icon
التغطية الحية

بعد أن حوّلها الزلزال إلى ملاجئ.. كيف فتحت المدارس أبوابها في شمال غربي سوريا؟

2023.02.26 | 15:19 دمشق

المدارس في شمال غربي سوريا تصبح ملاجئ بعد الزلزال المدمر
المدارس أصبحت ملاجئ في شمال غربي سوريا
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

استؤنف التعليم في مدارس إدلب التابعة لحكومة الإنقاذ شمالي سوريا أمس السبت، بعد توقفه لما يقرب من ثلاثة أسابيع في أعقاب الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة، في الوقت الذي ما يزال فيه أطفال المدارس يعانون من صدمة الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 47 ألف شخص في تركيا وسوريا.

وخلال الفترة التي أعقبت زلزال الـ6 من شباط الجاري، تحولت العديد من مدارس شمال غربي سوريا إلى ملاجئ مؤقتة، وفق تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".

وتسبب الزلزال في تشريد مئات الآلاف من الأشخاص في المنطقة، وأكثرهم كانوا قد نزحوا إليها من مختلف المدن السورية، بسبب الحرب المستمرة منذ 12 عامًا. وبسبب هذا الصراع، كافحت المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة لتلقي المساعدات الإنسانية التي هي بأمسّ الحاجة إليها.

أطفال المدرسة في حالة صدمة

ونقل التقرير عن عبد الكافي الحمدو، وهو ناشط صحفي في شمال غربي سوريا، قوله إن العديد من الطلاب تغيبوا عن فصولهم الدراسية يوم أمس السبت حيث دمر الزلزال منازلهم، وأسرهم تقيم الآن بعيدا عن المدارس.

وأفاد الحمدو عبر اتصال هاتفي مع الوكالة في أثناء زيارته لإحدى المدارس، بأن بعض الطلاب "كانوا قلقين بشأن وجودهم داخل المبنى وكانوا في حالة توتر كلما سمعوا صوتًا مثل تحريك مكتب. يعاني العديد من الطلاب من خوف وقلق شديدين.. إنهم ما زالوا في حالة صدمة".

من جهته، قال زياد العمر، المسؤول في دائرة التربية والتعليم بالمنطقة، إن 39 مدرسًا و 421 طالبًا قتلوا من جراء الزلزال. وأضاف أن نحو 250 مدرسة تعرضت لأضرار منها 203 دمرت جزئياً و 46 شقوق في الجدران رغم أن المباني لا تزال قائمة.

المدارس الملاجئ

طُلب من النازحين خلال الأيام الماضية مغادرة المدارس وانتقل كثير منهم إلى ملاجئ للعيش في خيام. لكن أسعار الخيام ارتفعت وسط النقص وبيعت بنحو 200 دولار أو أربع مرات أعلى من سعر ما قبل الزلزال. يمكن أن تصل كلفة الخيمة الصلبة ذات الحوامل المعدنية إلى 400 دولار، في منطقة يعيش فيها أكثر من 90 بالمئة من السكان في فقر ويعتمدون على المساعدات الغذائية والأدوية.

وأوضح مسؤولو التعليم في إدلب، أن الساعتين الأخيرتين من يومي السبت والأحد ستستخدمان لتدريب الطلاب على كيفية إخلاء المباني في أثناء الزلازل.

ومن بين الذين فقدوا منزلهم في الزلزال عائشة، وهي من سكان بلدة الأتارب بريف حلب، والتي اضطرت لإخلاء منزلها لتعيش في خيمة. أخبرت المصدر أن الملجأ المؤقت الذي تم تقديمه لعائلتها المكونة من 13 شخصًا كان لا بد من إخلائه لأن المنظمين قالوا إن المدارس على وشك استئناف الدوام ويجب إخلاء الفناء الذي أقيمت فيه الخيام.

"لقد قدموا لنا خيمة في مدرسة. وقالوا على الطلاب العودة، ثم بدؤوا في إجلائنا"، قالت عائشة.

بعد أن كانت عائلة كبيرة، استأجرت عائشة منزلا صغيرًا على حافة الأتارب، ولكن بعد أربعة أيام من انتقالهم إلى هناك، وقع زلزال جديد بقوة 6.4 درجات يوم الاثنين الماضي. قالت عائشة: "المنزل لم ينهَرْ..الحمد لله، لكن الجدران بها شقوق والسقف بقي في مكانه". ومنذ ذلك الحين، أقامت الأسرة خيمة في الشارع خوفًا من مزيد من توابع الزلزال.

ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا

وبحسب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، أدى الزلزال إلى مقتل 2274 شخصا وإصابة أكثر من 12400 آخرين في المنطقة. كما دمر الزلزال 550 مبنى وألحق أضرارا جسيمة بما لا يقل عن 1570 مبنى آخر ، وفقًا للخوذ البيضاء.

ويقدر إجمالي عدد القتلى في الزلزال بأكثر من 47000 شخص في تركيا وسوريا، والغالبية العظمى من الوفيات في تركيا.