icon
التغطية الحية

بين "العصبوية" و"الذهنيّة المدنيّة".. الإسلام بين مكة والمدينة (2/2)

2021.06.04 | 16:04 دمشق

"الذهنيّة المدنيّة".. الإسلام بين مكة والمدينة
بين "العصبوية" و"الذهنيّة المدنيّة"
أحمد طلب الناصر
+A
حجم الخط
-A

تناول الجزء الأول الحديث عن مكة والمدينة خلال الفترة التاريخية السابقة للدعوة الإسلامية، وسيتناول هذا الجزء الحديث عن المنطقتين في ظل الدعوة الإسلامية وصولاً إلى وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. 

ثانياً- الإسلام في مكة: عصبيّة الرفض والقبول

  1. عشية الإسلام

استمر النظام الاجتماعي في مكّة على نفس السياق الذي صنعه قصيّ بن كلاب إلى ما بعد نزول الوحي، مع حصول تغيّرات شكليّة على المشهد العام لمجتمعها نتيجة ازدهار الحالة التجارية وتكدّس رؤوس الأموال عند سادة بطون قريش، الذين احتكروا القوافل التجارية لرحلات الصيف والشتاء المتجهتين نحو الشام واليمن.

كان لتلك الرحلات تأثيراً مباشراً على الحالة المعيشية لمجتمع مكّة ساهمت في ازدهاره واستقراره، بعد أن كان يعاني الفقر والجوع والانفلات الأمني، ودل على ذلك قوله تعالى: "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ. إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ. الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ" (قريش: 1-4).

فأنشِئت الأسواق والمهرجانات الشعرية والخطابية داخل مكة بالتزامن مع مواسم الحج والاحتفالات الدينية المرتبطة بالأوثان المنصوبة داخل الكعبة وخارجها. وكانت لكل قبيلة داخل مكة وخارجها وثنٌ (إله) خاص بها؛ فجمعت مكّة بذلك السلطتين الدينية والاقتصادية لقبائل جزيرة العرب.

إلا أن تلك السيادة التي نالها زعماء قبائل قريش وعائلاتها المتنفّذة، لم تغيّر من نمط مكّة الاجتماعي المتردّي، والذي وصفه الصحابي جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة خلال هجرته ومجموعة من المسلمين إلى الحبشة، بقوله: "أيها الملك كنّا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونُسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منّا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه..".

  1. فجر الإسلام

في خِضمّ ذلك المشهد نزل الوحي على الرسول الكريم لتبدأ معه رحلة الإسلام المحفوفة بالمخاطر، ولتصطدم مع تلك الذهنية التي لخّصها حديث جعفر للنجاشي. فكيف تلقّى المجتمع المكّي رسالة النبي محمّد، وما هي الأحداث التي تعرّض لها وأصحابه الأوائل خلال مرحلة الدعوة داخل مكّة؟

نظرة سادة قريش للمسلمين بعد الجهر بالدعوة: عدا القريبين من الرسول كخديجة وعلي، كان جميع من آمن بالرسول، خلال الدعوة السرية وبدء الدعوة العلنية، من فئة الفقراء والرقيق والموالي، بالإضافة إلى قلّة قليلة من أبناء الطبقة الوسطى.

وحين نزل على الرسول قوله تعالى: "وأنذر عشيرتك الأقربين" (الشعراء: 214)، جمع أقرباءه من بني هاشم، مرّتين، وعرض عليهم الخبر طالباً منهم اعتناق الإسلام.

في المرة الأولى ردّ عليه أبو لهب حين قال: "هؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودَع الصّباة. واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأنا أحقّ من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدًا جاء على بني أبيه بشرٍّ مما جئت به". فسكت الرسول ولم يتكلم في ذلك المجلس([1]).

وفي المرة الثانية ردّ عليه عمّه أبو طالب فقال‏:‏ "ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقًا لحديثك‏.‏ وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به‏.‏ فوالله، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسى لا تطاوعنى على فراق دين عبد المطلب"‏. أمّا أبو لهب فقال‏:‏ "هذه والله السوأة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم"، فقال أبو طالب‏:‏ "والله لنمنعه ما بقينا"‏([2]).‏

وبرغم علو شأن النبي محمد منذ ما قبل الرسالة بين سادة وأشراف قريش لصدقه وأمانته ونعتهم له بـ "الصادق الأمين"، إلا أن ذلك النعت سرعان ما تحوّل إلى "الكذب والهرطقة والجنون والشِعر" بمجرد جهره بالدعوة. فبعد أن جمع قريش عند جبل "الصفا" وخطب بهم قائلاً: "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقيّ؟ قالوا: "نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا!". قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، فقال أبو لهب: "تبًا لك سائر اليوم. ألهذا جمعتنا؟"([3]). فنزلت بحقه سورة "المسد": "تبّت يدا أبي لهب وتبّ..".

ومن خلال المواقف الثلاثة التي استعرضناها، يتّضح جلياً سيطرة الخطاب العصبوي/ العشائري في ردّ أبي لهب وأبي طالب خلال الاجتماعين الأولين؛ فعمّا النبي لم يعيرا اهتماماً لمضمون الدعوة والإسلام بقدر ما تحرّكت داخلهما النزعة القبليّة؛ فأبو طالب لم يرغب بتلبية الدعوة للإسلام، ليس بدافع بطلانها أبداً، وإنما لأنها تخالف دين آبائه وأجداده (دين عبد المطّلب) لكنه وبنفس اللحظة تعهّد بحماية ابن أخيه والدفاع عنه أمام بقية عشائر قريش بدافع العصبيّة وصلة الدمّ؛ أما أبو لهب فجاء ردّه كتحذير للنبي في حال استمرّ على رأيه فإنه سيجرّ الويلات على (عشيرته). أمّا في الموقف الثالث، عند اجتماع كافة القبائل، فقد أراد أبو لهب من ردّه الساخر على النبي الكريم، أن يُقزّم ويصغّر من دعوته أمام ذلك الحشد القبلي وكأنه يطلب منهم عدم الالتفات لما يقوله ابن أخيه الذي جعلهم يتركون أشغالهم وجلساتهم لسماع هذا الكلام، وبنفس الوقت ليُظهر لهم بأن عشيرته غير آبهة لما يقول، اتّقاءً لغضب القبائل وعداوتها.

وفي موقف آخر يرويه لنا "عروة بن الزبير" فيوضّح من خلاله مدى تكبّر وعصبوية رجالات العشائر بمكّة فيقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في المسجد جلس المستضعفون من أصحابه: عمار بن ياسر، وخباب بن الأرت، وصهيب ببن سنان وبلال بن رباح، وأبو فكيهة، وعامر بن فهيرة، وأشباههم من المسلمين، فتهزأ قريش بهم، ويقول بعضهم لبعض: هؤلاء جلساؤه قد منّ الله عليهم من بيننا"([4]).

إسلام "حمزة" عم الرسول: ولعل تفاصيل حادثة إسلام حمزة بن عبد المطّلب كانت من أبرز ما دلّت عليه نزعة القرابة والعشيرة.

فحمزة، وخلال 6 سنوات مضت على البعثة، لم يكن مهتّماً أو متابعاً لما يدور في الوسط المكّي من نزاعات بين طرفي المسلمين  والمشركين؛ وكان يقضي أغلب أوقاته في رحلات الصيد خارج مكّة. والأجواء المصاحبة للصيادين ورحلات الصيد في العموم بعيدة نسبياً عن هموم المجتمع وتعقيداته.

تبدأ قصة إسلام حمزة حين كان عائداً من إحدى رحلات الصيد لتوقفه جارية استفزّته حين أخبرته بأن أبا جهل "عمرو بن هشام" سيّد بني مخزوم، قد شتم النبيّ الكريم وعشيرته، وضربه بحجر ففجّ رأسه.

ومن غير أن يفكّر، توجّه حمزة إلى حيث مجلس أبي جهل فوجده جالساً مع بعض رجالات قريش، فحمل حمزة قوسه وضرب به رأس أبي جهل ففجّه، فقامت رجال من بني مخزوم على حمزة لينصروا أبا جهل فأوقفهم قائلاً: "دعوا أبا عمارة –وهو لقب حمزة- فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبّا قبيحًا".

فقال حمزة: "ومن يمنعني وقد استبان لي منه ما أشهد أنه رسول الله وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين". ثم رجع حمزة إلى بيته وراح يحدث نفسه: "ما صنعت اللّهم إن كان رشدا فاجعل تصديقه في قلبي، وإلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجًا، فبات بليلة لم يبت بمثلها حتى أصبح فغدا على الرسول يقول له: "يا ابن أخي إني قد وقعت في أمر ولا أعرف المخرج منه، وإقامة مثلي على ما لا أدري ما هو أرشد أم هو غيّ شديد؟"([5]).

من خلال ما تقدّم من قصة إسلام حمزة، يظهر واضحاً النزعة القبَلية التي دفعته لضرب أبي جهل وما ترتّب عليه من إعلانٍ لدخوله في الإسلام، ويتجلّى ذلك صريحاً من خلال مراجعته لما تفوّه به حين عاد إلى بيته، ثم طلبه من الرسول أن يجد له مخرجاً مما وقع فيه.

ونستدل من سياق الحادثة أن حمزة لم ينطق عبارته تلك إلا بعد ردّة فعل رجال بني مخزوم وانقضاضهم عليه وتبرير أبي جهل موقف حمزة بأنه ردّ اعتبار لشتيمة عشيرته (كعُرف قبلي يقبل به الطرفان)؛ ما يعني بأن حمزة أراد بكلامه الردّ عليهم وإغاظتهم جميعاً، وليبيّن لهم ولأبي جهل بأن ضربه للأخير ليس شخصياً وليس له علاقة بالشتيمة فقط، وإنما نوع من فرض القوة والمكابرة؛ لا سيما حين قال في آخر عبارته (فامنعوني..).

المثال الأخير لا ينفي بالطبع حُسن إسلام حمزة الذي شكّل انتصاراً وعزّة للإسلام ولرسوله. فبعد أن استقبله الرسول وهو على هذه الحال طيّب خاطره وبيّن له بأن ما حصل كان بإرادة الله تعالى؛ فأسلم حمزة وحسن إسلامه، ليصبح "أسد الله ورسوله" وليصبح لاحقاً "سيّد الشهداء" بعد استشهاده في "أًحد".

مقاطعة بني هاشم: تجلّت العصبوية أيضاً في اجتماع قريش على مقاطعة بني هاشم، كحلٍّ آخر وليس أخير، ضد الرسول ودعوته بعد أن فشلت كافة الوسائل التي استخدموها في ردعه سابقاً، وكذلك أرادوا من خلال المقاطعة الضغط على عشيرته التي ظلّت تناصره (رغم عدم دخول معظم أفرادها في الإسلام).

وقد نصّ اتّفاق قريش على مقاطعة بني هاشم بحيث لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئًا ولا يبتاعون منهم حتى يسلموا محمد إليهم فيقتلوه، وكتبوا ذلك في صحيفة عرفت بـ"صحيفة المقاطعة" وعلقوها في جوف الكعبة ضمانا لتنفيذها وأخذوا العهود والمواثيق فيما بينهم للالتزام بتنفيذ ما جاء بالصحيفة.

شكّلت تلك المقاطعة تجسيداً كاملاً لحالة الذهنية القبلية التي لم تستطع قريش انتزاعها من مجتمعها رغم المؤشرات المدنية الشكلية من ازدياد لبيوت مكّة، وطرقها، واستقرار سكانها، واتّساع تجارتها، وتشييد الأسواق فيها، وعقد المنتديات والمهرجانات الأدبية، واستمرار نشاط دار الندوة؛ ورغم أيضاً اختلاطها الدائم بشعوب المناطق المختلفة في مواسم الحجّ وغيرها.

ثم أن المقاطعة استهدفت بني هاشم، كأسرة أو عشيرة، على الرغم من وجود العديد من المسلمين من أبناء بقية العشائر، والذين لم يتدخلوا أيضاً لفكّ الحصار عنهم. أضف إلى ذلك أن المقاطعة كما أسلفنا شملت أفراداً غير مسلمين من بني هاشم، كأبي طالب مثلاً، إلا أن أبا لهب لم تشمله المقاطعة! ما يعني وجود اختلال ذهني واضح حتى ضمن النظام القبلي الذي ساد مكة خلال الجاهلية.

وربما يظن البعض بأن قريشاً كانت تريد القضاء على الرسول الكريم فقط كي تقضي على الإسلام، وبالتالي تسهل السيطرة على باقي المسلمين الموزّعين داخل قبائل وبطون قريش الأخرى..

إلا أن هذا الظن ليس في محلّه أبداً. فقبائل قريش، ومن بينهم بنو هاشم أيضاً، يدركون تماماً معنى أن تقوم قبيلة بالتخلّي عن رجل من أبنائها دون ارتكابه أي جرم يستحق القتل عليه، وبمجرد إذعانها لطلبهم فهذا سيحطّ من شأن القبيلة ولن تقوم لها قائمة بعد ذلك. إذن، فإن المراد من خطّة المقاطعة كان (كسر عظم) عشيرة بني هاشم في حال تسليمهم للرسول، وهذا ما جعل الأخيرين يتمسكون بحمايته، بمسلميهم ومشركيهم على حدّ سواء.

لذا فإن المقاطعة استمرت ما يقرب من 3 سنوات عانى فيها بنو هاشم ما عانوا من الجوع وضنك العيش والفاقة دون أن تهتز شعرة من قريش. وتزامنت تلك المرحلة مع فقدان الرسول لأقرب وأهم شخصيتين مثلتا السند والدعم له طيلة السنوات العشر الأولى للبعثة: أبو طالب، ثم خديجة. ويفصل بين وفاتهما شهر واحد. فأطلق الرسول على ذلك العام اسم "عام الحزن".

وفاة أبي طالب: مثال آخر على الذهنية العصبوية تجلت في الساعات الأخيرة لوفاة أبي طالب. فقد أخرج البخاري في كتاب التفسير ومسلم في كتاب الإيمان: "لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبى أمية، فقال له النبي: "يا عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله"، وقال أبو جهل وعبد الله بن أبى أمية: "أي أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ قال: فكان آخر كلمة أن قال على ملة عبد المطلب"، قال فقال النبي: لأستغفرن لك مالم أنه عنك"([6]).

وفى رواية مسلم: "لما حضرت وفاة أبى طالب أتاه النبي فقال: يا عماه قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة، فقال: لولا أن تعيرني قريش يقولون ما حمله عليها إلا جزعه من الموت لأقررت عينك".

فأين يمكن تصنيف ذلك الموقف لأبي طالب؟ هل له علاقة بـ الأنَـفَة؟ وأي أنفة تلك التي يموت فيها المرء على الكفر ويحرم أحبّ الناس إلى قلبه من تلبية أمنيته الأخيرة بسماع تلك الكلمتين؟

هل عانى أبو طالب كل تلك السنين في حبّ الرسول والدفاع عنه وعن رسالته فقط لأنه ابن عشيرته؟

حتى عبارته الأخيرة "لأقررت عينيك" كانت لإرضاء النبي وتحقيق رغبته وليست لأجل رسالة الإسلام التي نزلت عليه.

أبو لهب في موقف مُدافع عن النبي: عادت عصبوية قريش إلى أذى الرسول بعد وفاة أبي طالب، وصدف مرة أن قام أحّد سفهائها برمي حفنة من التراب على وجهه الكريم. فقال عن تلك الحادثة: "ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب".

 فلزم بيته وأقلّ الخروج ونالت منه قريش ما لم تكن تنال ولا تطمع به فبلغ ذلك أبا لهب -أشدّ أعداء الرسول والإسلام- فجاء النبي وقال: "يا محمد امضِ لما أردت، وما كنت صانعًا إذ كان أبو طالب حيًا فاصنعه، لا و(اللات) لا يوصل إليك حتى أموت".

وسبّ "بن الغيطلة" النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه أبو لهب فنال منه فولى وهو يصيح: "يا معشر قريش صبأ –أي أسلم- أبو عتبة! فأقبلت قريش حتى وقفوا على أبي لهب فقال: ما فارقت دين عبد المطلب ولكني أمنع ابن أخي أن يُضام حتى يمضي لما يريد". قالوا: "قد أحسنت وأجملت ووصلت الرحم فمكث الرسول كذلك أياما يذهب ويأتي لا يعترض له أحد من قريش([7]).

إلا أن الوقت لم يطل حتى انقلب أبو لهب مرة أخرى حين أوقع القرشيون بينه وبين الرسول، إذ قالوا له: "إن محمّداً يقول بأن عبد المطلب في النار. فذهب أبو لهب إليه ليتأكد منه، فأجابه الرسول: "ومن يتبع دين عبد المطلب (أيضاً)". فغضب منه أبو لهب وتخلّى عنه.

ولعل الرسول –وهو الموحى إليه- يعلم جيداً بأن أبا لهب لن يغيّر في رأيه قيد أنملة وهو الذي نزلت فيه سورة "المسد" منذ سبع سنوات مضت، فكيف ستُنسخ تلك السورة وآياتها قد بشّرته وزوجته بالنار.

إنها العصبية، فرغم الدور الذي لعبته في حماية النبي داخل محيطها المكّي خلال السنوات العشر السابقة لوفاة أبي طالب، ورغم أثرها على إسلام حمزة وبعض الصحابة بمكة، إلا أنها سرعان ما عادت لتنال منه ومن أصحابه أضعافاً مضاعفة.

النأي عن القبيلة وبذور عصر احتضان الرسالة

 نظراً لاستنزاف كافة الجهود مع قريش أمر النبي أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، التي يدين أهلها وملكها (النجاشي) بدين النصرانية، لتكون أرض أمان لهم بدل أرض الخوف والهلاك عند عشائرهم وأبناء جلدتهم؛ وهذه الخطوة كانت البداية الفعلية لمرحلة الانعتاق عن البيئة العصبوية.

وأدرك النبي أن قريشاً لم تعد تمثله، فبدأ بعرض دعوته على القبائل التي كانت تفد من المدن المختلفة إلى مكة، أو بالذهاب إلى بعضها كما فعل مع قبيلة ثقيف في "الطائف"، ليلقى منها أشد ما لقي من القرشيين وكفارها.

غير أن سعيه الدؤوب جمعه بستة رجال من الخزرج، فأسلموا، ووعدوه بالدعوة للإسلام في يثرب، وبشروه بالفوز لو قُدّر له أن تجتمع عليه قبائل يثرب.

ولم يكد ينصرم عامٌ واحد حتى وافى النبي في موسم الحج اثنا عشر رجلاً: تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، وعقد معهم "بيعة العقبة الأولى"، وأرسل معهم حين عادوا إلى بلادهم "مصعب بن عمير". وحين عاد مصعب في موسم الحج التالي كان معه ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان، التقوا بالنبي في إحدى الليالي سرًا وبايعوه بيعة العقبة الثانية، التي تضمنت التزامهم بحماية النبي عندما يهاجر إليهم والدفاع عنه، والمحافظة على حياته.

ومن ثم حددت هذه البيعة الوضع القانوني للنبي بين أهل يثرب، فاعتبرته واحدًا منهم، دمه كدمهم، وحكمه كحكمهم، وقضت بخروجه ضمنًا من عداد أهل مكة، وانتقال تبعيته إلى أهل يثرب([8]).

كل هذا حصل خلال عام واحد تقريباً. المدينة بأكملها، بالرغم من أن غالبية أهلها لم يلتقوا به، أضحت تحت إمرة الرسول والإسلام، ومن خلال رجل واحد فقط، مصعب بن عمير.

ثالثاً- إسلام المدينة: الذهنية المدنية وثقافة "المواطنة":

وصل الرسول بصحبة "الصدّيق" إلى المدينة المنورة بعد رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب ملاحقة قريش، حيث لم يسلم من تعنّتهم حين كان بمكّة ولم يدعوه يرحل بأمان وسلام حين هجرها وتركها لهم.

"المؤاخاة".. مشروع "المواطنة" في ظل المدنيّة

في المدينة، كان كل شيء معدّ سلفاً لتقبّل الأفكار السامية، وأولها كان نظام "المؤاخاة" الذي أقرّه النبي فور انتهائه من بناء مسجده الجامع ليكون، إضافةً للعبادة، مقراً لإدارة الدولة الناشئة؛ وجاء هذا النظام -المؤاخاة- ليوحّد بين المهاجرين الجدد الهاربين من همجية العصبية، وبين أهل المدينة من الأوس الخزرج الذين أطلق النبي عليهم لقب "الأنصار".

فذابت عصبيات الذهنية الجاهلية التي سادت في مكة، وسقطت فوارق النسب واللون، وشكّل نظام المؤاخاة  أقوى الدعائم في بناء الأمة الناشئة، وتأسيس المجتمع الإسلامي المدني الجديد الذي طالما أراد الرسول تحقيقه بين أهله وعشيرته.

ومن جملة ما منح هذا النظام أنه أعطى للمتآخيْن الحقّ في التوارث دون أن يكون بينهما صلة من قرابة أو رحم، وهذا ما لم يُذكر أن حصل مثيل له في تاريخ الأمم والشعوب المتمدنة حتى الساعة. واستمرّ العمل بقضيّة التوارث حتى استطاع المهاجرون أن يألفوا المدينة ويندمجوا في المجتمع الجديد، مع بقاء العمل بالدفاع عن بعضهم البعض، وتبادل العطايا، وإسداء المشورة والنصيحة، وغيرها من معاني "المواطنة" إن صحّ التعبير.

 وعرض الأنصار على النبي أن يقسم الأراضي الزراعيّة بينهم وبين المهاجرين، ولكنّ النبي أشار عليهم بأن يحتفظوا بأراضيهم مع إشراك المهاجرين في الحصاد، وقد أورث صنيعهم هذا مشاعر الإعجاب في نفوس المهاجرين، حتى إنهم قالوا: "ما رأينا قومًا قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أحسن بذلًا في كثير منهم، لقد حسبنا أن يذهبوا بالأجر كلّه".

 وبعد المؤاخاة كانت "الصحيفة"، وهي بمثابة "دستور" وضعه النبي لتنظيم الحياة في المدينة، وتحديد العلاقات بينها وبين جيرانها. هذه الصحيفة لم يُمْلِها النبي إملاء، وإنما كانت ثمرة مناقشات ومشاورات بينه وبين أصحابه من المهاجرين والأنصار وغيرهم. وشيئًا فشيئًا اكتملت فقراتها، وأصبحت دستورًا للجماعة الجديدة، ولا يكاد يُعرف من قبل دولة قامت منذ إنشائها على أساس "دستور" مكتوب غير هذه الدولة الإسلامية الجديدة، فإنما تقام الدول أولًا، ثم يتطور أمرها إلى وضع دستور.

وأدت هذه السياسة إلى ازدياد عدد سكان المدينة بعد أن أقبل الناس على سكناها؛ طلبًا للأمن والعدل في ظلها.

ومن مواقف الأنصار النبيلة لما غنم الرسول أموال يهود "بني النضير"، دعا الأنصار وشكرهم فيما صنعوا مع المهاجرين في إنزالهم إياهم في منازلهم، وإشراكهم في أموالهم. ثم قال: "إن أحببتم قسمت ما فتح الله علي من بني النضير بينكم وبينهم، وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم وأموالكم، وإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دونكم". فقال "سعد بن عبادة" و"سعد بن معاذ": "بل نقسمه بين المهاجرين، ويكونون في دورنا، كما كانوا". ونادت الأنصار: "رضينا وسلمنا يا رسول الله"، قال الرسول: "اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار". وأعطى الرسول المهاجرين، ولم يعط الأنصار شيئًا([9]).

أهمية المدينة من خلال أحاديث الرسول:

أحاديث كثيرة خصّها الرسول للأنصار ولمدينتهم، يظهر من خلالها الفارق بين المدينة ومكة:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آية الإيمان حب الأنصار، و آية النفاق بغض الأنصار".

وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر الأنصار إن الله عز وجل قد أدخل قلوبكم الإيمان وخصكم بالكرامة وسماكم أنصار الله وأنصار رسوله".

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : "والذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إلي ثلاث مرات".

 وعن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "اللهم صلّ على الأنصار وعلى ذرية الأنصار وعلى ذرية ذريّة الأنصار".

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم ناساً من الأنصار فقال: "إن قريشاً حديث عهد بجاهلية ومصيبة وإني أردت أن أجبرهم وأتآلفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم" قالوا بلى قال : "لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار". كما آثر الرسول الجلوس بينهم طيلة حياته فقال: "لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار".

ودعا النبي ربه قائلًا: "اللهم حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشد". وعن أنس قال: "كان النبي إذا قدم من سفر، فأبصر إلى درجات المدينة، أَوضَع ناقته وإن كان على دابة حركها".

ودعا لها بضعفي ما في مكة من البركة: عن أنس، أن الرسول قال: "اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة".

 وعن أبي هريرة قال: "كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى النبي، فإذا أخذه رسول الله قال: "اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدننا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه".

وليس أدلّ على قدسيتها ورفعتها من الحديث الذي رواه ابن عمر: قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها".([10])

وعلى الرغم من فتحه مكّة التي بقي يحنّ إليها وإلى بيتها الحرام، أبى النبي إلا أن يسجّى جسده داخل المدينة.

رابعاً- سور القرآن: ما بين الخطاب المكي والتشريع المدني:

إن دراسة سور القرآن، المكية والمدنية، وتفاوت آياتها ومعانيها، ومراعاتها طبيعة المجتمع القبلي في مكة وميزات مجتمع المدينة التعددي؛ ضروري جداً لفهم سياقات المرحلة التي شهدت إتمام رسالة الإسلام ونزول القرآن الكريم.

بدأ تنزيل القرآن بكلمة اقرأ "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"، في غار حراء عندما كان رسول الله في خلوته التي كانت تمتد لأسابيع طويلة. بدأ القرآن بكلمة اقرأ في مكة المكرمة ثم انتهى بمكة أيضاً في آخر آية نزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى: "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (سورة البقرة:281)[11].

وعلى مدى 23 سنة، كان وحي السماء ينزل على النبي خلال 13 سنة في مكة، و10 سنوات في المدينة.

وتبعاً لذلك كانت السور التي نزلت على الرسول في مكة قبل الهجرة هي سور مكية، والآيات والسور التي نزلت عليه بعد الهجرة في المدينة هي سور مدنية.

ولا بد من التنويه بأن التقسيم هو تقسيم زمني وليس مكاني، فالآيات التي نزلت على محمد في مكة بعد الهجرة تعتبر مدنية وليست مكية([12]).

وينبع الاهتمام في معرفة مصدر السور، مكية أو مدنية، من ضرورة  معرفة مراحل التشريع، وتدرّج أحكامه وآياته، منذ بداية الرسالة حتى بلغت آخر العهد النبوي؛ ولا شك أن معرفة هذا التدرج والتفاعل بين القرآن وبين تلك الجماعات المعاصرة للجاهلية، لا سيما داخل المجتمع المكّي، يجعلنا نحيط بعلم مقاصد القرآن.

كما وأنه من العبث دراسة أي نص بشري بمعزل عن سياقاته الزمانية والمكانية، فكيف بدراسة نص سماوي كالقرآن. فالفهم السليم لمقاصد الآيات يرتبط بالزمان والمكان، بل حتى بأسباب النزول.    

ونظراً لهذه الأهمية البالغة نشأ علم "المكي والمدني" ليتحدث عن السور المكية والمدنية وآلية تصنيفهما.

و نتيجة استقراء سور القرآن الكريم، تبيّن أن كل آية ورد فيها لفظ (كلا) هي سورة مكيّة، و كل سورة تخاطب الناس بعبارة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) هي سورة مكيّة، وكل سورة ورد فيها قصص الأمم السّابقة فهي سورة مكيّة أيضاً، وأيضاً كل سورة تُفتَتَح بالحروف المُقطّعة مثل: (الم) و(الر) وغيرها من الحروف فهي سورة مكيّة([13]). كما أنها تتميز بالاختصار والوضوح وكلماتها معبّرة وقوية([14])، لتتناسب مع الوعي القبلي السائد داخل مكة.

أما السور المدنية، فجاءت لتخاطب مجتمعاً ذو ثقافة "مدنيّة تعدّدية" تحتكم للتشريع (القانون)، فكل سورة فيها فريضة أو حدٌّ فهي مدنية، و كل سورة فيها مُجادلة أهل الكتاب هي مدنية، وكل سورة فيها بيان للعبادات، أو المعاملات، أو الحدود، أو المَواريث، أو الجهاد أو العلاقات مع الممالك الأخرى أو حتى تتحدث عن قواعد الحكم، ومسائل التشريع فهي مدنية.

كما أن السور المدنية تخاطب اليهود والنصارى، وتتحدّث عن المُنافقين؛ وتتميز السور المدنية بطولها، وطول المقاطع والآيات، بعكس المكّية.

إذن، السور المكية تركز على أبجديات الدعوة لله، فالله واحد يجب عدم الشرك به، كما أن هناك يوم حساب وجزاء وجنة، وتتحدث عن إعجاز القران ومحاججة المشركين، كما تسرد بعض قصص الأمم الغابرة، كقوم عاد، وثمود، وصالح؛ أي أنها لا تخرج عن مواضيع الدعوة لله، وبلغة يفهمها أبناء البيئة العصبوية.

بينما أتت السور المدنية بمثابة التشريع و"الدستور النظري" لبناء السلطة والمجتمع بتفاصيل دقيقة وكثيرة؛ فهي تبني التشريع العام عبر الحديث التفصيلي عن أحكام العمل والجهاد والحدود والفرائض، والقوانين المدنية والاجتماعية وحتى الدولية.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد السور المكية اثنان وثمانون، أما السور المدنية فهي عشرون، والسور المختلف فيها فعددها اثنتا عشر سورة.

ختاماً..

في المدينة المنورة، أنزل الله على رسوله الآية: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ" (سـبأ /28)، يأمره من خلالها أن يبشّر الأمم والشعوب برسالة الإسلام، فاستتب له الأمر، ودخل العرب في "دين الله أفواجاً"، ليبعث برسائله إلى أباطرة الأرض وملوكها يدعوهم بها إلى الإسلام.

وبتلك "الذهنية المدنية" التي احتضنت الدين الجديد ورسوله، غدت المدينة المنوّرة قطباً جديداً من أقطاب العالم القديم آنذاك، ومنطلقاً لتشكيل أوسع حضارة مدنية إنسانية نهلت من ثقافتها وعلومها جميع أمم الأرض لعقود طويلة بعد وفاة النبي.

وبتلك الذهنية المدنية أيضاً حكم المسلمون البلدان التي فتحوها وشاركوا ببناء حضارتها، ليشهد التاريخ بأنهم "أرحم الفاتحين وأغزرهم حضارة" حسب وصف عالم الاجتماع الفرنسي (غوستاف لوبون).

وبقيت الحضارة الإسلامية تتربع على قمة هرم الحضارات التي عاصرتها إلى أن عادت "الذهنية العصبوية" لتحتل مراحل مختلفة من تاريخ الإسلام وتقوّض ما بُنِـي منذ نظام "المواطنة" الذي جسدته المؤاخاة في المدينة المنورة، ولتبدأ مرحلة دول الخلافة (الثيوقراطية)؛ ما فتح باب الصراع الديني والطائفي على مصراعيه.

 

المصادر والمراجع:

[1] - ابن الأثير، فقه السيرة ص 77

[2] - ابن الأثير، المرجع السابق ص 78

[3] - البخاري، صحيح البخاري، 2/ 702، 743، نسخة الكترونية: http://soo.gd/VN1n

[4] - البلاذري- أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ط1 ، 1959، الجزء الأول، ص156.

[5] - ابن كثير، المصدر السابق: http://soo.gd/y7vN

[6] - موقع إسلام ويب، موسوعة الحديث: http://soo.gd/72ri

[7] - الطبقات الكبرى لابن سعد، محمد بن سعد بن منيع الزهري- ذكر سبب خروج رسول الله إلى الطائف- 6/110”نسخة الكترونية” http://soo.gd/VnDO”

[8] - أرشيف إسلام- الهجرة حدث غيّر مجرى التاريخ- http://soo.gd/J9qCL“

[9] - موقع إسلام ويب، شرح سبب نزول الآية المذكورة في الفقرة، الرابط: http://soo.gd/oBZQ

[10] - تم اختيار جميع الأحاديث من صحيح البخاري- كتاب فضائل المدينة، النسخة الإلكترونية: http://soo.gd/Y44c

[11]- هناك أقوال كثيرة في ذلك، وبما أن الدراسة غير متخصصة بهذا الموضوع فقد وجدنا من الأفضل ذكر أقرب الأقوال إلى ذلك .

[12]- الزركشي- أبو عبد الله بدر الدين محمد، البرهان في علوم القرآن، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب- بيروت-ط1- 1957، ص190-192. وقد ذكر الزركشي ثلاثة أقوال بآلية التفريق بين المدني والمكي وقد اخترنا الأرجح.

[13]- هذه التعميمات تمت بطريقة الاستقراء، لذلك لا بد أن تكون هناك استثناءات قليلة لكل تعميم من هذه التعميمات .

[14]- الزركشي، المرجع السابق، ص192.