حلّ "نظام الأسد" مؤخراً، ميليشيا تابعة له كانت تقوم بمهام حراسة مدينة القرداحة (مسقط رأس "نظام الأسد") في ريف اللاذقية، وذلك بهدف زجّها ضمن قواته على جبهات دير الزور وريف اللاذقية الشمالي.
وأظهر مقطعٍ مصوّر نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، قيام "حزب البعث" في مدينة القرداحة، بـ تكريم عناصر مِن ميليشيا تعرف باسم "كتيبة الحراسة - سرايا العرين 313"، أوكل إليها مهام حماية مداخل ومخارج وأحياء "القرادحة" منذ نحو سبع سنوات.
وأوضح مسؤول في "البعث" - حسب المقطع المصوّر -، أن مهمة هذه الميليشيا أُنهيت، ملمّحاً إلى إمكانية معاودة عملها بالقول "لو حصلت هناك مشكلة، سيكون لكم دور"، ثم توجه بالشكر لـ بعض عناصر وقادة هذه الميليشيا على جهودهم في "استقرار الأمن بالقرداحة"، وفقاً لقوله.
وتعتبر هذه الميليشيا - حسب ما ذكر ناشطون - ذات صلاحيات مطلقة في منطقة الساحل السوري، وتطلق على نفسها "سرايا العرين 313"، لافتين إلى أنها شُكّلت بدعم مِن "جمعية البستان" التي تعود لـ "رامي مخلوف" (ابن خال "بشار الأسد")، ويتزعمها "يسار الأسد" (ابن عم "بشار الأسد").
وتعرف ميليشيا "سرايا العرين" باسم "كتائب أبو الحارث" (نسبة إلى "يسار الأسد" الذي يطلق على نفسه "أبو الحارث")، ويُعرف عن "يسار" (مواليد 1977) أنه يعمل في مجال التهريب وبيع الأسلحة الحربية، وأنّه خلال تشكيل "العرين 313" ركّز على دعم شبكة جواسيس في الساحل السوري، ينتشرون في المقاهي والمطاعم ويتجسّسون على الجميع.
وعملت ميليشيا "سرايا العرين 313"، في منطقة الساحل السوري، منذ السنوات الأولى لـ اندلاع الثورة السورية في آذار عام 2011، وتضم عناصر مِن أهالي مدينة القرداحة والقرى المحيطة بها، في حين تشير مصادر إلى أن معظم عناصرها مِن "الجنود السابقين" وبعضهم مطلوب لـ "القضاء" وفق "مذكرات توقيف".
مصادر أخرى أشارت إلى أن "سرايا العرين" شُكّلت بين عامي 2015 و 2016، ويقدّر عدد عناصرها بنحو (2000 عنصر)، مشيرةً إلى أنّ سرّ استخدام الرقم "313" في اسم الميليشيا والمنقوش على ألبسة عناصرها، بأنه أحد رموز "الطائفة الشيعية"، ويُستخدم ضمن "مؤسسات شيعية" في الضاحية الجنوبية بـ لبنان، وأنه "رقم مقدّس، لأنه يدل على عدد أنصار جيش المهدي"، وفقاً لقولها.
ويمتهن عناصر ميليشيا "سرايا العرين" - بشكل أساسي -، التجارة بشكل واسع بين ضبّاط وعناصر النظام وأصحاب بعض المحال التي تعمل في مجال "بيع وشراء الأثاث المستعمل والمفروشات" في الساحل السوري، إذ يقومون بـ بيع جميع ما ينتج عن عمليات "التعفيش" (السرقة) التي يقوم بها عناصر النظام في المناطق التي يسيطرون عليها، أو يدخلونها ضمن اتفاقيات "التهجير"، فضلاً عن قيامهم بأعمال "السمسرة" بين أهالي المعتقلين وضبّاط النظام المسؤولين عن المعتقلات في الساحل.
يذكر أن "نظام الأسد" حلّ، خلال شهر أيّار الفائت، ميليشيا "مغاوير البحر" "وصقور الصحراء" التي تقاتل إلى جانب قواته، وذلك عقب مداهمة قوات "أمن النظام"، مراكز وممتلكات "أيمن جابر" (صهر عائلة "الأسد") الأكثر نفوذاً وسلطة في سوريا، والمؤسس والداعم لـ تلك الميليشيا، لـ أسباب بعضها متعلق بازدياد نفوذ "جابر" في منطقة الساحل السوري، حسب ما ذكرت مصادر عدّة.
وأضافت المصادر حينها، أن أكثر مِن 8 ميليشيات تابعة لـ قوات النظام، سيعمل "النظام" على حلّها خلال شهر حزيران الجاري، وسيتم إنهاء أي سلطة لها، وسط استنكار كبير في صفوف قادة "الميليشيات"، خاصة بعد اتخاذ "نظام الأسد" خطوات عملية في ذلك، ومصادرة أملاك "أيمن جابر" مؤسس وداعم ميليشيا "صقور الصحراء، ومغاوير البحر".