البث المباشر
أقر البرلمان الألماني مجموعة من الإصلاحات لقانون الهجرة للتخفيف من النقص في العمالة الماهرة في ألمانيا، لتشجيع المزيد من الأشخاص من خارج الاتحاد الأوروبي للقدوم إلى البلاد.
ويهدف القرار الذي صدر الجمعة، إلى سد النقص بالعمال المهرة عن طريق تقليل العقبات للأجانب ذوي المؤهلات المهنية والأشخاص ذوي الخبرة العملية والذين لديهم بالفعل عرض عمل.
كيف سيستفيد طالبو اللجوء؟
سيُمنح طالبو اللجوء الذين تجري إجراءات لجوئهم بالفعل خيار إيقاف الإجراء بأثر رجعي وبدلاً من ذلك طلب تصريح عمل وإقامة. وفق ما نقل موقع مهاجر نيوز.
حتى الآن، كان على طالبي اللجوء مغادرة البلاد والتقدم بطلب للحصول على تأشيرة عادية لتحقيق هذا التحول، في مواجهة الرفض المحتمل خلال وجودهم في الخارج.
وهذا ما يسمى "Spurwechsel" (تغيير المسار) وذلك ممكن فقط بأثر رجعي ولكن فقط طالبو اللجوء الذين كانت إجراءات لجوئهم جارية بالفعل في 29 من آذار 2023 هم وحدهم المؤهلون لذلك.
ووفقا للباحث في شؤون الهجرة هيربر بروكر، هناك نحو 415 ألف شخص يلتمسون الحماية في ألمانيا يمكنهم طلب التبديل، حيث لم تتم معالجة هذه الطلبات بشكل كامل حتى الآن.
وحتى أولئك الذين يُرجح منحهم طلبات اللجوء، مثل السوريين والأفغان، الذين يتمتعون عادةً بمعدلات حماية عالية نسبيا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع عملية اندماجهم عن طريق الحصول على تصريح إقامة بشكل أسرع بهذه الطريقة.
ومع ذلك، يقدر بروكر أن ما بين 30.000 إلى 50.000 شخص فقط سيستفيدون على المدى القريب، من بين أسباب أخرى ، 70٪ فقط ممن لديهم طلب لجوء معلق هم في سن العمل في الوقت الحالي.
وفي الوقت نفسه، هناك نحو 215000 شخص في ألمانيا لديهم طلبات لجوء مرفوضة، وكثير منهم يتمتعون بوضع "متسامح" (Duldung)؛ يمكنهم أيضا التقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة الآن عبر مخطط "حق الإقامة بالفرصة" (Chancenaufenthaltsrecht) - بشرط أن يكونوا قد عاشوا في ألمانيا لمدة تزيد على خمس سنوات، يمكنهم تأمين معيشتهم من خلال العمل مدفوع الأجر وإثبات هويتهم.
"بطاقة الفرصة" الجديدة على غرار كندا
سيتم أيضا تقديم "بطاقة فرصة" (Chancenkarte) على أساس نظام النقاط كجزء من حزمة الإصلاحات، لجذب الأشخاص الحاصلين على تدريب مهني أجنبي لمدة عامين على الأقل أو شهادة جامعية للعمل في ألمانيا.
يجب عليهم أيضا إظهار أن لديهم مهارات أساسية في اللغة الألمانية. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية ، فإن نموذجا مشابها يستخدم بالفعل في كندا.
معايير الاختيار لمعايير "بطاقة الفرصة" للمهارات اللغوية (باللغة الألمانية أو الإنجليزية) والخبرة العملية، والعمر والاتصال بألمانيا. كلما زاد عدد النقاط التي حصل عليها مقدم الطلب، زادت فرصه في السماح له بالقدوم إلى ألمانيا كباحث عن عمل.
باستخدام "بطاقة الفرصة"، يمكن للأجانب الذين ليس لديهم عرض عمل القدوم إلى ألمانيا لمدة تصل إلى عام للعثور على أي وظيفة تفي بمعايير العمالة الماهرة. يمكنهم أيضا قبول العمل بدوام جزئي (حتى 20 ساعة في الأسبوع)، في أثناء البحث عن وظيفة مؤهلة وكذلك الدخول في عمل تحت الاختبار.
ومع ذلك، يشير الباحث في شؤون الهجرة Brücker إلى أن العمال المهرة المحتملين سيجدون صعوبة في تقييم مخاطر معينة قبل الالتزام بهذا البرنامج، على سبيل المثال احتمالات اضطرار الشخص إلى المغادرة مرة أخرى لفشلهم في تلبية المعايير الكافية بمجرد العثور على الوظيفة المناسبة.
قواعد مخففة لـ "البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي"
يظل التركيز الأساسي في سياسة الهجرة الألمانية للعمال المهرة هو البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي. هذا تصريح إقامة للأشخاص من دول خارج الاتحاد الأوروبي الذين أكملوا درجة جامعية.
ومع ذلك، هناك تغييرات وتخفيفات في بعض القواعد على قدم وساق لبرنامج البطاقة الزرقاء أيضًا.
سيتم تخفيض عتبات الرواتب المطبقة سابقًا لتولي وظيفة في ألمانيا بشكل ملحوظ لجذب المزيد من الأشخاص للقدوم للعمل في ألمانيا. كما سيتم تسهيل تغيير أصحاب العمل، ولم شمل الأسرة، والحصول على تصريح الإقامة الدائمة في الاتحاد الأوروبي.
بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن العمال المهرة من "متابعة أي مهنة مؤهلة" أي حتى خارج نطاق مؤهلاتهم الأصلية. يمكن على سبيل المثال، توظيف مختصة معترف بها كسيدة أعمال لإدارة المكاتب كمتخصصة في مجال الخدمات اللوجستية.
بالنسبة لمتخصصي تكنولوجيا المعلومات على وجه الخصوص، من المتصور أنهم سيكونون قادرين على الحصول على البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي -حتى بدون الحصول على شهادة جامعية - إذا كان بإمكانهم تقديم دليل على مؤهلات أخرى.
التعرف إلى الشهادات بشكل أسهل
لطالما كانت العقبة الرئيسية أمام الهجرة هي شرط الحصول على شهادات جامعية رسمية معترف بها في ألمانيا.
لن يضطر المهاجرون المهرة قريبا إلى الاعتراف بشهاداتهم في ألمانيا إذا تمكنوا من إثبات أن لديهم عامين على الأقل من الخبرة المهنية ودرجة معترف بها رسميا في بلدهم الأصلي.
كجزء من هذا التغيير، يمكن للشخص الذي لديه بالفعل عرض عمل أن يأتي إلى ألمانيا ويبدأ العمل بينما لا تزال شهادته قيد المعالجة ليتم الاعتراف بها.
مزيد من الهجرة التعليمية
كما يريد الائتلاف الحكومي تعزيز الهجرة التعليمية أي إمكانية القدوم إلى ألمانيا من أجل التدريب المهني أو الدراسة، بهدف البقاء بشكل دائم. في المستقبل، سيتمكن الطلاب الأجانب من العمل في ألمانيا كطلاب متدربين على سبيل المثال، من أجل كسب لقمة العيش.
بالإضافة إلى ذلك، ستصبح الإقامة في ألمانيا بغرض البحث عن وظيفة تدريبية أسهل إلى حد كبير؛ ولهذه الغاية سيتم رفع الحد الأقصى لسن إصدار تصريح الإقامة.
كما سيتم زيادة الحد الأقصى لمدة الإقامة المسموح بها للحصول على سند إقامة إلى تسعة أشهر، كما سيتم السماح بخطط التوظيف والتوظيف التجريبي.
لم شمل الأسرة للعمال المهرة
يتم توسيع إمكانيات لم شمل الأسرة للعمال المهرة من الخارج. على عكس النص الأصلي لمشروع القانون الذي قدمته الحكومة الفيدرالية.
على سبيل المثال، سيتمكن الآباء وأولياء أمور متخصص الهجرة أيضا من القدوم إلى ألمانيا بموجب قواعد لم شمل الأسرة في المستقبل.
مزيد من المرونة في تصاريح الإقامة
حتى الآن، كان قانون الإقامة الألماني ينص على أن الدخول إلى ألمانيا يجب أن يتم دائمًا بتأشيرة لغرض معين.
وهذا يعني، على سبيل المثال، أن الشخص الذي دخل إلى ألمانيا بتأشيرة سياحية وعرضت عليه وظيفة في ألمانيا في وقت قصير سيُطلب منه أولاً مغادرة البلاد والتقدم بطلب للحصول على تأشيرة جديدة محددة الغرض.
في المستقبل، لن يكون هذا ضروريا، حيث يمكن تغيير هذه التأشيرات والتصاريح في أثناء الإقامة في ألمانيا.
