بحثًا عن أصل سويلا برافرمان السوري

2023.11.30 | 07:06 دمشق

آخر تحديث: 30.11.2023 | 07:06 دمشق

بحثًا عن أصل سويلا برا فرمان السوري
+A
حجم الخط
-A

غضبةُ وزيرة الداخلية الأبلة سو اينلين (سولا اسم دلع) من مظاهرات لندن، ليست بدعًا من الأفعال والثورات، فلها آباء وأجداد وأتراب. سولا في الهوية هي ابنة لأسرة مهاجرة من كينيا، هي بوذية الدين، أمها هندوسية وأبوها مسيحي، وهي سمراء حسناء تسقيك بالعينين خمرا، ولا أعرف من قسّى قلبها على الفلسطينيين ومن يناصرهم، وقد أقيلت، وقيل إن السبب الرئيس في إقالتها من منصبها هو انتقادها لرفق الشرطة البريطانية بالتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في العاصمة لندن في الأسابيع الأخيرة. وكانت الوزيرة قد نشرت مقالًا انتقدت فيها "تساهل الشرطة مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مقابل تشددها مع المظاهرات اليمينية". هل كانت تريد تعاملًا يشبه تعامل الشرطة الهندية مع المسلمين في الهند؟ أم أنها كانت تبغي أن تصير شقراء وملكية أكثر من الملك تشارلز بمقالها في التايمز.

قد يكون أحد أسبابه زواجها من اليهودي رائلي برافرمان، ويبدو أنها تحبه، والحب يعمي ويصم، ومذهبها الملكي قديم، قال به إمام الثائرين وحامل لوائهم إبليس، وقد رأى الملائكة تسجد لآدم (تعادل المظاهرات المتضامنة مع فلسطين) فاستكبر وأبى أن يكون مع الساجدين، وقال لربه: خلقتني من نار وخلقته من طين، فقلد بعض سحرة القول إلى أن اتخذوه إمامًا، وعبدوه وقدسوه، وقالوا إنه أراد إفراد الخالق المعبود بالسجود!

رأينا بالأمس القريب مفتي الجمهورية أحمد حسون، وهو أيضًا من أصحاب المكانس والوسائد العريضة، قد تزلف واستخذى وطأطأ، واستبسل كثيرًا في النفاق والمداهنة، فجعل يستشهد بالأحاديث والروايات توددًا للسلطة ولإيران

ويعرف السوريون أمثالها، فهم عدد الحصى والنجم والتراب، وأول سيلوي سمعت به وأنا في ريعان الشباب  وميعة الصبا، كان شيخًا سوريًا من أصحاب المكانس، وأصحاب المكانس في أوروبا ساحرات غالبًا، يركبن المكنسة ويطرن، وقد طار صاحب المكنسة بعيدًا، بسبب عرض وسادته، عندما قال لحافظ الأسد الذي خرج منتصرًا من معركة حماة: إن تعبير الرفيق جاء به الإسلام، عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "بل الرفيق  الأعلى بل الرفيق الأعلى"، فتأول قوله تأويلًا بعثيًا، فالبعثيون يستعملون نداء الرفيق مثلهم مثل بقية الأحزاب اليسارية، فلم يملك الأسد إلا أن يضحك مستطرفًا قوله، ومجيزًا نفاقه، وصفق الجمهور. وقياسًا على قول صاحب المكنسة، قد يكون جبريل أمينًا قطريًا مساعدًا، والشبيحة هم الزبانية، وصلاة الجماعة حلقة حزبية.

وقد رأينا بالأمس القريب مفتي الجمهورية أحمد حسون، وهو أيضًا من أصحاب المكانس والوسائد العريضة، قد تزلف واستخذى وطأطأ، واستبسل كثيرًا في النفاق والمداهنة، فجعل يستشهد بالأحاديث والروايات توددًا للسلطة ولإيران، فقال: "فلولا علي بن أبي طالب لهلك عمر بن الخطاب"، وظهر في كنيسة فاتحًا ذراعيه في مشهد سينمائي يبشر بوحدة الأديان، وكان آخر تكنيساته تفسير سورة التين، في عزاء صباح فخري، فزعم أن خريطة سوريا موجودة في سورة "التين"، مضيفًا: "أما سألتم ليش (لأي شيء) الله ذكر طور سينين وذكر مكة ثم ذكر التين والزيتون؟ أما انتبهتم عليها. الله عم يقسم بشجرتين، أقسم بالتين والزيتون، وأقسم بطور سيناء، وأقسم بمكة، فإذا تركها رددناه أسفل سافلين"، يقصد حسون بـ "تفسيره" اللاجئين الهاربين من بطش الأسد خارج سوريا، ثم يكمل "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات في هذه الأرض فلهم أجر غير ممنون"، ويقصد هنا من بقي إلى جانب النظام.

ونجد السويلية في تحليلات النائب في مجلس الشعب، خالد العبود، فيثاغورث المربعات الذي خرج مؤخرًا يبحث عن تعليل لتقاعس حزب الله عن نصرة غزة، فقال إني أقول على الملء (يقصد على الملأ): إن السبب في ذلك هو أن من قام بطوفان الأقصى إخوان مسلمون، وغرضهم خدمة الإمبريالية والمشروع الصهيوني.

ونجدها في نواح النائب دياب الماشي، شيخ البرلمانيين السوريين، الذي خرج يلطم ويندب كالنساء عند موت حافظ الأسد، واللطم عند رجال أهل البادية سبّة، بينما كان شقيق الأسد إسماعيل الأسد جالسًا في آخر الصفوف ينظر إلى المسرحية المضحكة، كاتمًا ضحكته.

ونجدها أيضًا في قول أبي مازن: إن أعضاء حماس هم كفار قريش، (وعليه يكون مؤمنو قريش هم نتنياهو وأبو مازن ومحمد دحلان).

أقيل أحمد حسون، وأحيل إلى التقاعد، فالسوريون ينفرون، علويون أو سنيّون من الكوميديا في المقدسات، أما المصريون، فيجيرون أمثال هذه المباهتات ويستلطفونها، ونجد أمثال هذه المشاهد يوميًا على التلفزيونات المصرية، ليس آخرها قول الداعية خالد جندي إنه يُتهم بأنه عالم سلطان، وتباهى بأنه عالم سلطان، بل دعا الله أن يُحشر مع السيسي السلطان.

العرب تقول في أمثال هؤلاء مثلًا: حنّ قدح ليس منها. أي تمدح الرّجل بما ليس فيه.

سويلا ليست من البيض الإنكليز، وخالد عبود ليس من الطائفة، وأحمد حسون كذلك، كلهم أقداح ليسوا منها

والقِدْحُ (لسان العرب): أحَدُ قِداح المَيْسر، وإذا كان أحَدُ القداح من غير جوهر إخوته، ثم أجالَه المفيد، خرج له صَوْت يخالف أصواتها، فيعرف به، أنه ليس من جملة القداح. وهو مثل يضرب للرجل يفتخر بقبيلة ليس هو منها، أو يمتدح بما لا يوجد فيه. فسويلا ليست من البيض الإنكليز، وخالد عبود ليس من الطائفة، وأحمد حسون كذلك، كلهم أقداح ليسوا منها.

وقيل في أمثال هؤلاء: هو كالحادي، وليس له بعير. يقال: إن الغراب قلد مشية الحمامة، فأضاع مشيته، فكان له هذا المارش العسكري الراقص الذي تعرفون.