icon
التغطية الحية

"بسيط كالماء".. فيلم يحكي قصصاً عن العلاقات الأسرية لدى السوريين

2021.11.04 | 12:23 دمشق

merlin_196920510_6219180f-2d80-431d-adca-56d6fe7dd7da-jumbo.jpg
من الفيلم الوثائقي: "بسيط كالماء"
نيويورك تايمز - ترجمة ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يعتمد آخر فيلم وثائقي لميغان ميلان على فكرة بسيطة، وهي سرد قصص حميمية وإنسانية حول العائلات السورية التي تضررت بسبب الحرب الدائرة في بلادها، وقد حقق هذا الفيلم ذلك على مستوى طموح جداً. صور هذا الفيلم على مدار خمس سنوات في خمس دول، وحمل اسم "بسيط كالماء" ليكون بغاية البساطة بالنسبة للإنجازات الفنية التي حققها، والتي تربط بين سرديات ترويها عائلات مهاجرة بأسلوب ظل ينجح في إثارة الدهشة والعجب.

فهذا الفيلم أشبه بكتاب ينتهي بمقالات قصيرة تصور "ياسمين"، تلك الأم التي لديها أربعة من الأبناء يعيشون جميعاً في مخيم للاجئين بالقرب من  أثينا، حيث تسعى إحدى الشخصيات واسمها "ياسمين" للم شمل أولادها مع أبيهم في ألمانيا، وتخلق قصتها حالة من الأمل التي تنتقل إلى موضوعات أخرى تطرحها ميلان، التي تقدم نظرة أكثر تشكيكاً وتدميراً حول السعي لمحاولة خلق حياة جديدة في مكان غير مألوف. ففي تركيا، تحاول أم عزباء ليس لديها أي وقت لرعاية أبنائها أن تأخذهم إلى الميتم، إلا أن ابنها الكبير الذي أصبح عمره 12 عاماً والذي يقوم بدور رب البيت أثناء وجودها في العمل، يرفض الذهاب إلى الميتم بكل ثبات وصلابة.

اقرأ أيضاً: اليونان تلغي تقديم المساعدات للاجئين المقيمين في أماكن غير مرخصة

 

وفي بنسلفانيا الأميركية، يتقدم رجل يقوم بتوصيل الطلبات، اسمه عمر، بطلب لجوء له ولشقيقه المراهق. ومن خلال الأحداث التي تتكشف بالتدريج، نكتشف بأن شقيق عمر ليس فقط شخصاً فقد أحد أطرافه، بل إنه ظهر على قناة سي إن إن عندما كان طفلاً بعدما تهشمت ساقه بسبب غارة صاروخية وقعت بسوريا.

تبتعد هذه القصص عن الابتذال عبر الإطالة في تصوير روتين الحياة اليومية البسيط لدى تلك الشخصيات، مثل لعب كرة السلة بعد المدرسة، والسير ساعة الغروب في أحد البساتين، وصناعة دمية بسيطة من علبة حليب وبعض الخيوط.

كان من اللافت مدى قدرة ميلان وفريقها على الوصول إلى الجانب الشخصي وكذلك السياسي لدى الشخصيات، فقد تم تصوير مقطع من ذلك الفيلم في سوريا بمساعدة امرأتين من دمشق تم تسجيلهما باسمين مستعارين. إن فيلم "بسيط كالماء" يعرض أكثر اللحظات تأملاً،

حيث جمعت قصصه أفكار ميلان التي تجترها على الدوام حول الأبوة والأمومة والتشكيك بمصير شعب وعدم اليقين بمستقبله.

المصدر: نيويورك تايمز