icon
التغطية الحية

بحجة الصيانة.. أفران مغلقة وسط تحكم معتمدي الخبز بـ "لقمة" سكان في دمشق

2022.07.28 | 20:12 دمشق

فرن
من أمام أحد الأفران في العاصمة دمشق ـ رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

"يا محلا العجقة على الفرن" يقول سامي مبيض بعد ساعات من انتظاره سيارة معتمد الخبز في حي باب سريجة الدمشقي لكن دون جدوى. إذ لا موعد محددا لقدوم سيارة المعتمد وفي أحيان أخرى قد لا تأتي ما يحرم كثيرا من السكان مادة الخبز (لقمة عيشهم).

 وفي مشهد غير مألوف اختفت طوابير الناس من أمام بعض أفران العاصمة دمشق من جراء توقفها عن العمل منذ عيد الأضحى بحجة الصيانة، مثل فرن باب سريجة وفرن الشريبيشات وفرن باب توما وفرن الإطفائية وغيرها، وبدأت الناس تنتظر سيارات معتمدي الخبز المحددة من قبل وزارة التموين التابعة للنظام كي يحصلوا على المادة.

ويقول المبيض 43 عاماً، لموقع تلفزيون سوريا "أصبح معتمدو الخبز يتحكمون بنا وبلقمة عيشنا ولا يلتزمون بوقت محدد لبيع الخبز"، مضيفاً أنَّ معتمد الخبز حيث يقطن يوم يأتي ويوم يغيب، وفي أحيان أخرى يبيع خبزا غير طازج مضى على إنتاجه أيام.

ويوضح المبيض وهو موظف حكومي، اضطراره إلى شراء الخبز من البسطات أو البقاليات بسعر 1500 ليرة للربطة وأحياناً يضطر لدفع 3000 ليرة ثمنها، ما يحمله أعباء مالية كبيرة من جراء عدم التزام المعتمد بوقت محدد لبيع الخبز. ويقول لموقع تلفزيون سوريا "خلال الأسبوع الفائت فقط اشتريت خبزا من المعتمد مرتين فقط، وباقي الأيام كنت أشتري الربطة بـ 1500 ليرة أو بـ 3000 ليرة حسب توفر المادة".

ويواجه مئات من أبناء دمشق مصيراً مشابهاً للمبيض من جراء تحكم معتمدي الخبز بالناس وعدم التزامهم بوقت محدد لبيع المادة، ما يحرم آلاف العائلات من قدرتها على شراء الخبز بالسعر الحكومي (المدعوم) وتحميلهم أعباء مالية إضافية في ظل وقوع أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الفائتة أنباءً عن نية حكومة النظام السوري رفع الدعم عن مادة الخبز.

وبدوره نفى مدير المخابز بدمشق أحمد حمدان في تصريحات صحفية صحة تلك الأنباء وقال "لم يصلنا قرار برفع سعر ربطة الخبز"، مشيراً إلى أنَّ مديرية المخابز هي جهة منفذة فقط وليس لها علاقة برفع سعر الخبز".

وفي وقت سابق نقلت صحيفة "البعث" التابعة للنظام عن مصادر أن "وزارة التجارة الداخلية" في حكومة النظام السوري، تستعد لاتخاذ قرارات جديدة تتعلق بمادة الخبز التمويني، عازية ذلك لـ "شح مادة القمح عالمياً". وتوقعت الصحيفة تخفيض وزن الربطة من 1100 إلى 1000 غرام أو زيادة سعرها 100 ليرة، أو تخفيض الكميات المخصصة للعائلات عبر البطاقة الإلكترونية وفقاً لعدد أفراد الأسرة.

واليوم أضحى جزء من السوريين بلا أفران ولا خبز ولا حتى معتمد، بحسب قول المبيض، ويضيف، "أقعد دوَّر ع خبز وأشتري الربطة ب 3000 ليرة مصيبة بهالبلد حتى الخبز ماعاد نشبعو".