icon
التغطية الحية

بمشاركة سورية.. حضور بارز للدور العربية في معرض الكتاب الإسلامي بإسطنبول

2022.04.21 | 06:13 دمشق

microsoftteams-image_4.png
معرض الكتاب الإسلامي في إسطنبول (تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

في باحة جامع السلطان محمد الفاتح الشهير في مدينة إسطنبول التركية، تستقبلك خيام منظمة حول جزء من جدران المسجد الضخم، وسط إقبال واسع من الزائرين لرحابه، في فعالية تستمر إلى الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك.

على أبواب تلك الخيام، كتب أنه "معرض الكتاب الإسلامي 39" الذي تنظمه "الشؤون العامة الدينية التركية"، بمشاركة دور نشر سورية وعربية تحت رعاية "الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي".

واتخذ المنظمون للمعرض شعار "التراث الرمضاني منذ 39 عاماً"، متخللاً في أيامه أنشطة ومحاضرات وندوات علمية وثقافية وحفلات توقيع وتوزيع كتب، حيث يستمر المعرض حتى 27 من نيسان 2022 الموافق لـ (26 من رمضان الجاري).

حضور بارز للكتاب العربي

ولأول مرة تشارك الدور السورية والعربية في تركيا أو من خارجها في المعرض المحلي التركي، الذي يقام في ثلاث مناطق بتركيا، معرضان في إسطنبول، الأول افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قسماً منه في جامع تشاملجا الكبير في القسم الآسيوي، والآخر في الفاتح الذي أشرف على افتتاحه رئيس الشؤون الدينية الدكتور علي أرباش، والثالث في العاصمة أنقرة.

وينظم أكبر تلك المعارض في حي الفاتح الذي يعج بالجاليات العربية إلى جانب الوجود السوري الواسع، كما أن الحي يضم عدداً وفيراً من المكتبات ودور النشر السورية والعربية التي تنّشط الحقل الثقافي في إسطنبول وتركيا.

وخصصت إدارة المعرض بساحة جامع الفاتح مساحة قدرها (450 متراً مربعاً) لأجنحة القسم العربي، من أصل 1500 متر مربع لكامل مساحة المعرض.

ورصد موقع "تلفزيون سوريا" حضوراً غفيراً من العائلات العربية والتركية، الذين يرتادون الجامع خصوصاً في شهر رمضان، وبالذات بعد صلاة العشاء مع إقامة صلاة التراويح.

كما كان لافتاً تنوع عناوين الكتب الإسلامية والثقافية المعروضة، والتي تنوعت بين العربية والتركية، في استهداف لكل شرائح المجتمع، إلى جانب الكتب التي تركز على الأطفال وفئة اليافعين.

MicrosoftTeams-image_0.png
معرض الكتاب الإسلامي في إسطنبول (تلفزيون سوريا)

مشاركة سورية لأول مرة

وبالرغم من إقامة المعرض في مناطق متعددة من تركيا وإسطنبول، إلا أنها أول مشاركة سورية وعربية فيه، والذي يراها أصحاب دور النشر السوريون، نقلة مهمة لتعريف القارئ التركي المهتم باللغة العربية بآخر إصدارات دورهم أو آخر المنشورات العربية عموماً.

كما أنه من المهم المشاركة في أي معرض من نوعه، يمكن من نجاح السوريين في تركيا، خصوصاً من ناحية الكتاب العربي، الذي عانى من عدة أزمات من ناحية الطبع والتوزيع في ظل جائحة كورونا التي بدأت عام 2020، وألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة.

وفي إطار ذلك قال هارون الزير مدير دار رؤية للنشر والإنتاج الإبداعي لموقع "تلفزيون سوريا"، "لأول مرة نشارك كسوريين ودور عربية في هذا المعرض، الذي يأتي في شهر رمضان المبارك، حيث إن أغلب الدور العربية المشاركة بما فيها السورية موجودة في إسطنبول، إلى جانب توكيلات بيع الكتب لدور نشر من مصر أو لبنان أو الداخل السوري أو العراق وعدة دول عربية".

وأضاف أن الكتب المعروضة لا تقتصر على المطبوعة لدى دور النشر، إنما يوجد كتب متنوعة لدور عربية أو سورية، تضم الكتب الإسلامية، والثقافية وكتب الطفل، والكتب التعليمية والأكاديمية".

وأردف الزير أن "بعض الدور السورية المشاركة في المعرض، عندها ترخيص رسمي في تركيا، إلى جانب ترخيصها الأصلي في سوريا مثل دار الفجر، وجليس الزمان، والمعرفة، وغيرها".

MicrosoftTeams-image (5).png
هارون الزير مدير دار رؤية للنشر والإنتاج الإبداعي (تلفزيون سوريا)

إقبال واسع وأسعار مرتفعة

وتشهد تركيا ارتفاعاً في الأسعار جراء تداعيات أزمة كورونا، وانخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار، إلى جانب آثار غزو روسيا لأوكرانيا في شباط الماضي، الأمر الذي انعكس سلباً على سوق الكتب بشكل عام.

وأكّد مدير دار رؤية لموقع "تلفزيون سوريا" أن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار الكتاب عموماً، سواء التي تأتي من خارج إسطنبول أو التي يستوردها الناشرون من مصر أو لبنان أو بقية الدول العربية، لارتباطها بسعر صرف الدولار".

وأردف أن الكتب المطبوعة في تركيا، شهدت ارتفاعاً في تكاليف طباعتها، لأن الدور تعتمد على الطباعة هنا، بسبب غلاء المواد الأولية بشكل كبير بعد جائحة كورونا، والتضخم الحاصل في السوق التركية ما أثر في بيع الكتاب، وأثر في المهنة برمتها".

وبما يخص الإقبال في معرض الكتاب الإسلامي، قال هارون الزير: "كون هذه المشاركة الأولى لنا كدور نشر عربية، نجد أن الإقبال جيد لكن القوة الشرائية ضعيفة إلى حد ما بسبب الغلاء العام، وبسبب التكاليف الباهظة التي ترهق السكان خصوصاً في شهر رمضان المبارك، وما يترتب عليه من زيادة في المصاريف".

MicrosoftTeams-image (1)_1.png
معرض الكتاب الإسلامي في إسطنبول (تلفزيون سوريا)

كتب إسلامية وللأطفال

من جهته قال أحمد مبارك، أحد زوار المعرض، إن "فكرة المعرض جميلة  في شهر رمضان، والأهم هو موقعه في ساحة جامع الفاتح التي تعج بالزائرين خصوصاً في يوم الجمعة، وليالي رمضان".

وأضاف في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" أن "هناك تنوعاً جيداً في الكتب الإسلامية، لكن الأسعار مرتفعة بعض الشيء، ولاحظت أن الكتب التركية المترجمة للعربية أرخص نوعاً ما من العربية، وربما يعود ذلك لأجور الشحن أو أن الكتب التركية مدعومة من أوقاف أو جمعيات".

ولفت إلى أن وجود أكثر من معرض كتاب في السنة جيد، إن رافقه بعض التخفيضات حيث يستطيع الشخص أن يشتري حاجته من الكتب على فترات متباعدة.

من جانبها، قالت رؤى كريم، إحدى زائرات المعرض إنها تفاجأت به حينما دخلت إلى جامع الفاتح، حيث دخلت واشترت عدة كتب لأطفالها من عدة دور نشر سورية.

وأوضحت لموقع "تلفزيون سوريا" أن "المعرض مهم، على رغم صغر مساحته، إلا أنه متنوع، ويضم قصصاً للأطفال وطبعات جديدة للقرآن الكريم، إلى جانب قصص الأنبياء والتفاسير وكتب أخرى نفتقدها في مكتباتنا المنزلية هنا خصوصاً في شهر رمضان". 

وبحسب المنظمين للمعرض يشارك في القسم العربي 30 جناحاً فيه أكثر من 100 وكالة ودار نشر من مختلف الناشرين العرب المقيمين في إسطنبول أو المدن التركية الأخرى ووكلائهم من الدول العربية.

MicrosoftTeams-image (2)_0.png
معرض الكتاب الإسلامي في إسطنبول (تلفزيون سوريا)

وعلى هامش المعرض أقيمت وستقام خلال الأيام الباقية منه ندوات ومحاضرات لعدد من الكتاب من بينهم، الداعية السوري سارية الرفاعي، والإعلامي السوري أحمد زيدان، والمؤرخ المصري محمد إلهامي، إلى جانب آخرين.

ويقيم على الأراضي التركية أكثر من 5 ملايين شخص من الجالية العربية، معظمهم من السوريين، الذين لديهم إسهام أساسي في تأسيس مكتبات ودور نشر عربية في البلاد.

ومنذ عام 2016، تنظم "الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي" بالتعاون مع اتحاد الناشرين الأتراك، معرض الكتاب العربي في تركيا، بمشاركة أكثر من 250 دار نشر من 23 دولة حول العالم، والذي يحظى بإقبال عربي واسع وفعاليات ثقافية وفنية متنوعة.