icon
التغطية الحية

بناء 110 آلاف منزل للمهجرين.. متى سيفرغ الشمال السوري من الخيام؟

2022.06.13 | 13:27 دمشق

syria_map.png
بناء عشرت آلاف المنازل للمهجرين في الشمال السوري (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

في منتصف عام 2020 بدأت المنظمات الإنسانية بالبحث عن حلول جذرية لإنهاء معاناة القاطنين في الخيام شمال غربي سوريا، لذلك أولت بعض الجهات المحلية والدولية اهتماماً لبناء وحدات سكنية في ريفي إدلب وحلب بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا، لنقل العائلات النازحة بالتدريج إليها، وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية ما أمكن.

لم يكن هذا الخيار مطروحاً من قبل، بسبب التدفق الكبير للمهجرين قسرياً من مختلف المناطق السورية، إلى شمال غربي البلاد، وتعرض المنطقة نفسها لهجمات عسكرية روسية متكررة، أدت إلى فرض حالة من عدم الاستقرار وتخوف من اجتياح روسي يصل إلى المخيمات في المناطق الحدودية بريف إدلب.

أصبحت مشاريع الوحدات السكنية أقرب للتنفيذ بعد اتفاق تركي - روسي في آذار / مارس 2020 ينص على وقف إطلاق النار في إدلب، وقد مهّد ذلك لحالة أمان نسبية في المدن والبلدات السورية القريبة من الشريط الحدودي، بالتالي دفع المنظمات للبدء ببناء قرى سكنية للنازحين.

وقف إطلاق النار أُبرم بعد نحو عام من المواجهات العسكرية، التي انتهت بنزوح مليون و41 ألف نسمة من أرياف حماة وإدلب وحلب إلى المناطق الحدودية مع تركيا، وهو ما حمّل المنظمات الإنسانية مزيداً من المسؤولية، لذلك شرعت جهات تركية -بأمر من الرئيس التركي- ببناء وحدات سكنية ومنازل من الطوب شمالي إدلب، بالتوازي مع توجه منظمات وفرق سورية لتشييد قرى سكنية بدلاً من الخيام، لإيواء النازحين.

ويوجد في مناطق سيطرة "المعارضة السورية" 1489 مخيماً، يعيش فيها قرابة مليون و512 ألف نسمة، بحسب إحصائيات فريق "منسقو استجابة سوريا".

انخرطت عدة منظمات في مشاريع بناء المنازل أو الوحدات السكنية، وبلغت المشاريع ذروتها خلال الأشهر الماضية، بعد إطلاق حملات لجمع أموال تخصص فقط لتأمين مأوى للنازحين، لاقت تفاعلاً كبيراً من السوريين والعرب بشكل عام، ما أنعش الآمال في استمرار الحملات وعمليات البناء "حتى آخر خيمة".

موقع تلفزيون سوريا أجرى مسحاً لمعظم مشاريع الوحدات السكنية، وتوزعها وكلفة البناء الواحد في كل مشروع، ومواصفاته، وبناء على ما أُنجز مقارنة بعدد المهجرين، حاولنا تحديد المدة الزمنية المتوقعة لإفراغ المنطقة من الخيام بشكل كامل، ونقل القاطنين فيها إلى شقق سكنية.

فريق ملهم التطوعي: 2100 منزل ووحدة سكنية

أفاد مدير قسم المأوى في فريق ملهم التطوعي المهندس براء بابولي، بأن قسم المأوى أسس في بداية عام 2020، ونفذ بعد تأسيسه عدة مشاريع سكنية منها وحدات أرضية وأخرى طابقية في محافظتي إدلب وحلب.

وتم تنفيذ المشروع الأول في ناحية قورقانيا - باريشا شمالي إدلب، إذ تم بناء 321 وحدة سكنية أرضية (غرفتان ومنافع / حمّام ومطبخ ومرحاض) مع سقف شادر عازل وزريقة خارجية بالإضافة الى التمديدات الصحية بمساحة 32 متراً مربعاً، بكلفة 500 دولار للوحدة السكنية.

وفي ناحية قورقانيا - طورلاها شمالي إدلب، تم تنفيذ 176 وحدة سكنية أرضية (غرفتان ومنافع/ حمام ومطبخ ومرحاض) مع سقف شادر عازل وزريقة خارجية بالإضافة إلى التمديدات الصحية، بمساحة 32 متراً مربعاً بكلفة 500 دولار.

ونفذ الفريق "مشروع عزيز السكني" في مدينة اعزاز شمالي حلب، حيث تم بناء 472 وحدة سكنية أرضية (غرفتان ومنافع/ حمام ومطبخ ومرحاض) مع سقف بيتوني مسبق الصنع بسماكة 2 سم، وزريقة داخلية وخارجية بالإضافة إلى التمديدات الصحية بمساحة 32 متراً مربعاً بكلفة 750 دولاراً.

وضمن "مشروع أوتاد ملهم" تم تنفيذ 300 شقة سكنية طابقية (غرفتان ومنافع) بمساحة 55 متراً مربعاً ومباني خدمية ومساحات خضراء بإكساء كامل وعناصر إنشائية مسلحة، ومواصفات جيدة، متوسطة من الزريقة البيضاء الداخلية والزريقة الخارجية الملونة بالإضافة إلى التمديدات الصحية والكهربائية والأبواب والنوافذ والسيراميك للمنافع بكلفة 4000 دولار للشقة السكنية.

ويتم العمل ضمن "مشروع قرية ملهم" على تنفيذ 342 شقة سكنية طابقية (غرفتان ومنافع) بمساحة 55 متراً مربعاً، ومبان خدمية ومساحات خضراء بإكساء كامل وعناصر إنشائية مسلحة ومواصفات جيدة، بالإضافة للتمديدات الصحية والكهربائية والأبواب والسيراميك والبلاط، بكلفة 5000 دولار.

وعلى غرار المواصفات هذه، يتم العمل حالياً على الدراسات والمخططات لتنفيذ ما يزيد على 500 شقة سكنية طابقية جديدة ضمن حملة "حتى آخر خيمة"، بمساحة تتراوح بين 55-60 متراً مربعاً، بكلفة 4000 دولار.

هيئة "IHH" التركية تبني 25 ألف وحدة سكنية

انتهت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "IHH" من بناء 18362 وحدة سكنية للنازحين في كل من ريفي إدلب وحلب، ومن المخطط الاستمرار في البناء بهدف الوصول إلى 25 ألف وحدة.

وقال المسؤول الإعلامي للهيئة، سليم طوسون، في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إنه تم بناء منازل فحم حجري في 93 موقعاً في الشمال السوري حتى الآن، مضيفاً أنه تم تنفيذ نوعين من المشاريع، النوع الأول تبلغ كلفة الوحدة فيه 3000 ليرة تركية، بمساحة 24 متراً مربعاً، مع سقف من القماش المشمع.

 

 

وفي المشروع الثاني تبلغ كلفة الوحدة 2500 دولار، بمساحة 40 متراً مربعاً، مع سقف خرساني، وتحتوي على غرفتين ومرحاض وحمام، ومطبخ، وخزان مياه، مشيراً إلى أنه ضمن نطاق هذا المشروع ، يتم بناء المدارس وآبار المياه والمساجد والمرافق الصحية.

الهلال الأحمر القطري يشرف على بناء 5724 وحدة

يشرف الهلال الأحمر القطري على عدة مشاريع لبناء الوحدات السكنية في محافظة إدلب، ومدينتي الباب وجرابلس شرقي حلب، وتسليم القرى للمجالس المحلية في المنطقة بعد الانتهاء من تجهيزها.

وأفاد رئيس وحدة الإعلام في المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في تركيا، ياسر غزال، لموقع تلفزيون سوريا، بأن المشاريع الحالية، تشمل بناء 80 منزلاً في جرابلس مع مرافقها الخدمية (مسجد ومستوصف ومدرسة ومحال تجاریة)، و36 منزلاً في جرابلس ضمن مشروع البناء بالطوب المضغوط، و116 منزلاً في قرية عمران بمدینة الباب، و92 منزلاً في قریة الهلال بمدینة الباب، و1100 منزل مع مرافقها الخدمية في 5 مشاريع متفرقة بريف إدلب.

 

 

ويخطط الهلال الأحمر القطري لبناء ألف منزل خلال الأشهر القادمة، وبناء 300 ضمن مشروع آخر، مع الطموح لبناء 3 آلاف شقة سكنية أخرى.

وحول المواصفات، قال "غزال": "عموماً يتألف كل مبنى من 4 شقق، طابقين، كل طابق يحتوي شقتين، وكل شقة مكونة من غرفتين ومطبخ مستقل وحمام، وأما مساحات المنازل فهي مختلفة لاستیعاب العوائل الكبیرة والصغيرة، فمنها بمساحة 55 متراً مربعاً، وأخرى 46، وأخرى 36، بالإضافة إلى إنشاء كافة مرافق القرية السكنية من مسجد، ومدرسة، ومستوصف، وخزان مياه، وشبكة أنابيب مياه الشرب النظيفة، وشبكات الصرف الصحي والكهرباء، والطاقة الشمسية، وخزان مياه عال، الطرق والأرصفة، والحدائق العامة ومبنى الإدارة، وفي بعض القرى يتم بناء محال تجارية للمساھمة في توفير فرص عمل لبعض أصحاب الحاجة الموجودين في المنطقة.

"عطاء" تبني 2,168 وحدة

أفاد محمد كرنيبو - مسؤول الإعلام الاجتماعي في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية - بأن الجمعية نفذت مشروع "قرية حمد العمار" في أطمة بإدلب (100 وحدة سكنية)، وتجمع عطاء السكني الأول في أطمة (520 وحدة سكنية) وتجمع عطاء السكني الثاني في أطمة (748 وحدة)، وتجمع عطاء السكني في جرابلس (800 وحدة)، مؤكداً أنهم يعملون على بناء قرى سكنية جديدة في اعزاز وجرابلس بريف حلب.

ووقعت الجمعية في منتصف آذار الفائت بروتوكول تنفيذ مشروع بناء 4500 وحدة سكنية بين جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية بالشراكة مع جمعية القلوب الرحيمة وولاية غازي عنتاب التركية، بهدف إيواء العائلات النازحة في شمال سوريا.

وقالت الجمعية إن توقيع البروتوكول جاء "ختاماً للحملة الشعبية التي انطلقت بإشراف من جمعية القلوب الرحيمة في فلسطين 48 وناشطين من الداخل الفلسطيني، بالتنسيق مع جمعية عطاء، بهدف استبدال الخيام بالوحدات السكنية".

"قطر الخيرية" تبني 1800 وحدة

أكد رئيس قسم البرامج والتنمية الدولية في جمعية قطر الخيرية، المهندس خالد عبد الله اليافعي، أن الجمعية أشرفت على مشروعين لبناء وحدات سكنية في الشمال السوري، بعدد إجمالي فاق 1800 وحدة.

وأضاف اليافعي في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن المشروع الأول عبارة عن بناء وتجهير 400 وحدة بالمرافق الخدمية اللازمة لإيواء النازحين، في الدانا بمحافظة إدلب، مع بناء مسجد ونقطة طبية ومدرسة من طابقين ومحال تجارية ومبنى إدارة، وصالة متعددة الأغراض، وبئر ماء، وتجهيز صرف صحي وشبكة المياه، إضافة إلى الطرقات.

وحمل المشروع الثاني اسم "مدينة الأمل السكنية"، الذي يهدف إلى بناء 1400 منزل من الطوب والإسمنت المسلح، من ضمنها 1200 منزل بمساحة 51 متراً للأسر متوسطة العدد، و200 منزل بمساحة 101 متر مربع للأسر التي يفوق عدد أفرادها عن 7 أشخاص، وذلك في منطقة صوران شمالي حلب.

وأشار اليافعي إلى أن كلفة الوحدة السكنية متغيرة حسب كل بناء، لكن الكلفة تبلغ بشكل متوسط 3000 دولار، مضيفاً أنهم يخططون مستقبلاً لإنشاء قرى سكنية جديدة بالتنسيق مع الجهات المحلية.

"البنيان المرصوص" تبني 1354 وحدة سكنية

أشرفت "منظمة البنيان المرصوص" على بناء 1354 وحدة سكنية للنازحين، معظمها في منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي، وقال المدير الإعلامي للمنظمة صالح درويش، إن المشروع الأول يحمل اسم "قرية السلام - مرحلة أولى"، وهو عبارة عن 6 كتل، وكل كتلة فيها 12 شقة سكنية، بمساحة 55 متراً مربعاً.

ويوجد في القرية مدرسة ومستوصف ومبنى للتدريب المهني، ومشغل خياطة، وسوق وخزان وبئر مياه، وشبكة مياه، مع شبكة الصرف الصحي، وحديقة.

وأوضح "درويش" في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن المشروع الثاني يضم 6 كتل (كل كتلة 12 شقة)، وأيضاً بناء كتلة (12 شقة) ضمن مشروع آخر، مع مسجد وحديقة وبئر ماء، ورصف الطرقات.

وبنت المنظمة ضمن "مجمع البنيان" 1042 وحدة سكنية (غرفة ومنافع بمساحة 25 وأخرى غرفتين ومنافع مساحتها 40)، مع 3 مساجد ومدرستين ومستوصف وسوق وآبار مياه، في حين تعمل الجهة نفسها على بناء 156 وحدة (غرفة ومنافع بمساحة 25) ضمن "تجمع البنيان السكني".

1494 منزلاً لـ "أنصر"

أوضح المدير التنفيذي للهيئة العالمية للإغاثة والتنمية - أنصر، حمزة العبد الله، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أن الهيئة بنت 494 منزلاً للنازحين عبر عدة مشاريع، في بابسقا بإدلب، ومدينة اعزاز وبزاعة بريف حلب، مؤكداً أنهم وضعوا خطة لبناء 1000 منزل جديد للنازحين على الأقل، خلال عام 2022، والاستمرار لاحقاً بمثل هذه المشاريع.

1100 وحدة لمؤسسة "سكن"

نفذت مؤسسة "سكن" للرعاية والتنمية 3 مشاريع في محافظة إدلب لبناء وحدات سكنية، بمجموع إجمالي يبلغ 1100 وحدة سكنية بحسب إعلامي المؤسسة إبراهيم نهار.

وقال نهار لموقع تلفزيون سوريا، إن المشروع الأول في كفرلوسين (170 وحدة)، والثاني بجبل كللي (415 وحدة) والثالث في كفر تعنور  (515 وحدة)، مضيفاً أن كلفة الوحدة السكنية نحو 1850 دولاراً، بمساحة 49 متراً مربعاً (غرفتان ومطبخ وحمام ومرحاض).

مجموعة "هذه حياتي": 680 وحدة

انتهت مجموعة "هذه حياتي التطوعية" من بناء قرية "الحياة 1" في باريشا بريف إدلب، وفيها 200 وحدة سكنية، بمساحة 55 متراً مربعاً، وبكلفة 2200 دولار، مزودة بالكهرباء والإنترنت والمياه الحلوة، ووفقاً للمدير الإعلامي بالمجموعة، فاتح رسلان، يتم وضع المخطط الهندسي لبناء قرية سكنية طابقية في مدينة اعزاز (480 وحدة).

قرية "بسمة": 236 وحدة سكنية

قال مسؤول مشاريع البناء في جمعية الأيادي البيضاء، يوسف وردة، إنهم انتهوا من بناء "قرية بسمة" السكنية للنازحين في منطقة الغزاوية بعفرين، حيث تحتوي على 236 وحدة، بتكلفة 4000 دولار مع البنية التحتية (غرفة وصالون ومنتفعات بمساحة 50 متراً مربعاً)، مشيراً إلى أنهم مستمرون في إنجاز المزيد من الوحدات بنفس المواصفات والمكان.

 

204 وحدات سكنية في مارع

بإشراف جمعية الفلاح الخيرية وبرعاية الهيئة الفلسطينية العالمية، تم افتتاح مدينة "حبيب الرحمن" السكنية في منطقة مارع شمالي حلب، وبحسب "أبو ماهر الصالح" - أحد المشرفين على المشروع - فإن عدد الوحدات السكنية يبلغ 204 وحدات، بمساحة 40 متراً مربعاً لكل وحدة.

 

"حكومة الإنقاذ" أشرفت على 37 ألف وحدة سكنية

قال مدير العلاقات العامة في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في "حكومة الإنقاذ" محمد غزال، إن الوزارة أشرفت على تنفيذ العديد من المشاريع السكنية بالمخيمات، توزعت في عدة مناطق بإدلب، أهمها كللي ومشهد روحين ودير حسان وكفر لوسين والكمونة وتل الكرامة.

وأضاف غزال في حديث مع موقع تلفزيون سوريا: "الجهات المنفذة للمشاريع، هي المنظمات التركية والجمعيات المحلية التي تعتمد على الدعم العربي أو الجاليات المسلمة، وبلغ عدد الوحدات السكنية حتى الآن والتي تم تسليمها قرابة 37 ألف مسكن".

جهات أخرى بنت وحدات سكنية

  • الحكومة التركية تعهدت ببناء 52 ألفاً و800 منزل من الطوب في إدلب.
  • جمعية "دنيز فناري" التركية بنت 1500 وحدة سكنية في إدلب.
  • جمعية "الإغاثة 48" الفلسطينية افتتحت قرية "يافا البرتقال" التي تحتوي على 100 وحدة سكنية للنازحين.
  • جمعية "الإغاثة 48" الفلسطينية جمعت تبرعات لبناء 1500 وحدة سكنية أخرى شمالي سوريا.
  • منظمة "بنيان" بنت 98 شقة سكنية في الباب شرقي حلب.
  • بناء 610 منازل مؤقتة، في إدلب من قبل "اتحاد الجمعيات التي تقدر البشرية" التركي (İDDEF).
  • جمعية "صدقة تاشي" التركية، بنت 250 منزلاً من الطوب، للأسر النازحة، في إدلب.

خطط استراتيجية طويلة المدى

تعتزم بعض المنظمات الإنسانية الاستمرار في بناء الوحدات السكنية في الشمال السوري خلال السنوات القادمة، مثل فريق ملهم التطوعي الذي حمل شعار "حتى آخر خيمة" خلال حملاته لجمع التبرعات المخصصة لبناء الوحدات.

وتعطي هذه المشاريع بارقة أمل لآلاف العائلات النازحة للعيش في منازل أو وحدات سكنية بدلاً من الخيام، كما أن التفاعل الكبير من قبل المنظمات والمتبرعين في مختلف دول العالم مع مثل هكذا مشاريع، طرح تساؤلاً عن إمكانية خلوّ الشمال السوري من الخيام بشكل كامل على المدى البعيد، وتطبيق شعار "حتى آخر خيمة" واقعاً على الأرض.

ويبدو أن مؤسسات المعارضة السورية بدأت تفكر جدياً في العمل على إفراغ منطقة شمال غربي سوريا من الخيام، حيث عقد الائتلاف الوطني السوري في نهاية شهر كانون الثاني الماضي اجتماعاً افتراضياً مع المنظمات العاملة في الإيواء وإسكان النازحين والمهجّرين في الشمال، وبحث معهم أوضاع المخيمات العشوائية وضرورة العمل على إيجاد حل دائم إلى حين عودتهم إلى مناطقهم الأصلية.

وتحدث رئيس الائتلاف سالم المسلط خلال الاجتماع عن دور الائتلاف وعن استعداده لتقديم التسهيلات للحصول على الأراضي اللازمة للمنظمات التي تود القيام بمشاريع إسكانية، وتسهيل عبور أفراد المنظمات لتقوم بدورها في مناطق الشمال السوري.

وخلص الاجتماع إلى مجموعة من التوصيات أهمها وضع خطط استراتيجية طويلة المدى تجاه النازحين والمهجّرين وتوزيع الأدوار بين الفاعلين، والعمل على نقل كامل سكان المخيمات إلى وحدات سكنية مؤقتة، والمبادرة إلى تخطيط المدن والقرى العشوائية في الشمال السوري، بحسب بيان صدر عن الائتلاف.

بناء 110 آلاف منزل.. متى يمكن أن يخلو الشمال السوري من الخيام؟

حصل موقع تلفزيون سوريا على آخر تحديث -عملت عليه وحدة تنسيق الدعم في كانون الثاني الماضي- لعدد المخيمات في شمال غربي سوريا، ويفيد بأن عدد المخيمات في الشمال السوري بلغ 1401 مخيم، يعيش فيها مليون و680 ألف شخص (320 ألف عائلة).

CCCM_ISIMM_April 2022-1.jpg

 

CCCM_ISIMM_April 2022-0.jpg

ووفقاً لمدير وحدة إدارة المعلومات في وحدة تنسيق الدعم، قاسم شوبك، فإن لديهم إحصائيات تفيد بوجود 127 تجمعاً للوحدات السكنية، تضم 30,448 وحدة، ويعيش فيها 32,084 عائلة (171,521 شخصاً)، مضيفاً أن هذه الإحصائيات لا تشمل كل الوحدات في المنطقة، إنما معظمها.

بالعودة إلى المنازل والوحدات السكنية (المبنية والمقرر بنائها) التي أحصاها موقع تلفزيون سوريا، فإن عددها يبلغ 79,918 وحدة، وفي حال أضفنا عدد الوحدات التي تعهدت الحكومة التركية بتشييدها يصبح العدد 134 ألف وحدة.

سيبلسيبلشسثلبقسثق.jpg
عدد المجمعات السکنیة على مستوى القریة

ومن المتوقع أن تكون بعض الوحدات متداخلة بين أكثر من جهة، فيمكن أن تكون المشاريع التي نفذتها هيئة "IHH" التركية، تدخل ضمن ما تعهدت به الحكومة التركية، ويمكن أيضاً أن تدخل بعض مشاريع المنظمات التي تم إحصاؤها. ضمن عدد الوحدات التي تشرف عليها حكومة الإنقاذ في إدلب.

وفي حال تم حذف 20 ألف وحدة من مجمل عدد الوحدات تحسباً لتداخل المعلومات بين أكثر من طرف، يصبح العدد الإجمالي للوحدات 110 آلاف وحدة، ما يعني أنها تغطي ثلث عدد العائلات القاطنة في المخيمات (320 ألف عائلة).

220 ألف عائلة ما زالت تعيش في الخيام

إذا غطت هذه الوحدات 110 آلاف عائلة، يصبح عدد العائلات في المخيمات 220 ألف عائلة، وفي حال استمرت المنظمات في مشاريعها، فإنه يتطلب بناء 44 ألف وحدة خلال العام الواحد، لكي يفرغ الشمال السوري من الخيام خلال مدة 5 سنوات.

660 مليون دولار لإفراغ الشمال السوري من الخيام

تحتاج المنظمات لميزانية ضخمة لبناء هذه الوحدات خلال 5 سنوات، إذ يجب جمع 660 مليون دولار، لبناء 220 ألف وحدة سكنية (تكلفة 3000 دولار)، أي 132 مليون دولار سنوياً، وهو مبلغ من الصعب جمعه عبر التبرعات، ويحتاج إلى مساهمة دولية وأممية، وبذلك يصبح هدف إفراغ الشمال السوري من الخيام صعب المنال خلال 5 سنوات، ويحتاج إلى فترة أطول في حال لم تتدخل جهات دولية لدعم المشاريع السكنية.

"لا يمكن وضع جدول زمني"

قال مدير العلاقات العامة في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية بـ "حكومة الإنقاذ"، محمد غزال: "نحن في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية نعتمد على آلية عمل بهذا التوجه (الانتهاء من المخيمات) ضمن أولويات مرحلية، وهناك طوارئ متعددة تطرأ على هذا الملف منها تضرر بعض المخيمات موسمياً بحيث يتوجب عليك نقل العوائل من بعض المخيمات العشوائية قبل غيرها".

وأشار إلى أنه "لا يمكن وضع جدول زمني لإنهاء هذا الوضع لأسباب عديدة أهمها عدم الاستقرار وعدم وجود نظام معين لعدد المشاريع المنفذة زمنياً، أما في حال التوجه العام للمنظمات بالطاقة الممكنة فيمكن الانتهاء بشكل كامل من وضع المخيمات بتنظيمها ضمن مشاريع سكنية خلال مدة ثلاث سنوات (في إدلب فقط)".

من جانبه قال مدير قسم المأوى في فريق ملهم، براء بابولي: "الحاجة للمأوى كبيرة جداً مقارنة بالعدد الهائل للنازحين، لذلك يجب تكثيف الجهود وتوجيه جميع المنظمات للعمل ضمن هذا القطاع، فالمشاريع المنفذة حالياً عددها قليل جداً، ولكن الإيجابية الحالية أنه تمت المباشرة بمرحلة إعادة إعمار بسيطة لتوفير مسكن كريم لأهلنا النازحين".

الائتلاف يعد دراسة لتقديمها إلى تركيا وقطر

أكد منسق دائرة شؤون اللاجئين في الائتلاف عدنان رحمون، لموقع تلفزيون سوريا، أنهم عقدوا اجتماعاً مع المنظمات العاملة في الإيواء وإسكان النازحين، لوضع خطط استراتيجية طويلة المدى بهذا الخصوص وتوزيع الأدوار بين الفاعلين، والعمل على نقل كامل سكان المخيمات إلى وحدات.

وقال رحمون: "لسنا الدولة الأولى التي ينزح أو يُهجر أهلها ويسعى قسم كبير من شعبها للجوء لدول الجوار، وهناك تجارب دولية لحل مشكلة النزوح المطَّول يمكن الاستفادة منها، لذلك يجب العمل على خطة وطنية لحل مشكلات النزوح المؤلمة في المخيمات".

وختم رحمون حديثه قائلاً: "بحكم أن الائتلاف الممثل الشرعي، واجب عليه وضع الخطة والعمل على تنفيذها، وكذلك الحكومة المؤقتة بوزاراتها المختصة، ومنظمات المجتمع المدني المحلية، والمنظمات الدولية، والنازحين أنفسهم، فالجميع مسؤول عن تنفيذ الخطة الوطنية للانتهاء من مأساة النزوح، ونعمل الآن في الائتلاف على دراسة مفصلة ستقدم للحكومة التركية بحكم عملهم بإنشاء وحدات سكنية، وستعرض الدراسة على جهات أخرى داعمة لمشاريع الوحدات السكنية مثل قطر وغيرها".