icon
التغطية الحية

بعد أن فقدوا آخر أمل.. موجة لجوء جديدة من سوريا وتركيا إلى هولندا

2022.06.29 | 07:07 دمشق

سيبلسيب
خيم الصليب الأحمر في تير آبل شمالي هولندا
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

دفع سوء الوضع الاقتصادي المتفاقم في سوريا إضافة إلى الخوف من الالتحاق بـ"الخدمة الإلزامية" عدداً كبيراً من الشبان القاطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام إلى الفرار إلى الدول الأوروبية خصوصاً هولندا.

الأخوان يوسف وباسم وهما ينحدران من وادي النصارى في مدينة حمص هربا من البلاد خوفاً من الخدمة الإلزامية وبسبب انعدام الأمل بانفراجة قريبة تخفف من وطأة الوضع الاقتصادي السيئ.

باسم (20 عاماً) جمع تكاليف السفر خلال عمله في لبنان على مدار سنوات بحسب ما قال.

أما يوسف (28 عاماً) فاضطرت عائلته إلى بيع شقة كانت تمتلكها في حمص لدفع تكاليف السفر بهدف الهرب من وطنه والخلاص.

هربا ليساعدا والديهما

باسم ويوسف تركا أبويهما وحيدين في حمص من دون معيل لهما أملاً بالوصول إلى أوروبا ثم مساعدتهما لاحقاً.  

ودفع كل من يوسف وباسم 20 ألف يورو مقابل حصولهم على جوازات سفر "مزورة" توصلهم إلى هولندا وألمانيا بعد عدة محاولات لم يكتب لها النجاح.

باسم "مستاء" من الغرفة الصغيرة جداً التي يسكن فيها في مركز اللجوء. فالمركز عبارة عن سفينة فيها 400 غرفة وفي كل غرفة 4 أشخاص.

وقال باسم الذي وصل منذ ما يقارب الشهر: طالبو اللجوء الآخرون في السفينة الذين سبقونا ينتظرون منذ أكثر من 3 أشهر وقالوا لنا إن علينا أن ننتظر أربعة أشهر أخرى على الأقل".

أما اللاجئ السوري عامر (24 عاماً) الذي ينحدر من مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماة فوصل إلى هولندا قبل ما يقارب الأربعة أشهر.

وعن الطريقة التي وصل بها إلى هولندا، يقول عامر لتلفزيون سوريا: "هناك مكاتب تؤمن للشخص قبولاً في إحدى الجامعات في دول أوروبا الشرقية ومن ثم نسافر إلى إحدى دول أوروبا الغربية".

وعن سبب هروبه من البلد يشير عامر إلى أن "الوضع الاقتصادي ازداد سوءاً ولا يوجد أي أفق لتحسن الوضع كما أن تأجيلي للخدمة الإلزامية انتهى ولم يعد لي الحق في التأجيل مرة أخرى".

ويضيف: "هربت من سوريا إلى هولندا بحثاً عن المستقبل (..) لم يعد هناك أي أمل للبقاء في سوريا، لا يوجد إلا الفقر والخوف من المجهول والأسعار ارتفعت بشكل جنوني أخيراً".

هروب من "المجهول"

موجة اللجوء الجديدة لم تقتصر على السوريين القادمين من مناطق النظام بل شملت عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين في تركيا، خصوصاً بعد ارتفاع حدة خطاب الكراهية والعنصرية أخيراً من قبل بعض الأتراك، ومشروع العودة الطوعية الذي أطلقته الحكومة التركية والذي يستهدف أكثر من مليون سوري سيعودون إلى مساكن مجهزة لهم في الشمال السوري.

اللاجئة السورية أمل وصلت أخيراً مع ابنتها الوحيدة إلى هولندا، واتخذت قرارها بمغادرة غازي عنتاب بسبب توقف ملفات تجنيس عدد من اللاجئين السوريين الأمر الذي أصابها بـ"الإحباط" و"خيبة الأمل".

وترددت اللاجئة السورية بداية في الهجرة أملا بالحصول على الجنسية التركية.

لكن حلم الحصول على الجنسية التركية تبدد بعد قرار السلطات بإزالة آلاف ملفات التجنيس، إضافة إلى رغبتها بالبحث عن مستقبل لابنها في القارة الأوروبية.

وتضيف اللاجئة السورية: "لا توجد فرص عمل لها وفي حال وجدت فإن الراتب لم يعد يكفي لسداد إيجار المنزل إضافة إلى تكاليف الحياة الأخرى". 

وعن طريقة هروبها إلى هولندا، تقول اللاجئة السورية إنها اتفقت مع أحد المهربين الذي وعدها بإيصالها وابنها إلى هولندا بعد الحصول على 18 ألف يورو، مشيرة إلى أنها وابنتها استخدمتا بطاقة إقامة "مزورة" للسفر إلى بلجيكا ومنها إلى هولندا.

وانتظرت اللاجئة السورية ما يقارب الشهر بعد وصولها إلى اليونان متحملة الكثير من المصاعب والتكاليف المادية المرهقة قبل أن تنجح في الوصول إلى هولندا من أول محاولة.

وإضافة إلى اللاجئة السورية أمل وصل عدد كبير من اللاجئين السوريين من تركيا إلى هولندا بحثاً عن "مستقبل آمن" لهم ولأطفالهم بحسب ما رصد تلفزيون سوريا.

وتشهد هولندا أزمة لجوء متصاعدة منذ أشهر بسبب ارتفاع أعداد الواصلين إلى بلد الطواحين حيث غصت مراكز الإيواء بطالبي اللجوء وسط اقتراحات من أحزاب يمينية بإغلاق "نظام اللجوء" وتشديد مراقبة الحدود مع ألمانيا وبلجيكا.

وشهدت الأسابيع الماضية عدة إضرابات عن الطعام في مراكز الإيواء من قبل اللاجئين معظمهم من السوريين بسبب بطء إجراءات اللجوء وفترات الانتظار الطويلة في مراكز إيواء اشتكى عدد من اللاجئين من سوء الخدمة فيها.

ومنذ بداية العام الجاري، وصل أكثر من 13 ألف لاجئ سوري إلى هولندا وتقدموا بطلبات لجوء، ويقدر عدد السوريين في هولندا بأكثر من 126 ألف وصلوا خلال الأعوام العشرة الأخيرة هرباً من الحرب في وطنهم.