icon
التغطية الحية

بمناسبة الشهر الفضيل... 9 حقائق لا تعرفها عن التراث العربي الأميركي

2023.04.12 | 15:31 دمشق

الرئيس الأميركي جو بايدن يشارك في الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي - المصدر: الإنترنت
الرئيس الأميركي جو بايدن يشارك في الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي - المصدر: الإنترنت
Mental Floss- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

شهر التراث العربي الأمريكي الذي يتم الاحتفاء به في نيسان من كل عام، يعتبر مناسبة جديدة نسبياً على التقويم الميلادي، إلا أن تاريخ المهاجرين العرب في الولايات المتحدة يعود لزمن أقدم من ذلك بكثير، ولهذا نقدم لكم اليوم بضع حقائق عن هذه المناسبة التي تحتفي بالآثار الإبداعية والثقافية والاقتصادية التي خلفها العرب على المجتمع الأميركي.

  1. التاريخ العربي الأميركي بدأ في  عام 1527

ثمة تاريخان لأوائل حالات ظهور أشخاص عرب في البلاد التي أصبحت اليوم الولايات المتحدة الأميركية، إذ في عام 1528، وصل عبد مغربي اسمه إستيفانيكو أزيموري إلى ما يعرف اليوم بفلوريدا ضمن الحملة الإسبانية الساعية لاحتلال المنطقة الممتدة على ساحل الخليج، وبعد سلسلة من الكوارث، سافر إستيفانيكو مع رجلين آخرين تحت إمرة ألفار نونيز كابيزا دي فاكا، بوصفهم الناجين الوحيدين من الجماعة الأصلية، فوصلوا إلى تكساس ومكسيكو ونيومكسيكو، وتعرضوا للاستعباد من قبل القبائل الأصلية وغير ذلك من المصاعب، ثم قتل  إستيفانيكو على يد شعب الزوني وهم يدافعون عن موطن الهنود الحمر ولهذا خلده كابيزا دي فاكا فيما سرده عن تلك المحنة.

ثم وصل أنطونيو بيشلاني إلى نيويورك قادماً من لبنان بعد أكثر من ثلاثمئة عام، ليصبح أول مهاجر عربي أميركي بحسب ما أورده كثير من الباحثين. كان بيشلاني قد اعتزم دراسة الديانة المسيحية في تلك المدينة، ثم عاد إلى لبنان كمبشر ولهذا مايزال الجدل قائماً حول توصيفه كأول مهاجر حقيقي إلى تلك البلاد، خاصة بعد إصابته بمرض السل ووفاته في بلده في عام 1856، أي أن الفترة التي أمضاها في الولايات المتحدة كانت قصيرة، ومع ذلك يعتبر وصوله إلى هذه البلد بمنزلة حجر الأساس للتاريخ العربي الأميركي.

  1. أربع موجات هجرة للعرب إلى أميركا

منذ زمن بيشلاني، وصلت أربع موجات هجرة كبرى للعرب إلى أميركا، أولها كانت بين ثمانينيات القرن التاسع عشر وعام 1924، حيث استقبلت البلاد نحو 95 ألف مهاجر قدموا من سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، مع مجموعة أصغر أتت من اليمن ومصر والعراق والمغرب. ظهرت موجة الهجرة الثانية ما بين عامي 1925 و1965، على الرغم من صدور قوانين فيدرالية عنصرية تحد من أعداد المهاجرين القادمين من دول معينة. ثم ظهرت قوانين أنسب للمهاجرين عقب أواسط ستينيات القرن الماضي، وهذا ما استدعى موجة هجرة هائلة امتدت حتى تسعينيات القرن العشرين، وحملت معها مختلف أطياف وشرائح المجتمع العربي إلى الولايات المتحدة، إذ كان بينهم لاجئون وعمال وأصحاب مهن راقية، وطلاب وغيرهم. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، توحدت تلك الفئات مع المهاجرين العرب الفارين من القلاقل السياسية في العراق والصومال وسوريا ومصر وغيرها.

  1.  أكبر جالية عربية أميركية موجودة في ميتشيغان  

Mid-20th century color illustrated postcard of the Ford auto factory in Dearborn, Michigan

بطاقة بريدية تظهر معمل فورد للسيارات بمدينة ديربورن بولاية ميتشيغان الأميركية

تعتبر ضاحية ديترويت موطناً لأكبر تجمع سكاني عربي أميركي في البلاد، وترجع أصول هذه الجالية لأواخر القرن التاسع عشر، عندما وصلت موجة من المهاجرين اللبنانيين إلى الولايات المتحدة هرباً من التجنيد الإجباري العسكري والبطالة التي أعقبت حالة الانحطاط والتراجع في صناعة غزل الحرير. وهكذا وصل كثيرون منهم إلى ديربورن بحثاً عن عمل، ومع انطلاق صناعة السيارات في أميركا، استقطبت فرص العمل مزيدا من المهاجرين إلى المنطقة، فكان بينهم من أتوا من الدول العربية. أما قوانين الإسكان فقد استهدفت أهالي ديترويت من السود في تلك الفترة، في حين كان العرب الأميركيون يعتبرون بيضاً من قبل مكتب الإحصاء الأميركي، ولهذا كان من السهل عليهم تجنب القيود العنصرية المفروضة على السكن والاستقرار في الضواحي.

يقدر عدد العرب الأميركيين في ديربورن اليوم بنحو 42% من سكانها، ما يجعل منها خياراً مناسباً للأجيال الجديدة من المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط، وقد أقيم في تلك المدينة المتحف الوطني العربي الأميركي في عام 2017، كما أنتخب أهالي هذه المقاطعة عبدالله حمود ليمثل ميتشيغان في مجلس النواب فكان بذلك أول نائب عربي أميركي وهو يشغل اليوم منصب عمدة نيوبورن.

  1. أول احتفال باليوم الوطني العربي الأميركي كان في عام 1992

قبل 30 سنة تقريباً من الاعتراف بشهر التراث العربي الأميركي كمناسبة رسمية وطنية وتصدر ذلك عناوين الصحف، كانت هنالك مناسبة أخرى تهدف إلى الاحتفاء بالإسهامات الإبداعية والثقافية والتاريخية المميزة للعرب الأميركيين في هذه البلاد.

إذ في قرار مشترك تمت المصادقة عليه في تشرين الثاني 1989، طالب مجلس الشيوخ ومجلس النواب الرئيس السابق جورج بوش بتخصيص يوم وطني عربي أميركي ويصادف 25 تشرين الأول. وعندما أعلن الرئيس عن موافقته على هذا الإجراء، أشار إلى أن العرب الأميركيين "أضافوا قوة وتنوعاً للمجتمع الأميركي" بالإضافة إلى قيامهم بإثراء الثقافة، وطالب الأميركيين بالاعتراف بهذه المناسبة، وبحلول عام 1992، أقيمت مهرجانات احتفاء بذلك في عدة ولايات بينها كاليفورنيا وكارولينا الشمالية وأوهايو.

  1. الحملة لتخصيص شهر كامل للاحتفاء بالتراث الوطني العربي الأميركي بدأت في عام 2017

استمر الاحتفاء بالتراث العربي الأميركي على مستوى الولايات، على الرغم من اختلاف تاريخ احتفائها بذلك. إلا أن الدفعة التي أدت لظهور مبادرة وطنية موحدة لم تأت قبل عام 2017، ففي ذلك العام، بدأت مؤسسة غير ربحية ومؤسسة إعلامية وكلاهما عربيتان أميركيتان بالتعاون معاً على إطلاق شهر التاريخ العربي الأميركي بصورة رسمية، إلا أن الحملة لم تؤيدها في البداية سوى بعض الولايات، بعد ذلك كبر الدعم والتأييد لها.

  1. عضوتان عن ميتشيغان في الكونغرس رعتا قرار إقامة شهر للتراث الوطني العربي الأميركي

A portrait of a young poet Khalil Gibran, future author of 'The Prophet.'

صورة لجبران خليل جبران أيام شبابه

في 30 نيسان، تقدمت النائب في الكونغرس دونا شلالة من فلوريدا بمشروع قانون لمجلس النواب حتى يتم الاعتراف بشهر نيسان رسمياً كشهر للتراث العربي الأميركي، وقد أيد هذا القرار نائبتان عن ولاية ميتشيغان وهما ديبي دينغيل ورشيدة طالب، إلى جانب مجموعة من النواب الذين رعوه وأيدوه في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

وفي نص القانون أكد الجميع على "الإسهامات المهمة في كل جوانب المجتمع الأميركي، أي في الطب والقانون والمشاريع التجارية والتقانة والمشاركة المدنية والحكومة والثقافة"، وسلطوا الضوء على بعض الإنجازات المهمة التي حققها عرب أميركيون، كان من بينها رواية أمين ريحاني التي صدرت في عام 1911 والتي تحمل عنوان: كتاب خالد، وديوان جبران خليل جبران: النبي، ومشفى سانت جود لأبحاث الطفولة الذي أسسه الفنان داني توماس في أواسط القرن العشرين.

  1. نصف الولايات الأميركية باتت تعترف اليوم بشهر التراث العربي الأميركي

بعض الولايات، بينها إيلنوي وأوريغون وفيرجينيا، أخذت على عاتقها سن قانون دائم خاص بها لاضفاء الصبغة الرسمية على شهر نيسان ليكون شهراً للتراث العربي الأميركي، ويتم التخطيط الآن للعمل بهذا القانون في ولاية إنديانا وماريلاند وميتشيغان ونيوجيرسي ونيويورك وأوهايو ورود آيلاند أيضاً.

أما في باقي الولايات، فقد اعترف حكامها في خطاباتهم السنوية بإعلان عطلة رسمية احتفاء بذلك تمتد طوال هذا الشهر، ولهذا فإن الجالية العربية الأميركية في حالة ترقب لإعلان ذلك في سائر الولايات الأميركية، إذ بلغ عدد الولايات التي اعترفت بذلك 18 ولاية حتى الآن.

  1. وزارة الخارجية الأميركية والرئيس جو بايدن يقران بتحويل شهر نيسان إلى شهر للتراث العربي الأميركي

في الوقت الذي لم تقر فيه معظم الولايات الأميركية بشهر نيسان على أنه شهر التراث الوطني العربي الأميركي، أقرت كل من وزارة الخارجية الأميركية والرئيس جو بايدن بذلك منذ عام 2021، حيث كتب بايدن في رسالة وجهها للجالية العربية الأميركية في ذلك العام: "إن الجالية العربية الأميركية ضرورية من أجل نسيج أمتنا، ويشرفني أن أشارك في هذا الاحتفال الذي يعترف بالثقافة والتراث العربيين الأميركيين وإسهامات العرب الأميركيين في المجتمع الأميركي".

وفي نيسان 2023، ألقى الرئيس بايدن ما وصفه العرب الأميركيون بالخطاب التاريخي الذي يعترف بشهر التراث الوطني العربي الأميركي، والذي أقر فيه بالأثر الذي خلفه العرب الأميركيون على كل شيء، بدءاً من التجارة وصولاً إلى العلوم، وقال: "على الرغم من أن العرب الأميركيين أثروا أمتنا، إلا أن كثيرين منهم مايزالون يتعرضون للإجحاف والتعنت والعنف، وفي ذلك وصمة عار على جبين ضميرنا الجمعي".

  1. لم يقر مجلس النواب بعد بالقوانين المعنية بشهر التراث العربي الأميركي

مع تعاظم أهمية شهر التراث العربي الأميركي، زادت الدعوات المطالبة بالاعتراف بالقانون من قبل مجلس النواب الأميركي، إذ في حزيران 2022، أعادت النائبتان رشيدة طالب وديبي دينغيل طرح القانون للمرة الثالثة، حيث قالت طالب في خطاب لها: "بوصفي امرأة عربية أميركية في الكونغرس، لذا فإنني أدرك مدى أهمية ضمان قيامنا بكل ما بوسعنا القيام به لنكفل ما يدعو العرب الأميركيين للشعور بأنهم ينتمون إلى الولايات المتحدة مع إظهار التقدير لمساهماتنا في هذا البلد، وذلك لأن العرب الأميركيين حولوا الولايات المتحدة إلى مكان أفضل، وهذا ما يجعلني أتطلع لأرى هذا القرار وقد تم إقراره وتبنيه".

المصدر: Mental Floss