icon
التغطية الحية

"تسوية شاملة".. سياق أول زيارة رسمية لبشار الأسد إلى موسكو

2023.03.15 | 11:03 دمشق

رئيس النظام السوري بشار الأسد في موسكو (سانا)
رئيس النظام السوري بشار الأسد في موسكو (سانا)
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

يصل رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع عقد الاجتماع الرباعي بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري في 15 و 16 آذار الجاري، لبحث خطوات التطبيع بين النظام وأنقرة، وبعد أيام من تجدد الحراك العربي الساعي للتطبيع مع النظام.

وتأتي زيارة الأسد إلى موسكو كأول زيارة رسمية إلى روسيا منذ أكثر من عقد، إذ أجرى عدة زيارات غير معلنة إلى روسيا آخرها في أيلول 2021 وقبلها في أيار 2018 وفي تشرين الثاني 2017 وتشرين الأول 2015 عقب التدخل الروسي العسكري في سوريا، إضافة إلى عقد اجتماع افتراضي عبر الفيديو في تشرين الثاني 2020، كما التقى بوتين ببشار الأسد في سوريا مرتين الأولى عام 2017 في القاعدة الروسية حميميم والثانية عام 2020 في دمشق.

وكالة أنباء النظام سانا قالت إن بشار الأسد استُقبل، مساء الأربعاء، في مطار فنوكوفا الدولي بموسكو، مضيفة أن الاستقبال تمّ "حسب البروتوكول الروسي المعمول به باستقبال الرؤساء".

ولم يحضر مراسم الاستقبال من المسؤولين الروس سوى نائب وزير الخارجية الممثل الخاص لبوتين، ميخائيل بوغدانوف، وسفير روسيا في دمشق ألكسندر يفيموف، في حين رافق بشار الأسد في زيارته وفد وزاري كبير من حكومة النظام.

وأعلن الكرملين أن بوتين والأسد سيعقدان اجتماعاً، الأربعاء، في موسكو لـ "مناقشة قضايا موضوعية تتعلق بمواصلة تطوير التعاون الروسي السوري في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية، فضلاً عن آفاق تسوية شاملة للوضع في سوريا وما حولها".

بالمقابل، قالت صحيفة الوطن المقربة من النظام إن بشار الأسد سيجري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مباحثات موسعة تحضر فيها ملفات تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وكذلك ستحضر تطورات المنطقة والإقليم وملف الاجتماعات المعنية في بناء الحوار بين دمشق وأنقرة".

وذكرت الصحيفة أن مباحثات منفصلة ستجري بين وزيري الخارجية والدفاع في حكومة النظام فيصل المقداد وعلي عباس مع نظيريهما سيرغي لافروف وسيرغي شويغو قبل انضمامهم إلى الاجتماع الموسع بين الأسد وبوتين.

اجتماع رباعي في موسكو والنظام يحاول العرقلة

ويفترض أن تبدأ اليوم الأربعاء جلسات الاجتماع الرباعي حول سوريا في موسكو بين نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري بحسب ما أعلنت عنه مصادر دبلوماسية تركية، مشيرة إلى أنها ستكون يومي 15 و 16 مارس/ آذار، وستكون على مستوى نواب وزراء الخارجية في تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد.

لكن نظام الأسد وضع شروطاً لحضور الاجتماعات المقررة على رأسها حصوله على ضمانات من تركيا بالانسحاب من الأراضي السورية قبل عقد أي لقاء سياسي يجمعه مع أنقرة على طاولة مباحثات واحدة، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة الوطن المقربة من النظام نقلاً عن "مصادر متابعة".

وفجر اليوم، نشرت الصحيفة ذاتها عن "مصادر متابعة" في حكومة النظام السوري أنّ إعلان أنقرة عن موعد الاجتماع الرباعي جاء من طرف واحد ومن دون حصول أي تأكيدات رسمية من النظام.

وأكدت المصادر أنه لم يطرأ أي مستجد مرتبط بملف انعقاد الاجتماع الرباعي حيث لا تزال الاتصالات والمشاورات مستمرة وأما موقف النظام فهو على حاله لجهة حصوله على ضمانات من الجانب التركي بإعلان جدول انسحاب القوات التركية من سوريا.

وأضافت المصادر أن "أنقرة مستعجلة جداً لحصول هذا الاجتماع المرتبط بعناوينها الانتخابية، وعليه يمكن فهم إصرار الإعلام التركي على تسريب مواعيد محددة لانعقاد الاجتماع الرباعي"، نافية انعقاد الرباعية خلال الأيام التي يجري تداولها في الإعلام وبأن المداولات لا تزال قائمة في هذا الإطار.

تعنت النظام السوري ورفضه حضور الاجتماعات من دون الحصول على ضمانات من الدول الفاعلة بدا واضحاً في تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي قال، الثلاثاء، تعقيباً على إمكانية عقد الاجتماع: "نحن نعد (الاجتماع).. دعونا لا نسرع ​​في الأحداث، عندما ننظمها سنخبرك، هناك أمل"، بحسب وكالة تاس الروسية.

زيارة الأسد لموسكو بعد حراك عربي للتطبيع مع النظام

سبق زيارة بشار الأسد إلى روسيا للقاء بوتين والسعي التركي لعقد الاجتماع الرباعي في موسكو، حراك عربي خلال الأسابيع الماضية ومحاولات لإعادة تطبيع العلاقات مع نظام الأسد؛ تمثلت بتصريحات رسمية حول ضرورة إعادة النظر بالعلاقات معه، حيث استقبل سلطان عمان هيثم بن طارق بشار الأسد في 20 شباط الماضي، أعقب ذلك زيارة وفد برلماني يمثل 8 دول لدمشق، إضافة إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري ولقائه بشار الأسد.

وفي 11 آذار الجاري، قال وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، إن الوضع القائم في سوريا غير قابل للاستدامة وإن أي مقاربة جديدة ستتطلب حوارا "لا محالة مع حكومة دمشق"، وإن المملكة تعمل مع الدول العربية بالتشاور والشركاء في المجتمع الدولي لبحث الصياغات المناسبة.

وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد زار روسيا قبل يومين من تصريحاته حول سوريا (9 آذار)؛ أكد فيها أن بلاده "تسعى لتطوير العلاقات على جميع الأصعدة" مع روسيا، مشيراً إلى أنّ اللقاء مع المسؤولين الروس "لبحث القضايا الثنائية التي تهم بلدينا والتحديات التي تمس العالم".

وأعرب وزير الخارجية السعودي خلال الزيارة عن تطلعه بخروج المباحثات الثنائية اللاحقة مع لافروف، في "توحيد الرؤى، ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات أرحب، وفقا لتوجيهات قيادات البلدين"، مما يوحي باحتمال تقارب وجهات النظر السعودية مع روسيا فيما يتعلق بالملف السوري ورغبة من المملكة بفتح قنوات تواصل مع النظام.

إيران تراقب المشهد

أما إيران فقد استطاعت الدخول إلى خط مباحثات التطبيع التركي مع النظام السوري بعد أن كانت برعاية أحادية من روسيا، وذلك بعد تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كانون الثاني الماضي، كشف فيه عن اتفاق لإشراك إيران في عملية التطبيع التركي مع النظام السوري، وفق ما أوردت وكالة سبوتنيك الروسية.

وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في 9 آذار الجاري، ترحيبه بدخول إيران إلى المحادثات مشيراً إلى أن "مسار أستانا يعد الآلية الوحيدة الصامدة بشأن سوريا".

كما زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دمشق للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بهدف مناقشة "الملفات ذات الاهتمام المشترك" وانضمام إيران إلى الاجتماع المزمع عقده في موسكو.

من جهته، رحب رئيس النظام السوري بشار الأسد بدخول إيران كطرف في المباحثات مع الجانب التركي متحدثاً عن "ضرورة وجود تحضير جيد (للاجتماعات) يستند إلى أجندة وعناوين ومُخرجات محددة وواضحة"، التصريحات التي عقب عليها وزير الخارجية الإيراني بالقول إن بلاده ستدعم مواقف النظام في الاجتماعات الرباعية، وفقاً لوكالة أنباء النظام سانا.

وعليه؛ فإن الأنظار ستتوجه في الساعات المقبلة إلى العاصمة الروسية موسكو واجتماع رئيس النظام السوري بشار الأسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى غرف الاجتماعات الخاصة بالمباحثات "الروسية التركية الإيرانية" مع النظام السوري، وإصرار أنقرة على إلزام النظام الحضور رغم تصريحاته المتكررة حول الرفض حتى الحصول على مجموعة من الضمانات.