icon
التغطية الحية

بعد عشر سنوات.. شبكة الإنترنت تهدد أرشيف الحرب السورية

2021.03.10 | 11:36 دمشق

maxresdefault.jpg
صورة أرشيفية لمظاهرة في مدينة حماة في تموز 2011 - يوتيوب
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أعرب خبراء وناشطون سوريون عن خشيتهم من خسارة أبرز الأدلة التي تم توثيقها للانتهاكات الإنسانية خلال الحرب في سوريا، رغم الجهود الضخمة لحفظها.

وقالت ضيا كيالي، من منظمة "مينوميك" الدولية لأرشفة المواد الرقمية المهددة بالاختفاء، إن "ثمّة شعور حقيقي لدى من يعمل في مجال التحقيقات عبر المصادر المفتوحة بأنه يصار إلى إزالة التاريخ السوري"، موضحة أن ذلك "عملية نزف ثابتة ومستمرة لمجموعة أدلة"، وفق ما نقلت عنها وكالة "فرانس برس".

وبحسب كيالي، فإنه وبعد مقارنة مقاطع الفيديو المحفوظة لدى مبادرة "الأرشيف السوري"، المعنية بالحفاظ على وثائق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، بتلك المقاطع المتوفرة إلكترونياً، تبين أن ربع المحتوى الموثّق لم يعد موجودا على يوتيوب".

وأوضحت "فرانس برس" أنه "يمكن للوضع أن يتفاقم، فقد توصّل نواب في الاتحاد الأوروبي نهاية العام الماضي إلى اتفاق أولي يفرض قواعد أكثر تشدداً على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، بينها إزالة أي مواد تعتبر مسيئة خلال ساعة واحدة فقط من نشرها.

وفي حال تطبيق هذه القواعد ستزداد محاولات إنقاذ المحتوى السوري صعوبة ما يدفع المعنيين إلى "أرشفة أي مادة بمجرد أن نجدها"، وفق ما قالت كيالي.

اقرأ أيضاً: أدلة جديدة لجرائم الحرب في سوريا تفوق ما ارتكبته النازية

ويعتمد يوتيوب على برامج ذاتية التشغيل فضلاً عن مراقبين لرصد المحتوى، لكن تفشي فيروس "كورونا" دفع الموقع، وفق آخر تقاريره، إلى الاعتماد بشكل أكبر على البرامج للتقليل من عدد الموظفين في المكاتب، ويعني ذلك أن الموقع قد يحذف أحياناً "محتوى قد لا يشكل انتهاكاً لسياساتنا".

ورصدت البرامج الذاتية التشغيل 8,8 ملايين شريط فيديو من أصل أكثر من تسعة ملايين أزالها الموقع في الفصل الأخير من عام 2020 حُذف نحو 36% منها قبل حتى أن يشاهدها مستخدمو يوتيوب.

وأوضح متحدث باسم يوتيوب "حين نُبلغ عن أي فيديو أو حساب حذفا عن طريق الخطأ، نعمل سريعاً على إعادته".

اقرأ أيضاً: صحافي سوري ضمن قائمة "تايم" لأكثر الشخصيات المؤثرة في العالم

وكانت هذه المقاطع المصورة وثقت الضربات الجوية التي نفذتها قوات النظام على معاقل الفصائل المعارضة، وما خلّفته من قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والأطفال ومن دمار.

ونقلت للعالم مشاهد قاسية من هجمات بأسلحة كيماوية، كما أظهرت وحشية "المتشددين" الذين استولوا على مناطق واسعة في سوريا ونفذوا إعدامات غير مسبوقة.

وشكّلت مقاطع الفيديو التي التقط معظمها شبان سوريون على الأرض، مرجعاً لصحافيين ومحققين للاطلاع على ما يجري في بلد يشهد نزاعاً تعددت أطرافه ولم يكن دخول صحافيين مستقلين إليه متاحاً في كل المراحل.

ولكن رغم الحذف، يحفل الإنترنت بأرشيف كبير عن سنوات الحرب، ويقول نيك ووترز من موقع "بيلينغ كات" المختص بالتحقيقات عبر المصادر المفتوحة لوكالة "فرانس برس"، "لدينا كمية مشاهد من الحرب السورية أطول من الحرب نفسها".

ويعتبر موقع "بيلينغ كات" أحد أبرز المراجع التي تعتمد على المصادر المفتوحة، بعدما عمد إلى تحليل صور ومشاهد من سوريا للتحقيق في مزاعم حول هجمات كيماوية، ولجأت "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية" وعدة منظمات حقوقية إلى المصادر المفتوحة للتحقيق في صحة هذه الهجمات.

ويرى خبراء أن الصور والفيديو والمعلومات التي نشرها مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي قد تلعب دوراً في المستقبل كأدلة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

وقال ووترز "كل فيديو أو صورة.. عبارة عن حقيقة رآها شخص ما"، مؤكداً أنه "عبر حذف مقاطع الفيديو، خصوصاً تلك العائدة لأشخاص قتلوا.. تُدمر كبرى مواقع التواصل الاجتماعي الأدلة".

 

 

اقرأ أيضاً: هل تثمر الدعوات الأممية والدولية لمحاسبة نظام الأسد بجديد؟