icon
التغطية الحية

تعرضت لأكثر الزلازل إماتة.. هذه أخطر الزلازل التي ضربت سوريا

2023.02.06 | 14:41 دمشق

زلزال سوريا
دمار في أبنية بإدلب عقب الزلزال المدمر ـ رويترز
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

لم تتوقف سوريا عن الاهتزاز يوما بل مرت بمراحل استراحة وانحباس بحسب الدراسات الجيولوجية، حيث عانت من عدة زلازل مدمرة على مر التاريخ، وتظهر الوثائق التاريخية العديد من الزلازل الكبيرة على طول نظام صدع البحر الميت (DSFS) الذي يتقاطع مع صدع الأناضول الشرقي في جنوب شرقي تركيا.

اقرأ أيضا: مركز الزلازل في سوريا: ستحدث هزات ارتدادية تباعاً لكنها أقل شدة    

وتظهر مراجعة سريعة للنشاط الزلزالي التاريخي في شرق البحر الأبيض المتوسط بوضوح أن هذا الجزء من العالم قد اهتز منذ عام 2000 قبل الميلاد بسبب الزلازل القوية التي دمرت آلاف الهياكل، وتسببت في خسائر فادحة في الأرواح، إذ تعرضت سوريا لـ 181 زلزالاً تاريخيا من عام 1365 قبل الميلاد وحتى عام 1900 م.

زلزالا حلب ودمشق

تاريخيا، تذكر الوثائق زلزالا عنيفا ضرب أوغاريت في العصر البرونزي الحديث بين 1370 و 1360 قبل الميلاد، أدى إلى كثير من الضحايا ودمار في الحضارة آنذاك.

وتتحدث أيضا عن زلزال وقع سنة (1887) تسبب في وقوع العديد من الضحايا والدمار في سوريا.

وفي تموز 1046 -1047م  وقعت عدة زلازل مدمرة مركزها في ديار بكر أدت إلى مقتل الكثير من الناس وتدمير القلاع والحصون. وفي 1140م ضرب زلزال دمشق وأدى إلى دمار في قلعتها وقتل الكثير وأدى أيضا إلى دمار قلعة شيزر غربي حماة.

وذكر مؤرخ الشام الحافظ ابن عساكر أن "دمشق قد تعرضت لزلزال يوم الخميس 11 ربيع الآخر 253 هـ أدى إلى تدمير المنازل وربع الجامع الأموي الكبير وسقطت المئذنة وانهارت الجسور ووصل هذا الزلزال إلى الغوطة حيث داريا والمزة وبيت لاهيا، وشرد الزلزال السكان وقتل الكثير من الناس تحت الأنقاض بنحو "20000" شخص. وسقطت العديد من مصاطب الجامع الأموي، ووصل إلى أنطاكية والموصل حيث قتل فيها أكثر من 2000".

ولاحقا ضرب زلزال وصفته هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية بأنه الأعنف والأكثر دموية مدينة حلب شمالي سوريا، في الـ11 من تشرين الأول عام 1138 م، أدى إلى مصرع عشرات الآلاف من السكان. ويعد رابع أكبر الزلازل في تاريخ البشرية من حيث قوته وحجم الدمار الذي نتج عنه، والثالث من حيث دمويته وأعداد الضحايا التي خلفها.

وأدى زلزال حلب إلى مقتل 230 ألفاً، كما دمر معظم المدينة وعددا من البلدات والقرى المحيطة في شمالي سوريا وشرقي تركيا، ودمّر أيضاً عدداً من أكبر القلاع والحصون في المدينة ومحيطها من بينها قلعة حلب وقلعة الأتارب وقلعة بناها الصليبيون في حارم.

ورافق الزلزال تسونامي في البحر المتوسط، وتبعته 5 هزات ارتدادية عنيفة، وقدّرت الدراسات الحديثة شدة الزلزال بـ8.5 درجات على مقياس ريختر.

كما كان زلزال حلب الكبير بداية أول تسلسلين عنيفين من الزلازل في المنطقة: من تشرين الأول 1138 حتى حزيران 1139، وسلسلة أكثر شدة من أيلول 1156 إلى أيار 1159، وأثر التسلسل الأول على المناطق المحيطة بحلب والجزء الغربي مدينة أورفا التركية، وخلال الثاني تعرضت منطقة شمال غربي سوريا وشمال لبنان ومنطقة أنطاكية الواقعة جنوبي تركيا لزلزال مدمر.

زلازل سوريا وصدع البحر الميت

جيولوجيا، تمتد حلب على طول الجزء الشمالي من صدع البحر الميت، الذي يمثل فلقا طبيعيا يفصل بين الصفيحة التكتونية العربية والصفيحة التكتونية الأفريقية من طبقات القشرة الأرضية، وهو من أكثر الصدوع الزلزالية حركة وتوليدا للزلازل.

يعد زلزال حلب الكبير من الزلازل التكتونية؛ نظرا للأضرار التدميرية التي أحدثها، وتنشأ الزلازل التكتونية نتيجة الحركة النسبية للصفائح القارية التي تتكون منها القشرة الأرضية، وذلك عند حركتها بالابتعاد والاقتراب من بعضها، مما يحدث إجهادات ضغط وشد بعضها على بعض، فيبدأ تراكم الإجهادات الداخلية في طبقات الصخور الواقعة على حدود الصفائح المتحركة (الصدوع).

صدع البحر الميت

وعندما تزيد قيم الإجهادات المتراكمة عن القيم القصوى التي تتحملها الصخور تحدث تصدعات وكسور في طبقات الصخور لتحرير كمية هائلة من الطاقة التي تنتقل على شكل موجات زلزالية في جميع الاتجاهات.

الزلازل المدمرة في بلاد الشام

وقعت الكثير من الزلازل التي خلفت دماراً كبيراً وقتلت الآلاف في مناطق مختلفة من بلاد الشام على مر التاريخ، ومن أبرزها:

زلزال الجليل: وهو زلزال مدمر ضرب جنوب شرقي بلاد الشام يوم الـ18 من أيار عام 363، كان مركزه مدينة الجليل شمالاً وامتدت آثاره على طول صدع البحر الميت حتى خليج العقبة جنوباً. وتسبب بدمار مدينة البتراء إضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بمدن مثل القدس وحيفا وطبريا.

 زلزال بيروت: وقع الزلزال يوم الـ9 من تموز عام 551، وتسبب الزلزال الذي قُدرت شدته بنحو 7.6 حسب مقياس ريختر بتسونامي مدمر وصل تأثيره إلى المدن الساحلية في فينيقيا البيزنطية، مما تسبب بتدمير كبير وغرق العديد من السفن، وبلغ عدد الضحايا في بيروت وحدها 30 ألفاً، حسب تقديرات أنطونيوس بياتشينزا.

زلزال غور الأردن: كان زلزال غور الأردن الذي وقع عام 1033 عبارة عن مجموعة من الهزات الأرضية القوية والمتتالية، والتي استمرت لـ40 يوماً تقريباً، أدت إلى دمار مدينة طبريا وأريحا، وتهدمت أجزاء كبيرة من المسجد الأقصى وأسوار القدس، بالإضافة إلى تشكل أمواج تسونامي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

زلزال صفد: وقع الزلزال الذي كان مركزه مدينة صفد الفلسطينية في الأول من كانون الثاني عام 1837، بلغت قوته على مقياس ريختر نحو 6.5 درجة، وراح ضحيته قرابة الـ5 آلاف نسمة. ودُمرت بسببه 17 قرية بالقرب من بحيرة طبريا مع مدينة صفد بالكامل.