icon
التغطية الحية

جحيم "الغولاك السوري: سجون الأسد 1970- 2020" لـ جابر بكر وأوغور أوميت أنغور

2022.05.15 | 03:11 دمشق

sjwn-_tlfzywn_swrya_ghwlak.jpg
+A
حجم الخط
-A

"الغولاك السوري: سجون الأسد 1970- 2020" كتابٌ بحثي من تأليف الباحث والروائي السوري جابر بكر وأستاذ دراسات الهولوكوست في جامعة أمستردام أوغور أوميت أنغور، صدر حديثاً عن دار (BOOM) العريقة للنشر في هولندا.

والكتاب الذي استمد تسميته (الغولاك/ Gulag) من معسكرات الاعتقال السوفييتية المرعبة، يكشف عن المعتقلات والسجون السورية في عهد نظام الأسدين الأب والابن، والتي لم تكن تقلّ رعباً عن السوفييتية. كما توفر الرسوم التوضيحية الأصلية في الكتاب، والتي تُنشر لأول مرة، إثباتات غاية في الدقة.

عندما ثار السوريون على نظام الأسد في آذار عام 2011، واجه الأخير المتظاهرين بعنف لا مثيل له. كما تم القبض على مئات الآلاف من الأشخاص وسجنهم وتعذيبهم وتصفيتهم في مراكز الاعتقال.

وكان لعمليات الاعتقال التعسفية والاختفاء القسري تأثير عميق على سوريا والشرق الأوسط. فالاعتقال أضحى السمة الأساسية لتاريخ سوريا الحديث، ولكن السرية الصارمة والرقابة التي تحيط بـ غولاك سوريا جعلت البحث فيه مستحيلًا حتى الآن، بحسب ما جاء في تقديم الكتاب.

قصص ودهاليز "الغولاك السوري"

يستند كتاب "الغولاك السوري: سجون الأسد 1970- 2020" إلى مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك المقابلات والتقارير، والمصادر الخاصة، والمذكرات، والرسوم التوضيحية والخرائط والصور، والتاريخ الشفوي، وبيانات وسائل التواصل الاجتماعي.

ويسلّط الكتاب الضوء على أساليب الاعتقال الممنهجة، ويكشف المنظومة المخابراتية وفروعها المعقدة ومركزيتها المتمثلة بضابط الارتباط الذي يدير العمليات من داخل مكتبه في القصر الجمهوري. كما يفكك آلية عمل ضباط الصف في الفروع الأمنية ودورهم في تحديد مصائر المعتقلين والتحكّم بحيواتهم. وكل ذلك يتم ضمن خطط أشبه بفوضى منظّمة ترسمها عقليات شيطانية متخصصة.

ويتحدث أيضاً عن التلاعب بهويات المعتقلين وتزويرها، وعن تغيير حروف اسم المعتقل بهدف تغييبه وإخفائه، وعن الأرقام التي تُمنح للمعتقلين ما يجعل البحث عنهم من قبل ذويهم أشدّ عذاباً وقسوة من عذابات المعتقل نفسه.

والكتاب الذي صدر بالنسخة الهولندية (De Syrische goelag De gevangenissen van Assad, 1970‑2020) وقريباً سيصدر بنسخة عربية وإنكليزية؛ يصوّر أيضاً الضحايا والجناة في علاقاتهم المتبادلة داخل تلك السجون التي بلا شك من أكثر السجون رعباً في العالم. ويعدّ الكتاب وثيقة تاريخية غاية في الأهمية عن سجون الأسد ومعسكرات اعتقاله.

مؤلفا الكتاب

  • أوغور أوميت أنغور: أكاديمي هولندي من أصول تركية، وأستاذ دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعيّة في جامعة أمستردام ومعهد  (NIOD). ذاع صيته في الآونة الأخيرة عقب نشر "الغارديان" تقريرها عن مجزرة حي التضامن، بوصفه قائد الفريق الذي كشف عن تلك المجزرة وأشرف على التحقيق والكشف عن المجرمين المشاركين فيها.

ونشر أنغور العديد من الكتب والمقالات التي تناولت جوانب مختلفة من حالات الإبادة الجماعية.

  • جابر بكر: باحث سوري وصانع أفلام وثائقيّة وروائي وناشط حقوقي. اعتُقل بين عامي 2002- 2004 في سجن صيدنايا العسكري (المسلخ البشري) شمال العاصمة السورية دمشق.

مسؤول عن ملف سوريا في مركز الدفاع عن الحريات الثقافية والإعلامية (سكايز) في مؤسسة سمير قصير، ومدير المحتوى في مشروع "تحرير سجن تدمر" من تنفيذ شبكة "ناجون".

ولبكر رواية حملت عنوان "601 المحاكمات الإلهية" (2017). وهي قصّة واقعية مدعّمة بالوثائق والشهود تتناول تفاصيل مرعبة عن مشفى 601 العسكري بدمشق، والذي شكّل مسلخاً آخر من مسالخ النظام.

ومن أعماله الأدبية أيضاً، رواية "باب الفراديس- الرسائل المفقودة لغيلان الدمشقي" (2020).

 

غواالاغ.jpg