icon
التغطية الحية

تفاوت بين الإيجابيات والسلبيات.. أغنام الشمال السوري مقصد لتركيا ودول الخليج

2023.05.12 | 17:22 دمشق

ئءؤر
التصدير أنعش حركة البيع وتربية الأغنام في الشمال السوري وساعد المزارعين على بيع الأغنام بأسعار مقبولة - AFP
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

لجأ عشرات من مالكي المواشي في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمالي البلاد، وتحديداً في منطقة "نبع السلام" شرقي الفرات، إلى تصدير جزء من الأغنام نحو الأراضي التركية، ومنها إلى بعض دول الخليج خلال الأسابيع الماضية، بالاتفاق مع شركات تركية محددة برعاية ولاية شانلي أورفا.

ورغم أن التجار وأصحاب المواشي يؤكدون أن الخطوة تعود بالفائدة عليهم للمضي قدماً في مهنة تربية الأغنام وتجنب الخسائر نتيجة شح خيارات التصدير، يرى مدنيون أن تصدير المواشي قد يضاعف أسعار اللحوم ويهدد الثروة الحيوانية في المنطقة.

تصدير المواشي على دفعات

أكد المجلسان المحليان في مدينتي تل أبيض ورأس العين في "نبع السلام" شرقي الفرات، لجوء العشرات من تجار المواشي في المنطقة لبيع رؤوس الأغنام لشركة تركية، تقوم بدورها بتصدير الماشية نحو عدة دول عربية.

وقال مدير المكتب الزراعي في مجلس رأس العين المحلي، عمر حمود، إنّ مربح تجار الأغنام يكمن ببيع الخروف (الذكر)، ومنذ سنوات كانت عملية التصدير تتم في الغالب نحو مدينة حلب، وبعد انتهاء عملية "نبع السلام" التركية، باتت تركيا هي المنفذ الوحيد للتصدير، فتقدمت المجالس المحلية بطلبات للجانب التركي بتصدير الخراف الذكور حصراً، للحفاظ على بقية القطيع.

وأضاف حمود في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن الجانب التركي وافق على عملية التصدير، بعد تلقي الخراف كافة اللقاحات الوقائية المطلوبة، وبدأت العملية منذ 12 كانون الثاني 2023، وتوقفت بشكل مؤقت في 27 آذار الماضي.

وأفاد حمود بأن عدد الخراف التي تم تصديرها خلال هذه الفترة تجاوز 5 آلاف، مضيفاً أن التصدير أنعش حركة البيع وتربية الأغنام في المنطقة، وساعد المزارعين على بيع الأغنام بأسعار مقبولة، بعد تدني الأسعار خلال العامين الماضيين نتيجة الجفاف.

لا اتفاق بخصوص عدد الأغنام

ذكر مصدر في مجلس تل أبيض المحلي بريف الرقة، أن "إخراج الأغنام من منطقة "نبع السلام" بدأ مطلع عام 2023 بعد جهود كبيرة من التواصل مع الجانب التركي بسبب حاجة المنطقة لعملية التصدير لتنشيط السوق المحلية ودعم مربي المواشي وخلق حلقة اقتصادية متكاملة للثروة الحيوانية".

وأكد المصدر في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن المسؤول عن عملية التصدير هو المكتب الزراعي في المجلس المحلي، حيث يتم شراء ذكور الأغنام فقط وحجرها صحياً فترة من الزمن في سوريا للتأكد من سلامتها من أي مرضٍ معدٍ".

ويتم شراء الأغنام من مربي المواشي عن طريق مندوبين من المكتب الزراعي بشكل مباشر وتجميعها بنقطة معينة ليتم حجرها فترة من الزمن للتأكد من خلوها من أي مرض، وأنها قد تلقت جميع اللقاحات اللازمة.

ووفقاً للمصدر، فإن إخراج الأغنام من المنطقة يتم بالتنسيق مع وزارة الزراعة التركية بعد استخراج شهادة منشأ من المجلس المحلي في تل أبيض، مضيفاً: "تم تصدير ما يقارب 5000 رأس غنم حتى الآن، وعملية التصدير ما زالت متواترة ومرتبطة بعملية جمع المواشي ومنحها اللقاحات اللازمة وحجرها صحياً".

ما الدول المستوردة للأغنام؟

في وقت سابق تحدث السياسي السوري محمد أبو النصر، عن حصول شركة تركية - قيل إن مالكها مقرب من أحد الولاة في الجنوب التركي- على إذن إدخال 50 ألف رأس غنم من شمالي سوريا (ترانزيت) إلى خارج تركيا.

وقال "أبو النصر" في منشور على حسابه على فيسبوك: "مع أن الحكومة السورية المؤقتة كانت قد أصدرت شكلياً قراراً يقضي بمنع إخراج المواشي خارج المناطق المحررة، ولكن تلك الشركة طيلة الأشهر الأربعة الماضية وبعد منعها من إخراج المواشي من معبر باب السلامة كانت تخرج المواشي من معبر الراعي، والآن تستمر بعملها ساعية لإخراج المواشي من معابر تل أبيض ورأس العين".

وعند سؤال المصدر في مجلس تل أبيض عن صحة المعلومات التي تفيد بتصدير الأغنام نحو دول عربية منها قطر، قال: "لا يوجد أي اتفاق بخصوص عدد الأغنام المراد تصديرها، وهذا مرتبط بتوافر أعداد ذكور الأغنام في المنطقة، ولا علم لنا بعملية تصديرها إلى قطر أو أي دولة أخرى بعد دخول الأغنام إلى تركيا، فهذا شأن يخص الجانب التركي".

في حين أكد مدير المكتب الزراعي في مجلس رأس العين المحلي، أن مهامهم تنتهي بمجرد وصول الأغنام إلى الأراضي التركية، مضيفاً أن مندوباً من شركة تركية حاصلة على موافقة بالتصدير يشرف على عملية الشراء من التجار، لافتاً إلى أن الجهة التركية المستوردة للخراف من منطقة نبع السلام، تقوم فيما بعد بتصدير الأغنام لعدد من الدول العربية، مثل قطر والكويت.

"تنشيط حركة السوق"

أكد أحمد العران العامل بمديرية الزراعة والثروة الحيوانية في المجلس المحلي لمدينة تل أبيض، أن موضوع تصدير الأغنام طُرح عليهم من قبل المربين في المنطقة وبعض التجّار، ثم صدق المجلس على ذلك من أجل تنشيط الحركة في سوق المواشي بما يعود بالفائدة على المربين في المنطقة.

وخلال حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، أشار العران إلى أنه لم يتم الاتفاق على كمية محددة أو جهة مخصصة للتصدير، إذ يتم جمع الأغنام بين التجار والمربين فيما بينهم من خلال أسواق الماشية التي تقام أسبوعياً في مناطق متفرقة ضمن منطقة تل أبيض خصوصاً ونبع السلام عموماً.

ويضيف أنه يتم التعاون والتنسيق مع المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية في ولاية شانلي أورفا من أجل إجراءات التصدير المتمثلة بتطعيم الحيوانات والتأكد من سلامتها وخلوّها من الأمراض والأوبئة قبل فترة معينة من تصديرها.

ونفى العران وجود اتفاق ينص على تصدير كمية معينة أو جهة استلام معينة للأغنام، لأن الأمر يتم عن طريق التجار فيما بينهم، موضحاً أن "الأمر الذي يعنينا أننا صدقنا على تصدير الأغنام للخارج، وإلى حيثما أراد التجار".

ارتفاع أسعار اللحوم

شهدت أسعار لحوم الأغنام ارتفاعاً خلال الأسابيع الماضية في منطقة "نبع السلام"، ومناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، وإدلب، إذ أكد مصدر محلي في مدينة تل أبيض بريف الرقة، أن سعر الكيلو غرام من لحم الأغنام قفز إلى نحو 160-170 ليرة تركية، بعد أن كان بـ 110-120 ليرة.

وأفاد تاجر لحوم في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، بأن سعر الكيلو غرام الواحد من لحم الأغنام وصل إلى 200 ليرة خلال شهر رمضان، بعد أن كان سابقاً بـ 100 ليرة.

وأكد التاجر في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن أسباب ارتفاع الأسعار تعود لإخراج الأغنام باتجاه مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام" لبيعها هناك استغلالاً لارتفاع السعر مقارنة بريف حلب، دون أن تسمح الهيئة للتجار بنقل المواشي باتجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني.

ويضاف لذلك إخراج دفعات من الأغنام باتجاه الأراضي التركية، ومنها باتجاه بعض دول الخليج والعراق، كما أسهم ارتفاع سعر الأعلاف وقلة الأمطار وتغير المناخ برفع أسعار اللحوم بشكل عام.

ومنذ سنوات تعمل مختلف قوى السيطرة في سوريا على تهريب وتصدير الأغنام إلى الخارج، فقد توقع عضو "غرف زراعة دمشق" التابعة للنظام السوري، معتز السواح، العام الماضي، تصدير 200 ألف من ذكور الأغنام والماعز إلى دول الخليج العربي، خلال فترة زمنية محددة، في حين تحتكر "قسد" المواد البيطرية وتقيد عملية نقل المواشي بين المدن بشروط وأذون إدارية مستخرجة من قوى "الأمن الداخلي" التابعة لها، في ظل حركة تهريب للماشية برعاية عناصرها إلى مناطق شمال العراق.