icon
التغطية الحية

تقرير حقوقي: قمع احتجاجات السويداء سياسة أمنية متجذرة وليس رد فعل على التجاوزات

2022.12.09 | 16:20 دمشق

اقتحام متظاهرين مبنى المحافظة في مدينة السويداء - 4 من كانون الأول 2022 (الأناضول)
اقتحام متظاهرين مبنى المحافظة في مدينة السويداء - 4 من كانون الأول 2022 (الأناضول)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء أحداث العنف التي اندلعت خلال تظاهرات شارك فيها المئات بمدينة السويداء احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وقال المرصد في بيان، إنّه وثّق إطلاق أجهزة النظام الأمنية الرصاص الحي على محتجين في محيط مبنى محافظة السويداء، يوم الأحد الماضي، ما أسفر عن مقتل الشاب مراد المتني وإصابة عدد من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بوقف تدهور الأوضاع المعيشية، ومعالجة التجاوزات الأمنية، وهتف بعضهم بإسقاط النظام.

لا يمكن تبرير عنف النظام تجاه المتظاهرين

وأشار إلى أنّ مئات السوريين تظاهروا سلمياً في مدينة السويداء الأحد المنصرم، ثم تطورت الأمور إلى اقتحام أعداد منهم مبنى المحافظة وإضرام النار في جزء منه وإتلاف محتوياته، وإحراق سيارة تابعة للأمن في محيط المبنى. وفي غضون، أطلقت أجهزة النظام الأمنية النار بشكل عشوائي ومباشر على المحتجين، وفرّقت ولاحقت جميع مظاهر الاحتجاج.

وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّ استخدام أجهزة النظام الأمنية للقوة المفرطة في قمع الاحتجاجات، ولا سيما الرصاص الحي، لا يمكن تبريره باستخدام بعض المتظاهرين للعنف، إذ ينتهج النظام السوري وأجهزته الأمنية والميليشيات المتحالفة معه أساليب وحشية لقمع الاحتجاجات الشعبية منذ انطلاقها في آذار 2011، وسقط إثر ذلك آلاف القتلى والجرحى من المتظاهرين السلميين العزّل.

النظام السورية يتبع سياسة التشويه والتخوين لشرعنة القمع

ونبّه البيان إلى أنّ النظام السوري والأجهزة التابعة له تتبع سياسة تشويه وتخوين جميع أشكال الاحتجاج والتعبير عن الرأي لشرعنة وتسهيل عمليات القمع العنيفة، إذ عمد الإعلام الرسمي والناشطون الموالون للنظام إلى وصف المتظاهرين بـ"الخارجين عن القانون" و"الخونة"، وركّزوا على إبراز أعمال التخريب التي قام بها بعض المحتجين للتحريض على التعامل العنيف معهم، وتجاهلوا المطالب الأساسية للاحتجاجات.

ولفت إلى أن السكان في محافظة السويداء يعانون من أزمات كبيرة ومتفاقمة منذ عدة أشهر، بما فيها قطع الدعم الحكومي عن مئات الآلاف منهم، إذ بات 90 في المئة من السكّان تحت خط الفقر، وأصبحوا يعانون بشكل دائم من انقطاع شبه كلي للمحروقات والكهرباء، وخاصة مع الأجواء الباردة في فصل الشتاء.

وأشار إلى أنّ المحافظة تعاني من نزاعات مسلحة متكررة بين مجموعات مسلحة غير رسمية مرتبطة بأجهزة النظام الأمنية، فضلاً عن ممارسة هذه المجموعات مضايقات مختلفة للسكان، وتنفيذ مهام تعسفية وغير قانونية لمصلحة أجهزة الأمن ومتنفذين فيها، ما أسهم في مضاعفة معاناة السكان وفرض أجواء من الخوف والترهيب في المحافظة.