icon
التغطية الحية

بحجج التطوير العمراني والسياحة.. مشروع جديد في السيدة زينب

2023.08.10 | 12:30 دمشق

مقام السيدة زينب في دمشق
تسعى إيران لإحكام سيطرتها على مناطق محددة في سوريا من خلال الاستحواذ على العقارات السكنية والتجارية والمنشآت السياحية
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • تقرير من مديرية السياحة بريف دمشق يكشف عن مشروع جديد في منطقة السيدة زينب بحجج التطوير العمراني والسياحة.
  • المشروع يهدف لتطوير البنية التحتية وتعزيز السياحة في المنطقة، يشمل تحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار، وتوفير مرافق تسهيلية وتجهيزات محسنة لجذب المزيد من السياح.
  • يأتي التقرير في سياق تصاعد النفوذ الإيراني في سوريا، واستغلالها للتطوير العمراني والسياحة لتوسيع سيطرتها على المناطق الدينية والثقافية.
  • إيران تسعى لإحكام سيطرتها على مناطق محددة من خلال الاستحواذ على العقارات والمنشآت السياحية.
  • تعتبر منطقة السيدة زينب مركزاً للنشاط الإيراني وميليشياتها في سوريا.
  • مؤسسة "جهاد البناء" الإيرانية تلعب دوراً في تمويل وتنفيذ المشروعات السياحية والتطوير العمراني في سوريا.
  • يشمل نشاط المؤسسة مناطق في محافظات دمشق وحلب ودير الزور ودرعا واللاذقية، وتعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية والمستشفيات والمدارس، وترميم منازل ورعاية قتلى جيش النظام وميليشياته.

كشف تقرير صادر عن مديرية السياحة بريف دمشق التابعة للنظام السوري عن تنفيذ مشروع جديد في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، بحجج تطوير البنية التحتية العمرانية وتعزيز السياحة، في ظل تزايد النفوذ الإيراني في سوريا.

وفق التقرير، فإن المديرية ستتخذ جملة من الإجراءات استعداداً للموسم السياحي، تهدف إلى تعزيز مناطق السياحة والتطوير العمراني في السيدة زينب، وذلك من خلال تحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار والسياح الإيرانيين في المنطقة، يشمل توفير مرافق تسهيلية وتجهيزات محسنة في المنطقة، بهدف جذب المزيد من السياح.

ووفق مدير السياحة، وائل كيال، فإن المديرية "تسعى للكشف على المنشآت السياحية في منطقة السيدة زينب من لجان مختصة في المديرية، وبيان الإجراءات المتخذة من أصحاب ومستثمري تلك المنشآت لتأمين معايير الأمن والسلامة العامة للزوار والمنشأة".

وأكد كيال العمل على "تطوير محيط مقام السيدة زينب، وإعداد التوصيات والمقترحات اللازمة في المجال التخطيطي والعمراني لكامل منطقة محيط المقام، وتحديد الاحتياجات اللازمة لأعمال التأهيل، وتحديد مدد زمنية لتنفيذها، فضلاً عن التنسيق مع محافظة ريف دمشق وقيادة الشرطة لإجراء دراسة شاملة لحركة المرور داخل المدينة وتنظيمها بالشكل الأمثل".

وذكر مدير سياحة ريف دمشق أنه سيتم التنسيق مع مديرية الخدمات الفنية ومجلس مدينة السيدة زينب لإعداد مذكرة لترميم الطرق، وخاصة الطرق الفرعية بين المنشآت السياحية، لتسهيل وصول وسائل النقل السياحية الخاصة بالزوار إليها، بالإضافة إلى تحسين واقع الخدمات بالتنسيق مع مستثمري المنشآت السياحية في المنطقة، بما في ذلك المنشآت خارج الخدمة لبيان وضعها.

توسيع النفوذ عبر التطوير العمراني

وتعتبر منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق مركزاً مهماً ومربعاً أمنياً للميليشيات الإيرانية ومكاتب الحوزات الدينية الشيعية، وتحيط بها حواجز الميليشيات من كل الجهات، كونها تضم مقام السيدة زينب، الذي يعتبر من "المزارات" المهمة للحجاج الشيعة من إيران والعراق ولبنان.

وينسجم ما كشفت عنه مديرية سياحة ريف دمشق مع تنامي نفوذ إيران على المنشآت الاقتصادية والسياحية في مناطق معينة، وسيطرتها على أحياء كاملة، وتوسيع نفوذها الاقتصادي والأيديولوجي، مستخدمة التطوير العمراني والسياحة كوسيلة لتعزيز وجودها وإحكام قبضتها على عدة مناطق، من خلال الاستحواذ وشراء العقارات السكنية والتجارية.

وسبق أن كشفت مصادر صحيفة أن إيران تقوم، عبر ميليشياتها، بترميم قبور مدنية قديمة لا تحمل أي طابع ديني في عدة مناطق في سوريا، بما فيها مدينة دير الزور، تمهيداً لجعلها مزارات دينية، بإشراف وتمويل مباشر من فرع مؤسسة "جهاد البناء" الإيرانية في سوريا، المدرجة على قائمة العقوبات الأميركية، بالتعاون مع "المركز الثقافي الإيراني" وشخصيات بارزة في النظام السوري.

"جهاد البناء" ذراع إيران "الخيري"

وتعتبر مؤسسة "جهاد البناء الخيرية" إحدى أبرز المؤسسات التي تستخدمها إيران لإحكام سيطرتها على جنوبي العاصمة دمشق ومناطق أخرى، عبر واجهتها الخيرية والاجتماعية ومؤسسات فرعية تابعة لها في مختلف المحافظات السورية، فضلاً عن حصولها على العديد من عقود الاستثمار لمنشآت سياحية وترفيهية تركها أصحابها أو دمرت خلال سنوات الحرب.

ووفق مصادر خاصة لموقع "تلفزيون سوريا"، افتتح فرع المؤسسة في سوريا رسمياً في منطقة السيدة زينب منتصف العام 2016، بإشراف مباشر من شخصيات إيرانية وشخصيات من "حزب الله"، وتزعّمها القيادي في ميليشيا "الحرس الثوري" الحاج فرهاد دبيريان، الذي اغتيل من قبل مجهولين في آذار من عام 2020، ونقلت بعد ذلك إدارة المؤسسة إلى أشخاص سوريين معروفين بولائهم الشديد لإيران و"حزب الله"، مع متابعة الإشراف عليهم.

ومنذ عام 2018، تعاظم حضور المؤسسة في العديد من المناطق السورية في دمشق وحلب ودير الزور ودرعا واللاذقية، وافتتحت مكاتب لها في تلك المدن، ونشطت في مجال إعادة تأهيل الطرق والمستشفيات والمدارس في مناطق النفوذ الإيراني، وترميم منازل أسرى وقتلى جيش النظام وميليشياته ورعايتهم.

وفي حلب، تمتلك "جهاد البناء" عدة مشروعات سكنية في محيط مساكن هنانو، وتولت ترميم عدد من المقامات، أشهرها، جامع المشهد وسط المدينة، وعدد من الجوامع في المدينة القديمة التي تقع ضمن نفوذ المربع الأول في "المدافعين عن حلب"، وبنت عدداً من الحسينيات في مناطق انتشار الميليشيات الإيرانية في المدينة والريف، وتسهم بشكل كبير في إغاثة ومساعدة أهالي كفريا والفوعة الذين يسكنون عدداً من الأحياء الشرقية.

كما عملت المؤسسة على إعادة تأهيل المنازل والمدارس في بلدتي نُبل والزهراء، ذات الأغلبية الشيعية في ريف محافظة حلب، وقامت بترميم المقابر في البلدتين، فضلاً عن نشاط مكثف في عمليات شراء الأراضي والعقارات في مدينة حلب.

وفي المنطقة الشرقية، يتركز نشاط مؤسسة "جهاد البناء" في محافظة دير الزور، حيث افتتحت مكتباً لها هناك، ومكتباً آخر في مدينة البوكمال، في آذار من عام 2018، وشرعت في عمليات شراء المنازل وتأهيل البنية التحتية وإعادة إعمار الأحياء التي سيطر عليها النظام، بالإضافة إلى مشاريع إغاثية وصحية وتعليمية، فضلاً عن ترميم المعبر الحدودي بين سوريا والعراق.

لمؤسسة "جهاد البناء" أيضاً نشاطات خدمية وإعمار ديني في اللاذقية وحمص وحماة وتدمر، وتتولى المؤسسة دعم عدة جمعيات وحركات، كـ "حركة المرشدات"، و"كشافة الولاية" في ريف دمشق، وجمعيات أخرى في باقي المحافظات.