icon
التغطية الحية

بين قائدي ميليشيا مصنّفة إرهابياً.. غوتيرش "يبتسم" دون قلق

2023.03.02 | 14:31 دمشق

أنطونيو غوتيرش مبتسماً بجانب "قيس الخزعلي" قائد ميليشيا "عصائب أهل الحق"
غوتيرش مبتسماً بجانب "الخزعلي" قائد ميليشيا "عصائب أهل الحق" (تويتر)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تداولت وسائل إعلام إخبارية، اليوم الخميس، صورةً تُظهر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش "مبتمساً" بين قائدي ميليشيا عراقية مصنّفة على قوائم الإرهاب.

والتقى "غوتيرش"، خلال زيارته إلى العاصمة العراقية بغداد، بقائد ميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، وقائد ميليشيا "كتائب بابليون" (الحركة المسيحية في العراق) ريان الكلداني.

وأثارت صورة "غوتيرش" وهو يبتسم قرب "الخزعلي" و"الكلداني" استهجاناً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر صحفيون وناشطون عراقيون أنّ هذه الصورة تبدو كأنّها "غطاء أممي يحمي كلّ المجرمين في العراق، خاصّة قادة الميليشيات التي تدعمها إيران".

وعلّق الصحفي العراقي عمر المختار عبر حسابه في "تويتر"، على الصورة قائلاً: "غوتيرش يلتقط صورة مع أبرز مجرمي الحرب المتورطين بمذابح طائفية مروّعة ضد العراقيين (السنّة)، في إشارة إلى الخزعلي، ومع مهرّب النفط والدولار، ومهندس عمليات التغيير الديموغرافي والسرقة في محافظة نينوى".

كذلك علّق المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جويل رايبورن على الصوّرة - عبر حسابه في موقع "تيوتر" قائلاً: "الأمين العام للأمم المتحدة يبتسم في اجتماع ببغداد مع الإرهابي المبتسم قيس الخزعلي، الذي قتل المئات من القوات الأمبركية، وقتل الآلاف من العراقيين، والذي يقصف بشكل روتيني الأفراد الأميركيين في العراق وسوريا".

"خزعلي العصائب" و"كلداني بابليون"

قيس هادي سيد حسن الخزعلي، قائد سياسي عراقي شيعي، ولد في مدينة الصدر شرقي بغداد، عام 1974، وكان أحد القياديين البارزين في "جيش المهدي" التابع لـ مقتدى الصدر، عند تأسيسه، عام 2003، وانفصل عنه لاحقاً.

وفي تموز 2006، أسّس حركة عسكرية عُرفت باسم "عصائب أهل الحق"، وأعلن عنها رسمياً، عام 2011، ثم تحولت العصائب إلى حركة سياسية وأصبح الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" ومؤسّس "كتلة الصادقون" في مجلس النواب العراقي.

ومنذ تدخّل ميليشيات إيران للقتال إلى جانب نظام الأسد في حربه ضد السوريين، بدأت ميليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية وبإشراف ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني، تقاتل إلى جانب "النظام" وتمدّد في سوريا.

وفي العام 2020، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية، ميليشيا "عصائب أهل الحق" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، واعتبرتها جماعة مسلّحة مدعومة من "الحرس الثوري" مالياً وعسكرياً.

"ريان الكلداني" هو زعيم ميليشيا "الحركة المسيحية في العراق" (بابليون) المنضوية تحت ميليشيا "الحشد الشعبي"، مُدرج اسمه في قائمة العقوبات الأميركية، منذ منتصف تموز 2017، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.

ولد ريان سالم صادق الملقّب بـ"ريان الكلداني" أو "ريان الكليدار" لأسرة عراقية من الطائفة الكلدانية، في بلدة "ألقوش" التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق، التي تعدّ معقلًا للمسيحيين الكلدان التابعين للكنيسة الكاثوليكية.

كان والده موظفًا بسيطاً في محكمة محافظة كركوك، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى العاصمة العراقية بغداد والاستقرار فيها. ولـ"ريان" ثلاثة إخوة (سرمد وأسامة وأسماء).

وبرز طموحه في زعامة الطائفة الكلدانية مع ظهور تنظيم الدولة (داعش) وسيطرته على عدة مدن عراقية، أبرزها الموصل (مركز محافظة نينوى ومعقل الكلدان التاريخي)، لـ يُعلن في صيف عام 2014، عن تأسيس ميليشيا "الحركة المسيحية في العراق (بابليون)" لمحاربة التنظيم.

ورغم انتمائه إلى المسيحيين الكلدان، إلا أنّه استجاب إلى دعوات المرجعية الشيعية للانضواء تحت قيادة ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقي بقيادة "أبو مهدي المهندس" آنذاك، وخاضت قواته مع بقية مجموعات "الحشد" عدداً من المعارك العسكرية ضد "داعش" في العراق، أبرزها معركة "دير مار بهنام" التي شارك بها إلى جانب ميليشيات عراقية مدعومة من إيران.

يشار إلى أن الميليشيات التي تدعمها إيران ويشرف عليها "الحرس الثوري" تنتشر في العديد مِن المناطق التي تسيطر عليها قوات نظام الأسد، خاصة في مدينة البوكمال ومحيطها شرقي دير الزور، حيث تسعى - بحسب ناشطين - إلى فرض هيمنتها على كامل الريف الشرقي لـ دير الزور قرب الحدود العراقية، كما تعمل على طرد قوات النظام والميليشيات المحلية التابعة لها، مِن خلال اتهامهم بالفساد والسرقات وتعاون بعضهم مع تنظيم "الدولة".