icon
التغطية الحية

بسبب ارتفاع معدل العزوبة.. مقترح لإنشاء "صناديق الزواج" في سوريا

2023.11.13 | 12:20 دمشق

 نسبة الشباب العازفين عن الزواج في سوريا وصلت إلى أكثر من 60 في المئة
نسبة الشباب العازفين عن الزواج في سوريا وصلت إلى أكثر من 60 في المئة
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يشكل العزوف عن الزواج في مناطق سيطرة النظام السوري ظاهرة اجتماعية واقتصادية خطيرة، لتنامي العنوسة ومشكلاتها، وتضاؤل الفئة الشابة المنتجة في المجتمع، ما دفع عدة جهات إنشاء "صناديق الزواج" لمساعدة الشباب في تكوين أسر، في ظل غياب الرغبة الحكومية بتقديم حلول لإنهاء المشكلة المتفاقمة.

الأكاديمي الاقتصادي، إبراهيم قوشجي، قال لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن كثيرين يعتقدون أن عزوف الشباب عن الزواج ظاهرة اجتماعية سلبية، ولكن في الحقيقة إنها مشكلة اقتصادية كارثية.

وأضاف أن المشكلة تبدأ من انخفاض النمو السكاني الذي ينعكس بعد عقود من الزمن بانخفاض القوى العاملة من جهة، وانخفاض الطلب على السلع والخدمات من جهة أخرى، وتتحول الفئة العمرية في المجتمع من فئة فتية تستهلك وتنتج إلى فئة هرمة لا تستهلك، لذلك ينخفض الطلب على السلع والخدمات فيصاب الاقتصاد الوطني بالكسل والركود.

ما أسباب العزوف عن الزواج؟

ويعد ارتفاع تكاليف الزواج ومتطلبات الأسرة مقارنة بالدخل المنخفض وعدم الاستقرار الوظيفي، وانتشار البطالة والفقر بين الشباب، وانخفاض مستوى الدخل، أهم الأسباب التي تجعل الشباب غير قادر على تحمل نفقات الحياة الزوجية، وتكوين أسرة، وإنجاب الأطفال، وهذا قد يقلل من ثقة الشاب بنفسه، ويجعله يخشى من الالتزام، بحسب قوشجي.

وأضاف أنه من السلبيات الاجتماعية المنتشرة أيضاً في بلادنا غلاء المهور، وارتفاع أسعار المنازل إيجاراً وتمليكاً ومتطلبات الزواج والمعيشة، وهو ما تسبب في انخفاض الزواج الذي ينعكس على العوامل الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات، مثل زيادة البطالة وزيادة الضغوط والتوترات والصراعات الاجتماعية.

اقتراح لإنشاء "صناديق الزواج"

وأشار قوشجي إلى أن ثمة حلول طبقت في بعض الدول ويجب تعميمها في سوريا، مثل إنشاء صناديق الزواج، ومهمة هذه الصناديق دعم الشباب المقبلين على زواج مالياً. وكذلك إقامة حفلات الزواج الجماعي ما يخفض المصاريف على الشباب المقبل على الزواج، وترعاها جهات اقتصادية ومجتمعية، كما يجب العمل على زيادة الرواتب والأجور لأصحاب الأسر والمتزوجين، وتأمين استقرار وظيفي لهم.

وأما على المدى الطويل، بحسب قوشجي، فلا بد من خلق فرص عمل للشباب والحد من البطالة ومعالجة انخفاض الأجور، وتشجيع الجمعيات السكنية في توفير السكن من خلال مدن سكن جديدة وتقديم التسهيلات الحكومية لانخفاض كلفة البناء وضبط أسعار مبيع العقارات وكذلك الإيجارات، وتوفير مناخ استثماري لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية ودعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر بشكل مباشر.

بالإضافة إلى نشر ثقافة الوفرة في متطلبات الزواج وتخفيف الفوارق الاجتماعية، وإعادة توزيع الدخل القومي لتخفيف الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، وتخفيض الفوارق بين عوائد عناصر الإنتاج (الريع والرواتب والأجور والأرباح) ليستطيع المجتمع أن يحقق توازناً بين جميع فئاته العاملة فيه، وهنا يتحقق استقرار في حياة الأسرة وانتهاء ظاهرة العزوف عن الزواج.

ارتفاع نسبة عزوف الشباب عن الزواج في سوريا

وكان أستاذ كلية الآداب في قسم علم الاجتماع، أحمد الأصفري، كشف أن نسبة الشباب العازفين عن الزواج في سوريا تصل إلى أكثر من 60 في المئة بسبب المستقبل المجهول.