرف على الأجواء والثقافة السورية في الشهر المبارك.

إفطارات شبابية.. والمطاعم متنفس للسوريين

أكثر من يشعر بالغربة والحنين للمة العائلة هم الشبان العُزاب، ويقول اللاجئ السوري "علي ك" المقيم قرب أمستردام: "أنا أعمل خمسة أيام في الأسبوع وعندما أعود من العمل يتوجب علي أنا أٌعد الإفطار لكني أكون متعبا في معظم الأحيان وبعد أن أُعد الطعام أقوم بتناوله لوحدي".

ويضيف علي في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، "حقيقة أشعر بكم كبير من الحنين لعائلتي وأمي التي كانت لا تتناول طعام الإفطار حتى آتي من العمل عندما كنت بسوريا".

ويقول علي"نقوم في بعض الأحيان أنا وبعض أصدقائي بإعداد ولائم إفطار حيث نطبخ سوية لا سيما في نهاية الأسبوع"، ويضيف "ونذهب أيضاً أحياناً إلى المطاعم لتناول الطعام السوري خصوصاً الأكلات التي يصعب علينا إعدادها".

كما ينظم أحياناً بعض أبناء الجاليات المغربية أو التركية إفطارات جماعية في المساجد أو الساحات العامة كان آخرها قبل أيام في مدينة روتردام.

إفطار جماعي في شهر رمضان بمدينة روتردام، هولندا، نيسان/أبريل 2023 (تلفزيون سوريا)
إفطار جماعي في شهر رمضان بمدينة روتردام، هولندا، نيسان/أبريل 2023 (تلفزيون سوريا)

السويد.. حياة اجتماعية أقل

أما في السويد فيعاني السوريون من حياة اجتماعية وأنشطة أقل بحسب ما قال عدد منهم لموقع "تلفزيون سوريا"، ورغم ذلك يحاول العديد منهم تحدي الحياة الرتيبة والطقس البارد.

ويقوم اللاجئ السوري "مالك ج" المقيم في مدينة مالمو بدعوة أصدقائه إلى أحد المطاعم في المدينة لتناول الإفطار ويقول مالك "يصنع القائمون على المطعم أجواء جميلة ومشابهة لأجواء سوريا في رمضان".

وفي السويد أيضاً يتبادل محمود وبعض أقاربه وأقارب زوجته دعوات ولائم الإفطار كل نهاية أسبوع.

ويقول محمود: "نحاول أن نحافظ على أواصر القربى بيننا رغم بعد المسافات خصوصاً أننا نعيش في السويد حيث لا توجد كثير من العلاقات الاجتماعية بسبب الطقس البارد دائماً"، مضيفاً "أشعر بالفرح حين أرى أطفالنا تلعب مع أطفال أقاربنا نحاول أن نخفف عليهم صعوبة الغربة".

بدوره، يقول "محمد ك" المقيم في مدينة استوكهولم إن المساجد تنظم أحياناً إفطارات جماعية للصائمين، مضيفاً "وأذهب أنا وبعض أصدقائي ونشاركهم الإفطار".

إفطارات في المساجد

أجواء رمضان لدى السوريين في ألمانيا ليست بعيدة أيضاً عن الأجواء في هولندا والسويد حيث يقوم العديد منهم في عدة بلديات بتنظيم إفطارات جماعية.

ويقول السوري "حسام غ" المقيم في مدينة كولن والذي يملك العديد من أقاربه في الدول الأوروبية "حقيقة أنا محظوظ وشعوري بالغربة أقل من غيري كون العديد من أقاربي وأقارب زوجتي يقيمون في ألمانيا".

ويضيف حسام: "في كل نهاية أسبوع نجتمع لتناول طعام الإفطار معاً وأحياناً في أيام ضمن الأسبوع".

وكما هو حال الشبان العزاب في هولندا والسويد يشعر أيضاً العزاب السوريين في ألمانيا بذات الغربة والحنين لا سيما من يعيشون في القرى الصغيرة التي تفتقد للجالية العربية والمسلمة.

وتنظم بعض الجاليات المسلمة في بعض المدن الألمانية أحياناً بعض الإفطارات في المساجد أو المراكز الإسلامية.

وعلى مدار العشرة أعوام الماضية هرب من سوريا مئات آلاف السوريين إلى الدول الأوروبية خصوصاً ألمانيا والسويد وهولندا، وحصل العديد منهم على جنسيات تلك الدول فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة.