icon
التغطية الحية

ما سبب ازدياد حالات زواج السوريات من الأجانب في السنوات الأخيرة؟

2022.12.26 | 17:06 دمشق

إقبال السوريات على الزواج من أجانب وعرب.. ما الدوافع؟
إقبال السوريات على الزواج من أجانب وعرب (إنترنت)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

ازداد إقبال السوريات على الزواج من عرب وأجانب في السنوات الأخيرة، لأسباب متنوعة أبرزها الهرب من الواقع المعيشي السيئ والحصول على العيش الآمن، وذلك وفقاً لتقرير نشره موقع "أثر برس" المقرب من النظام.
ونقل الموقع آراء عدة نساء سوريات تزوجن أشخاصاً عرباً وأجانب، إحداهن الشابة رؤى المتزوجة من شاب مصري التي تستذكر حياتها قبل الزواج في سوريا فقد انتهى كابوس الركض خلف السرافيس للوصول إلى العمل، والانتظار لساعات طويلة لشحن الموبايل واللابتوب وعمليتي الجمع والطرح لدفع آجار المنزل الذي كانت تسكن به في دمشق بحكم أن عائلتها تقطن بمحافظة أخرى.

تعرفت رؤى (30 عاماً) على زوجها عبر موقع فيس بوك، وتزوجته بشكل رسمي مع تثبيت زواجها في محاكم سوريا ومصر، رغم معارضة الأهل في بداية الأمر إلا أنهم رضخوا لرغبتها في النهاية.

وعن واقع حياتها بعد الزواج تقول رؤى: "لقد كانت فترة تعارفنا قبل الزواج قصيرة جداً، ولكن بعد زواجنا بيوم واحد في سوريا، بدأنا رحلة جديدة بعيدة كل البعد عن الوضع السيئ في سوريا (اقتصادياً ومعيشياً) وكانت هذه الرحلة أيضاً رحلة تعارفنا أكثر".

أما بثينة ذات الـ 18 عاماً  فقد زوجها والدها لرجل لبناني في الأربعين من العمر. وتحدثت عن ظروف زواجها بالقول: "مرت علينا أيام صعبة جداً كنا ننام من دون عشاء وبعد أيام تكون لدينا وجبة واحدة فقط بحكم أن عددنا 7 أولاد في المنزل مع الأم والأب والمعيل الوحيد هو والدي لذلك قرر تزويجي بعدما ذكرني أحد أقاربي لزوجي حالياً"، مشيرة إلى تحسن وضعها بعد الزواج: "الوضع أفضل بعدما أن تم عقد قراني على رجل لبناني غني من البلدة".

الخوف من العنوسة

من جهة أخرى، تقبل بعض السوريات على الزواج من أجانب في حال تقدمهن بالعمر من دون الزواج خوفاً من العنوسة كحالة منى 

المنحدرة من درعا، التي تزوجت أردنياً قبل ثمانية أعوام بعد أن تعرفت عليه عبر فيس بوك، في زواج تكلل بالنجاح وخلا من أي شعور بالفروقات الاجتماعية أو بالعادات والتقاليد.

وتحدثت منى عن الزواج قائلة إن "الجميع كان مرحبا بها في عائلته ولكن صادفت اختلافا بسيطًا وهو اللهجة"، وتعيش منى في العاصمة عمان، ولديها الآن طفلة صغيرة وتنتظر طفلها الثاني.

"محاولات نسيان"

كما لجأت بعض الفتيات للزواج من أجانب كحال الشابة ليندا التي قررت الزواج من شاب إسباني فتصف تجربتها كالآتي: "كان القرار صعب، هو صديق خالي وطبيب أطفال تعرفت عليه عندما جاء إلى سوريا لحضور مؤتمر علمي منذ نحو 5 سنوات، في البداية قررت الهروب لكي أنسى جميع الذكريات التي جمعتني بخطيبي (قتل في الحرب)، فكانت خطوة الزواج من أجنبي أفضل طريقة وخاصة ضمن ظروف الحياة الاقتصادية الصعبة".

تتابع ليندا: "اللغة والعادات والتقاليد جميعها مختلفة عن السوريين لذلك كان هناك صعوبة بالتواصل واليوم وبعدما أنجبت ولدين من زوجي ألكسندر أصبحت الحياة أجمل بكثير والتفاهم أسهل بحكم تعلمي اللغة هو شاب خلوق ويساعد أهلي في سوريا"، بحسب ما أورده "أثر برس".

ما أسباب زيادة حالات زواج السوريات من أجانب؟

قال القاضي الشرعي الثالث في دمشق خالد جندية إن زواج الفتيات السوريات من العرب أو الأجانب هي ظاهرة كانت موجودة قبل الحرب ولكن هجرة العديد من العائلات السورية بسبب الحرب إلى بلدان أخرى عربية أو غير عربية والاندماج بمجتمعات تلك البلدان أدى إلى زيادة حالات زواج السوريين ذكوراً وإناثاً من جنسيات غير سورية، وهو أمر طبيعي نتيجة الاندماج المذكور وبالنسبة للأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على رغبة الأفراد بالزواج من الأجانب فهي تكون بدافع السفر خارج البلاد.

وأضاف جندية في تصريحات لموقع "أثر برس المقرب من النظام السوري أن شروط هكذا زواج من الناحية الشرعية لا تختلف بشكل عام، ومن ناحية الوثائق المطلوبة لمعاملة الزواج فأيضاً هي ذاتها الوثائق المطلوبة للتقدم بمعاملة الزواج للسوريين يضاف عليها وثيقة فحص مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) لغير السوري من العرب وموافقة "وزارة الداخلية" للأجنبي غير العربي.

زيجات غير موثقة بالمحاكم

من جهة أخرى، يحذر المحامي باسم الجابري من الزواج بدون توثيق الواقعة في المحاكم متحدثاً عن ارتفاع هكذا نوع من الزيجات ومشيراً إلى زيادة في عدد الاستفسارات التي تأتي للمكتب للسؤال عن إجراءات الزواج، موضحاً أن 20 % من هذه الحالات يكون الزوج فيها عربي الجنسية (مصري – عراقي – أردني)، و70% من هذه الحالات يكون الزواج فيها غير موثق ما يضيع حقوق المرأة بسبب تنصّل الزوج.