icon
التغطية الحية

تقرير: تحركات النظام السوري للتحكم بإدخال المساعدات تثير مخاوف النازحين

2023.07.15 | 02:38 دمشق

تقرير: تحركات النظام السوري للتحكم بإدخال المساعدات تثير مخاوف النازحين
مساعدات عبر الحدود التركية السورية
 تلفزيون سوريا- وكالات
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع تمديد تفويض الأمم المتحدة الخاص بتوصيل المساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا.
  • يخشى النازحون السوريون من أن يؤدي هذا إلى منع دخول المساعدات إليهم، مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.
  • يسعى النظام السوري إلى فرض سيطرته على آلية إدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا.
  • قال موظفو المساعدات إن مستقبل واحدة من أكبر العمليات الإنسانية في العالم "محاط بالشكوك".
  • يقيم في شمال غربي سوريا 4.5 مليون شخص، نزح منهم مليونان و900 ألف شخص خلال الصراع.
  • قال عبد السلام ضيف، كبير المستشارين الاستراتيجيين في منظمة سوريا للإغاثة والتنمية: "هذا هو السيناريو الأسوأ".
  • طلب النظام السوري من الأمين العام للأمم المتحدة، منع موظفي الأمم المتحدة من الاتصال مع ما وصفها بـ "المنظمات والجماعات الإرهابية والكيانات الإدارية غير الشرعية التابعة لها".
  • يخشى النازحون السوريون من أن يؤدي هذا إلى منع دخول المساعدات إلى شمال غربي سوريا، ما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

يعرب النازحون السوريون الذين فروا من مناطق سيطرة نظام الأسد، عن قلقهم من منع رئيس النظام السوري إدخال المساعدات التي يحتاجون إليها، في ظل تحرك قواته لفرض سيطرتها على عمليات دخول مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غربي البلاد، آخر معاقل المعارضة في الداخل السوري.

ووفق تقرير أوردته وكالة رويترز أمس الجمعة، فقد جاء استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) هذا الأسبوع لمنع تمديد تفويض مجلس الأمن الخاص بتوصيل المساعدات، في مصلحة رئيس النظام الذي يسعى إلى فرض سيطرته على آلية إدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا.

وقال موظفو المساعدات إن مستقبل واحدة من أكبر العمليات الإنسانية في العالم "محاط بالشكوك"، إذ تثير مطالبات دمشق "بالتعاون والتنسيق الكاملين مع حكومة النظام السوري"، مخاوف من تعقيدات ضخمة تعطل عملهم.

الخوف يعتري النازحين السوريين في مخيمات الشمال

ونقل التقرير عن "أبو أحمد عبيد"، وهو أب لسبعة أطفال ويعيش في أحد مخيمات شمال غربي سوريا منذ فراره في 2018 من منزله بمنطقة خاضعة لسيطرة النظام قوله: "من أول ما سمعنا بالقرار، كل عوائل المخيم ضايعين مشربكين خايفين". وأضاف: "نعتمد على هالمساعدات لكل شي، الطبية، الغذائية... كله".

أما خالد الإدلبي (27 عاماً) الذي فر من منزله في عام 2019، فقد قال عبر الهاتف إن الأسد "هو الشخص المسؤول عن مأساة هاي الناس وهاي الأهالي، فكيف رح يكون هو المسؤول عن إغاثتهم؟".

مليونا شخص يقيمون في المخيمات

وتدفق سوريون على شمال غرب البلاد من جميع أنحاء سوريا بعدما استعاد الأسد، بدعم من روسيا وإيران، السيطرة على الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة في المراحل الأخيرة من الحرب التي اندلعت عام 2011.

ويقيم في شمال غربي البلاد 4.5 مليون شخص، نزح منهم مليونان و900 ألف شخص خلال الصراع الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف منذ اندلاعه إثر احتجاجات مناهضة للنظام قوبلت باستخدام القوة المميتة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو مليوني شخص يعيشون في مخيمات.

تعقيدات إدخال المساعدات عبر الحدود

ولطالما نسقت منظمات غير حكومية ودول بمفردها إرسال قوافل مساعدات من طرف واحد إلى الشمال الغربي، لكن منظمات الأمم المتحدة لن تجتاز المعبر بدون موافقة النظام السوري أو مجلس الأمن الذي لم يوافق يوم الإثنين الفائت على إرسال المساعدات، إذ واجهت الدول الأعضاء صعوبة في إقناع روسيا بتمديد عملية إرسال المساعدات لأكثر من ستة أشهر.

حينذاك، أبدى نظام الأسد موافقته على استمرار دخول المساعدات من تركيا من خلال معبر باب الهوى لستة أشهر، بالرغم من رفضه الدائم للعملية بوصفها "انتهاكاً" لسيادته، قائلاً إن المساعدات ينبغي توصيلها من مناطق سيطرته.

وبحسب التقرير، فإن ذلك يشكل بالنسبة للأسد أحدث حلقة في سلسلة من التطورات التي صبت في مصلحته على الساحة الدولية، بعد عودته لجامعة الدول العربية. كما يُنظر إلى هذا التحرك على أنه يتيح للأسد مصدراً محتملاً للنفوذ مع دول الغرب التي تمول المساعدات إلى حد كبير ويمنحه أداة لممارسة الضغوط على منطقة معارضة تسيطر عليها جماعات مسلحة قاتلت للإطاحة به.

السيناريو الأسوأ

من جهته، قال عبد السلام ضيف، كبير المستشارين الاستراتيجيين في منظمة سوريا للإغاثة والتنمية التي مقرها الولايات المتحدة: "هذا هو السيناريو الأسوأ". وأضاف: "إذا أصبح هذا في يد النظام، فعندئذ قد يكون للنظام أن يوقفه في أي وقت. إنه يحاول محو كل ما تم بناؤه على مدى السنوات العشر الماضية والاستيلاء عليه".

وطلب النظام السوري في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، منع موظفي الأمم المتحدة من الاتصال مع ما وصفها بـ "المنظمات والجماعات الإرهابية والكيانات الإدارية غير الشرعية التابعة لها"، في إشارة إلى "حكومة الإنقاذ" و"هيئة تحرير الشام" في إدلب.

وغالباً ما يصف النظام أي شخص يعارضه بأنه "إرهابي" وطبق هذا المفهوم أيضاً على المنظمات الأخرى العاملة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، من بينهم عمال الإنقاذ (الخوذ البيضاء).

وأضاف النظام السوري في رسالته أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري سيُسمح لهما بتوزيع المساعدات" في شمال غربي البلاد.

وفي حين ترفض "هيئة تحرير الشام" التعاون مع منظمة "الهلال الأحمر العربي السوري" بشأن إدخال المساعدات، تفيد المستشارة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تقدم مساعدات عبر الحدود في سوريا برعاية الأمم المتحدة، لكنها "مستعدة لتقديم الدعم بطرق في حدود قدراتنا وبالتنسيق مع جميع الجهات الفاعلة على الأرض"، وفق ما نقل التقرير.