icon
التغطية الحية

بشار الأسد يهاجم أردوغان: التهديدات لا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي

2023.05.19 | 17:11 دمشق

آخر تحديث: 21.05.2023 | 15:57 دمشق

بشار الأسد يلقي كلمته خلال اجتماع القمة العربية في جدة - 19 أيار 2023
بشار الأسد يلقي كلمته خلال اجتماع القمة العربية في جدة - 19 من أيار 2023
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

هاجم رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الجمعة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفاً إياه بأنه يحمل فكراً توسعياً مستمداً من العهد "العثماني المطعم بنهكة إخوانية منحرفة".

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في القمة العربية المنعقدة بمدينة جدة السعودية، والتي يرأسها ولي العهد، محمد بن سلمان.

وقال إن "العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً بحق الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة، ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية".

وطالب بشار الأسد الجامعة العربية بترك التدخل في القضايا الداخلية للدول، ومنع التدخلات الخارجية في البلدان العربية، وترك الأمر للشعوب، معتبراً أنها "قادرة على تدبير شؤونها".

"الأحضان عابرة وربما ينتقل الإنسان من حضن لآخر لسبب ما"

أعرب بشار الأسد عن التطلع لبداية مرحلة جديدة للعمل العربي، ودعا إلى "استثمار الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة".

وذكر بشار الأسد أن "سوريا ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم وربما ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس ومن يقع في القلب لا يقبع في الحضن، وسوريا قلب العروبة وفي قلبها". 

وشدد أنه على ضرورة أن تعالج الدول التصدعات التي نشأت على الساحة العربية خلال العقد الماضي، مطالباً باستعادة الجامعة لدورها كـ"مرمم للجروح لا كمعمق لها".

وفيما يلي النص الحرفي لكلمة بشار الأسد في قمة جدة:

"سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية أصحاب الجلالة والسيادة والسمو السيدات والسادة.. من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل، وعندما تتراكم العلل يمكن للطبيب أن يعالجها فرادى شرط أن يعالج المرض الأساسي المسبب لها.

فإذاً علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب والتهديدات فيها مخاطر وفيها فرص ونحن اليوم أمام فرصة تبدل الوضع الدولي الذي يتبدى بعالم متعدد الأقطاب كنتيجة لهيمنة الغرب المجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء، هي فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي وهو ما يتطلب إعادة تموضعنا في هذا العالم الذي يتكون اليوم كي نكون جزءاً فاعلاً فيه مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة وصولاً إليها اليوم.

هي فرصة لترسيخ ثقافتنا في مواجهة الذوبان القادم مع الليبرالية الحديثة التي تستهدف الانتماءات الفطرية للإنسان وتجرده من أخلاقه وهويته، ولتعريف هويتنا العربية ببعدها الحضاري وهي تتهم زوراً بالعرقية والشوفينية بهدف جعلها في حالة صراع مع المكونات الطبيعية القومية والعرقية والدينية فتموت وتموت معها مجتمعاتنا بصراعها مع ذاتها لا مع غيرها.

العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم.. لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً بحق الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة، ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور جامعة الدول العربية باعتبارها المنصة الطبيعية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها عبر مراجعة الميثاق والنظام الداخلي وتطوير آلياتها كي تتماشى مع العصر، فالعمل العربي المشترك بحاجة إلى رؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقاً إلى خطط تنفيذية، بحاجة إلى سياسة موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة عندها سننتقل من رد الفعل إلى استباق الأحداث وستكون الجامعة متنفساً في حالة الحصار لا شريكاً به، ملجأً من العدوان لا منصة له.

أما عن القضايا التي تشغلنا يومياً من ليبيا إلى سوريا مروراً باليمن والسودان وغيرها من القضايا الكثيرة في مناطق مختلفة فلا يمكننا معالجة الأمراض عبر معالجة الأعراض، فكل تلك القضايا هي نتائج لعناوين أكبر لم تعالج سابقاً، أما الحديث في بعضها فهو بحاجة إلى معالجة التصدعات التي نشأت على الساحة العربية خلال عقد مضى واستعادة الجامعة لدورها كمرمم للجروح لا كمعمق لها والأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها، فهي قادرة على تدبير شؤونها وما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصراً، أما سوريا فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم وربما ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس ومن يقع في القلب لا يقبع في الحضن، وسوريا قلب العروبة وفي قلبها.

نحن نعقد هذه القمة في عالم مضطرب فإن الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي الإقليمي والدولي والذي توج بهذه القمة والتي أتمنى أن تشكل بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن فيما بيننا للسلام في منطقتنا للتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار.

التزاماً بالدقائق الخمس المخصصة للكلمات أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين عبروا عن المودة المتأصلة تجاه سوريا وأبادلهم بالمثل، كما أشكر خادم الحرمين الشريفين على الدور الكبير الذي قام به والجهود المكثفة التي بذلها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولإنجاح هذه القمة وأتمنى له ولسمو ولي العهد وللشعب السعودي الشقيق دوام التقدم والازدهار والسلام عليكم ورحمه الله.

وبعد انتهاء الكلمة أشار مراسلو سانا إلى أنه خلال الـ (5) دقائق المقررة لكلمة كل دولة، أنهى السيد الرئيس بشار الأسد كلمته بالوقت المحدد، وهو إن دل على شيء وفق رأي عدد من المحللين الموجودين ضمن المركز الإعلامي فيدل على مدى الالتزام لدى سوريا وقيادتها، التزام في القضايا والمبادئ والقوانين، فالالتزام لا يتجزأ، وهذه القناعة تظهر دائماً في سلوك القيادة السورية".

مشاركة بشار الأسد في القمة العربية

انطلقت أعمال القمة العربية، اليوم الجمعة، في مدينة جدة السعودية، وتشهد مشاركة رفيعة وغير مسبوقة من القادة العرب، وبمشاركة أولى لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد غياب عن القمم السابقة منذ 2011، بعد تعليق عضوية سوريا.

ووصل رئيس النظام السوري بشار الأسد يوم أمس الخميس، ليحضر أول قمة عربية منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث أعادت جامعة الدول العربية للنظام السوري مقعد سوريا في الجامعة في 7 من أيار الجاري.

ويشارك الأسد في هذه القمة بعد تطبيع السعودية وعدد من الدول العربية علاقاتها مع النظام السوري، في انعطافة حادة بدأت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا في السادس من شباط الماضي.

وعلقت مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية ومنظماتها في 16 من تشرين الثاني 2011، بناء على قرار من مجلس الجامعة على المستوى الوزاري عقب اجتماع طارئ، على خلفية قمع النظام السوري، الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير".