icon
التغطية الحية

بعد سيطرة "قسد" على ذيبان.. ماذا يحدث في دير الزور؟

2023.09.07 | 14:22 دمشق

ذيبان
"قسد" تسيطر على ذيبان (تويتر)
 تلفزيون سوريا- خاص
+A
حجم الخط
-A

بعد أكثر من أسبوع على اندلاع اشتباكات العشائر مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بريف دير الزور، وما تمخّض عنها من سيطرة العشائر على معظم قرى وبلدات الريفين الشرقي والشمالي من المحافظة، وفشل اقتحام بلدة "ذيبان" -3 مرات- من قبل "قسد"؛ جاء إعلان سيطرة الأخيرة على البلدة ليثير الكثير من التساؤلات والتكهّنات.

فبعد انقضاء ساعات قليلة على انتشار نبأ تجدد الاشتباكات على أطراف ذيبان، فجر أمس الأربعاء، أعلنت "قسد" عن سيطرتها على البلدة، معقل شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل بريف دير الزور الشرقي، وبدأت بنشر ما وصفتها بـ "مشاهد حيّة ومباشرة من داخل ذيبان، آخر معاقل مجموعات العشائر ومركز الشيخ الهفل"، عبر معرفاتها على منصات التواصل الاجتماعي.

وزعمت "قسد" بأن دخولها إلى البلدة وإتمام السيطرة عليها، جاء نتيجة "وساطة لعدد من العشائر مع القوات العشائرية، لعبت دوراً محورياً في تسهيل دخول قسد إلى بلدة ذيبان من دون قتال، حقناً للدماء"، من دون تسمية تلك العشائر.

"سيطرة كاملة على ذيبان"

وبعد إعلان تأكيد سيطرتها الكاملة على ذيبان، لفتت "قسد" إلى أن "الاشتباكات الدامية مع العشائر قد توقفت في دير الزور، بعد أن أسفرت عن مقتل 90 شخصاً".

من جانبه، أكّد مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا على إحكام "قسد" سيطرتها "بشكل كامل على ذيبان"، مشيراً إلى أنها "تمركزت في حيّ (اللطوة) بقلب البلدة".

وأضاف المصدر أن "قسد" نفّذت عمليات تفتيش دقيقة داخل بعض منازل البلدة "واستخدمت المدارس كنقاط تمركزٍ لقواتها، ونشرت العديد من الحواجز داخل البلدة".

مصير الشيخ الهفل

وأفاد المصدر الخاص أيضاً بأن بلدة "الطيانة" القريبة من ذيبان "ما تزال خارج سيطرة قسد" حتى ظهيرة يوم الخميس، مرجّحاً أن يكون الشيخ إبراهيم الهفل قد تحصّن بداخلها مع مجموعات من قوات العشائر.  

جاء ذلك رداً على الغموض الذي اكتنف مصير الشيخ إبراهيم الهفل، متزعم الحراك العشائري، ونشْر مجموعات وصفحات إخبارية مقربة من "قسد"، نبأً ادّعت فيه أن الهفل "لجأ إلى مناطق سيطرة النظام السوري" بدير الزور، عقب السيطرة على البلدة.

وبحسب المصدر، فإن "قسد" منذ فرضها الحصار على ذيبان تمهيداً لاقتحامها، كانت تهدف إلى "دفع الشيخ إبراهيم الهفل ومقاتلي العشائر وعوائلهم للنزوح إلى مناطق سيطرة النظام، وذلك لتأكيد مزاعمها عن وجود علاقة بين الحراك العشائري والنظام السوري".

بعد ذلك، تداول ناشطون بريف دير الزور كلمة مسجلة للشيخ إبراهيم الهفل يدعو فيها مقاتلي العشائر إلى مواصلة القتال ضد ميليشيات قسد في ريف المحافظة.

إضعاف محيط ذيبان ومحاصرتها

وقبل محاصرة ذيبان والسيطرة عليها بيومين، كانت قوات سوريا الديمقراطية قد تمكنت من السيطرة على منطقة البصيرة، ثم على بلدة الشحيل بعد انسحاب مقاتلي العشائر منها إلى بلدتي الحوايج وذيبان.

ونفّذت "قسد" عملية تمشيط وتفتيش للمنازل في الشحيل، وشنّت حملة اعتقالات طالت عدداً من أهالي البلدة، وذلك بالتزامن مع حملة دهم واعتقالات في البلدات والقرى التابعة لـ بلدة الصور شمال شرقي دير الزور، ونشرت قنّاصة وحواجز على الأطراف.

أدّى استيلاء "قسد" على تلك المناطق وملاحقة مقاتلي قوات العشائر فيها، إلى إضعاف خاصرة بلدة ذيبان، واقتصار عملية الدفاع عنها على المقاتلين المحليين من أبنائها والقليل من مقاتلي المناطق المسيطر عليها مؤخراً من قبل "قسد"، ما سهّل على الأخيرة دخول البلدة وإحكام السيطرة عليها.  

هل للموقف الأميركي دور في تقدّم "قسد"؟

ومن بين الأسباب التي قد يكون لها دور أيضاً في السيطرة على ذيبان، وإنهاء الحراك العشائري ضد "قسد"، يتمثل في عدم وضوح الموقف الأميركي إزاء الصراع بين الطرفين. فبالرغم من التحالف الوثيق بين "قسد" والأميركان، إلا أن الأخيرين كانوا يتجنبون إنهاء النفوذ العربي في محافظة دير الزور، حرصاً من واشنطن على عدم الإخلال بالتوازنات في المنطقة "في ظل نفوذ الميليشيات الإيرانية".

ومع ذلك، فإن القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا "غير مرتاحة لشخص إبراهيم الهفل"، بحسب ما أفادت مصادر مقربة من قوات التحالف الدولي لـ موقع تلفزيون سوريا.

وأكّدت تلك المصادر أن دبلوماسيين أميركيين تواصلوا في الثاني من أيلول الجاري مع الشيخ "مصعب الهفل" شقيق الشيخ إبراهيم، والمقيم في العاصمة القطرية الدوحة، وشددوا خلال عملية التواصل معه على أن واشنطن ليست طرفاً في النزاع، ولن يستهدفوا المكون العربي.

وأوضحت أن الجانب الأميركي سعى لإقناع مصعب بتوسيع دور عمه الشيخ "هفل الجدعان" في قيادة قبيلة العكيدات، نظراً لأن الجانب الأميركي يثق بـ "هفل" المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، ولديه شكوك في مواقف إبراهيم وماذا يمكن أن يتخذ قرارات مستقبلية بخصوص التعامل مع قوات التحالف الدولي.