icon
التغطية الحية

بالفيديو.. حرس الحدود البلغاري يطلق النار على لاجئين سوريين ويصيب أحدهم

2022.12.06 | 11:20 دمشق

الشاب السوري عبدالله الرستم محمد بعد تعرض لإطلاق النار على الحدود التركية البلغارية - "لايت هاوس ريبورتس"
الشاب السوري عبد الله الرستم محمد بعد تعرضه لإطلاق نار على الحدود التركية البلغارية - "لايت هاوس ريبورتس"
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أصيب طالب لجوء سوري برصاص حرس الحدود البلغاري، إثر محاولته العبور مع مجموعة من اللاجئين من تركيا إلى الأراضي البلغارية، ونشرت منظمات إعلامية تسجيلات مصورة توثق اللحظات الأولى لإطلاق النار، ويعد ذلك أول دليل مرئي على استخدام الذخيرة الحية لصد اللاجئين على حدود الاتحاد الأوروبي.

ونشرت منظمة "لايت هاوس ريبورتس" الإعلامية الهولندية المستقلة، يوم أمس الإثنين، مقطعاً مصوراً يظهر استهداف لاجئين سوريين بالرصاص المباشر من قبل حرس الحدود البلغاري، مرفقاً بتحقيق مطوّل حول الحادثة.

وجاء التحقيق الذي أجرته المنظمة بالتعاون مع شبكة سكاي نيوز التلفزيونية، وصحيفة "لوموند"، وهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، وصحيفة "ذا تايمز"، وصحيفة دوماني، والهيئة العامة للبث الإذاعي في ألمانيا، ووجد التحقيق أن إطلاق النار وقع على لاجئين غير مسلحين من الأراضي البلغارية حيث شوهد في الموقع حرس الحدود.

وأكدت المنظمة أن الحادثة تطرح أسئلة جدية على قادة الاتحاد الأوروبي حول نهج الكتلة تجاه الهجرة واللجوء وسط تصاعد العنف وعمليات الإعادة غير القانونية.

كيف وقعت الحادثة؟

في وقت متأخر من ظهر يوم 3 تشرين الأول 2022، بالقرب من السياج الحدودي البلغاري مع تركيا، كان هنالك مجموعة من الشبان السورين الذين كانوا يأملون في طلب اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي، لكن حرس الحدود البلغاري أوقفهم وأعاد ترحيلهم إلى الأراضي التركية، واحتجاجاً على ذلك، ألقى بعضهم الحجارة باتجاه الحدود، لترد عليهم السلطات التركية بالرصاص المباشر، ما أدى إلى إصابة شاب سوري بجروح بالغة، وفقاً للمنظمة.

ونجا الشاب السوري عبد الله الرستم محمد، البالغ من العمر 19 عاماً، من الحادثة لكنه أصيب بإصابات غيّرت حياته، وبحسب التحقيق، فإن السلطات البلغارية اعترفت بوجودها في مكان الحادث لكنها نفت إطلاق الرصاصة التي أصابت اللاجئ.

وبدأ هذا التحقيق بعد تداول أنباء بين اللاجئين في تركيا عن إطلاق النار على شخص ما قرب الحدود، وحصلت المنظمة على المقطع المصور من محامٍ تركي قدم طلباً بشأن الحادث إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

ما حالة اللاجئ السوري الصحية؟

وحصل التحقيق على السجلات الطبية الخاصة بعبد الله والتي أظهرت أن الرصاصة مرت في يده ودخلت صدره، وبقيت على بُعد سنتيمتر واحد من قلبه. وتعقب التقرير عبد الله، واستطاع الوصول إليه في مدينة إسطنبول.

قال الشاب عبد الله إنه ومجموعة من أصدقائه عبروا إلى بلغاريا صباح ذلك اليوم، لكن السلطات البلغارية ألقت القبض عليهم وأعادتهم في وقت لاحق إلى الأراضي التركية، مؤكداً أنه أصيب برصاص قوات الحدود البلغارية.

وأضاف عبد الله: "أخبرني الطبيب أنني نجوت من الموت بأعجوبة؛ لأن الرصاصة دخلت إلى القلب تماماً"، معترفاً بأنه كان محظوظاً لأنه نجا من إطلاق النار المباشر.

وتابع: "يدي اليسرى الآن نصف مشلولة ولديّ كُسران في القفص الصدري."

كيف توصل التحقيق إلى نتائج إطلاق النار من قبل السلطات البلغارية؟

واستطاع التحقيق بالاعتماد على المصادر المفتوحة تحديد موقع إطلاق النار بالضبط، كما جرى تحليل الفيديو، إذ شوهدت مركبتان على الجانب البلغاري، يبدو أن إحداهما من طراز "لاند روفر ديسكفري" تستخدمها شرطة الحدود البلغارية، والأخرى مشابهة لشاحنة عسكرية بلغارية، وكذلك بيّن المقطع المصوّر وجود شخصين بجانب المركبات التي يتطابق زيّهما مع زيّ قوات الحدود البلغارية.

وأوضح خبير صوتي أن صوت الرصاص كان "متسقاً مع إطلاق سلاح باتجاه ميكروفون التسجيل" الذي يواجه الحدود. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية أن هناك محرساً صغيراً تستخدمه شرطة الحدود البلغارية بجوار المركبات والشخصين المرئيين الظاهرين في الفيديو.

كما جمع التحقيق أيضاً عدداً من شهادات أخرى من طالبي اللجوء على طول الحدود البلغارية التركية تفيد بأنهم شهدوا عمليات إطلاق نار أخرى للاجئين من قبل السلطات البلغارية، مما يشير إلى أن هذه ليست الحادثة الأولى والوحيدة.

دخول بلغاريا إلى اتفاقية "شنغن"

ويأتي نشر اللقطات والنتائج التي توصل إليها التحقيق، قبل أيام من تعيين مجلس الاتحاد الأوروبي للتصويت على دخول بلغاريا إلى اتفاقية شنغن في 8 كانون الأول الجاري.

وأعرب المجلس عن رأي إيجابي بشأن إدارة بلغاريا لحدودها في الأشهر الأخيرة، مدعياً أن البلاد لديها "الهياكل اللازمة لضمان احترام الحقوق الأساسية من خلال توفير الوصول إلى الحماية الدولية واحترام الحظر المفروض على إبعاد المهاجرين".

ولطالما ذكرت منظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش" أن العكس يحدث عملياً وأن طالبي اللجوء يتعرضون للرد بشكل غير قانوني ويتعرضون للعنف.

وسجلت السلطات البلغارية أكثر من 150 ألف محاولة عبور هذا العام وحده، أي أربعة أضعاف ما حدث في العام الماضي، على الرغم من أن هذا الرقم من المرجح أن يشمل محاولات متعددة من قبل نفس الأشخاص. وتلقت بلغاريا 321 مليون يورو من تمويل الاتحاد الأوروبي بين عامي 2015 و2020 لإدارة ملف الهجرة على حدودها مع تركيا. كما يتمركز ضابط من وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" في بلغاريا.