خرج العشرات من أبناء درعا البلد في حافلات "التهجير" نحو الشمال السوري، عبر معبر سجنة، وذلك بعد اتفاق توصلت إليه كل من لجنة التفاوض في مدينة درعا واللجنة الأمنية التابعة لنظام الأسد.
وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا إن الحافلات حملت 50 شخصاً، 23 منهم هُجّروا بطلب من النظام في حين أن 27 شخصاً فضّلوا الخروج طواعية من دون إجبار.
وأضاف أن معظم الأشخاص الذين خرجوا بشكل طوعي هم من أبناء درعا المحطة – الواقعة تحت سيطرة النظام - مشيراً إلى أن أحداً لم يمنعهم.
يأتي ذلك في وقت يصر فيه نظام الأسد على شروطه القديمة التي لطالما اعتبرتها لجنة التفاوض "شروطاً تعجيزية"، والتي يضع في مقدمتها تهجير غير الراغبين في البقاء إلى الشمال السوري، وتسليم السلاح الخفيف بشكل كامل، ونشر نقاط عسكرية داخل درعا البلد ومحيطها، وإعادة دخول "النظام" إلى مخفر الشرطة، وإجراء تسويات للمطلوبين، إضافة إلى القيام بعمليات تفتيش شاملة حتّى المنازل.
وركّز النظام ضمن أحد بنود شروطه على تهجير الشابين محمد المسالمة الملقّب بـ "الهفو"، ومؤيد حرفوش الملقّب بـ "أبو طعجة"، في حين لم يؤكد المصدر إذا ما كانا قد خرجا ضمن هذه الدفعة.
وكان ثمانية مهجّرين من أحياء درعا البلد قد وصلوا، في وقتٍ سابق أمس، إلى مدينة الباب التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري في ريف حلب الشرقي.
وكانت وسائل إعلام موالية لـ"النظام" قد ذكرت، في وقتٍ سابق أمس، أنّ "قوات النظام مدّدت المهلة الممنوحة للإرهابيين - وفق زعمها - المتحصنّين في حي درعا البلد، حتى صباح اليوم الخميس، للخروج إلى الشمال السوري وتسليم سلاحهم".
يشار إلى أنّ نظام الأسد دفع، خلال الأيام الماضية، بتعزيزات عسكرية ضخمة تضم عشرات الدبابات وناقلات الجند والآليات الثقيلة إلى أطراف درعا البلد، الأمر الذي اعتبره ناشطون تجهيزاً لمحاولة اقتحام المنطقة التي يحاصرها "النظام"، منذ أكثر من شهرين.